مقالات متنوعة

محمد لطيف : عفوا محمد لطيف.. مأمون حميدة لم يكن هناك


الكادر الإسلامي والصحافي المعروف عبد الماجد عبد الحميد بعث بتعقيب مطول مبرئا البروفيسور مامون حميدة وفي المقابل مقرا بمشاركته تحمل مسؤولية ما جرى.. ننشر تعقيبه اليوم.. وعليه تعقيب أيضا.. م. ل
* ما تنشره صحيفة (اليوم التالي) من وثائق وأخبار ومقالات عن مخالفات وقعت فيها مؤسسات البروفيسور مامون حميدة وما ينشره مناصرون ومدافعون عن البروف.. هذا وذاك كله محل تقدير ونظر كونه يتم على الهواء الطلق وعلى صفحات الصحف وإن كان بعضه قد تجاوز حدود المنقول والمعقول في الرد والرد المضاد. ومن ذلك ما خطه قلم الأستاذ محمد لطيف في زاويته المقروءة بأخيرة اليوم التالي عدد السبت 30 أبريل 2016 حيث أورد ما ملخصه أن البروفيسور مأمون حميدة استدرج مجموعة من طلابه المشتغلين بالعمل السياسي داخل الجامعة والناشطين في الأحداث التي تلت تعليق النشاط السياسي بالجامعة إبان ولاية بروف حميدة.. ومما أورده لطيف تصريحا وتلميحا أن البروف كان سببا مباشرا في اعتقال تلك المجموعة من طلابه الذين كانوا يومها أهم الكوادر السياسية المعارضة التي أوجعت رأس الأجهزة الأمنية والسياسية خارج الجامعة ودوخت تنظيم الاتجاه الإسلامي في مؤسسات التعليم عامة وداخل جامعة الخرطوم خاصة..
* أرجو أن أورد هنا بعضا من تفاصيل تلك الواقعة التي كنت شاهدا عليها وقريبا من أدق تفاصيلها.. وقبل التوضيح المختصر أقول ومن باب الشهادة لله ورسوله إن فترة البروفيسور مأمون حميدة في جامعة الخرطوم كانت وستبقى من أزهى الفترات التي أمضاها الرجل مديراً للجامعة التي أعطاها عصارة فكره وجهده وإخلاصه حيث قدم مبادرات عملية ونظرية للإصلاح المؤسسي والأكاديمي في جامعة الخرطوم التي أراد لها الرجل الخروج من قوقعة الماضي ودندنة التاريخ والتباهي بماضيها الزاهر دون أن يصحب هذا نظر ثاقب للتطور والتطوير المرجو لجامعة سبقت مؤسسات أكاديمية عالمية في تأسيسها لكنها تخلفت عنها بسنوات ضوئية في جوانب عدة هذا ليس مكان عدها وتعدادها.. أقول هذا لأن هنالك من يسعى وبجد لطمس الإشراقات والجهود المخلصة لبروفيسور مأمون حميدة في مسيرة العمل الطبي والأكاديمي في بلادنا.. والرجل رغم عواصف النقد وزلازل وثائق اليوم التالي سيبقى وجهاً مشرقاً لن ننسى له أفضاله على جامعتنا التي عاش فيها فترة عصيبة واجه خلالها عدة مشاكل وخلافات كانت أبرزها مخالفته الرأي للبروفيسور إبراهيم أحمد عمر وزير التعليم العالي يومها وبخاصة في قضايا مثل تعريب الجامعات واستيعاب الطلاب العائدين من الخارج عقب توسيع قاعدة مؤسسات التعليم الجامعي بإنشاء جامعات وكليات جديدة ومن ذلك رفض بروف مأمون القاطع لاستيعاب طلاب الطب في جامعات أوروبية وتقييدهم بكلية الطب جامعة الخرطوم وحجته في ذلك أن هؤلاء الطلاب التحقوا بتلك الجامعات بدرجات ونسب تقل كثيراً عن المعدل المحدد للقبول بجامعة الخرطوم.. وظلت هذه النقطة الخلافية قائمة حتى غادر بروف حميدة الخرطوم على وقع خلافات في الشأن الأكاديمي والتنظيمي مع القيادة السياسية خارج السور الجامعي.. ومما أقوله من موقع الشهادة والمعايشة إن بروف مأمون كان حريصاً على حماية الحرم الجامعي من تدخل الأجهزة المختصة بمراقبة النشاط السياسي للتنظيمات المعارضة وله في ذلك منهج ورأي حيث يقول إن كل طلابه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار سواسية عنده أمام اللوائح الضابطة والمنظمة للشأن الأكاديمي.. كما أنهم سواسية في الحقوق والواجبات في ممارستهم لنشاطهم السياسي..
* لن ينسي طلاب الجامعة أن بروف حميدة كان حاسماً وصارماً في تطبيق لوائح الجامعة بحق عدد من الطلاب الذين ارتكبوا مخالفات واضحة ذات طابع سياسي لا شأن له بحقهم المسموح به قانوناً..
* أعود لما أورده الأستاذ لطيف حول اعتقال عدد من الطلاب وكوادر التنظيمات من مكتب مدير الجامعة في عهد بروف مأمون.. وللتوضيح أقول إن ما حدث وباختصار غير مخل أن مدير الجامعة يومها وجه دعوة مفتوحة لقيادات الطلاب السياسية بالجامعة لاجتماع في مكتبه للتفاكر حول استقرار الجامعة وكيفية إعادة النشاط السياسي عقب فترة احتقان ألقت بظلال سالبة على مسيرة العام الدراسي.. أقول إن الدعوة للاجتماع كانت معروفة ومعلومة لدى كافة التنظيمات السياسية بالجامعة وكانت مثار حديث ونقاش في المنتديات.. وعليه لا مجال للقول بسرية الدعوة والتواطؤ مع الأجهزة الأمنية لتعتقل رموز المعارضة الطلابية من مكتب مدير الجامعة الذي كان حريصاً على حرية العمل السياسي وحريصاً على تمكين طلابه من ممارسته بلا قيود شريطة ألا يؤثر على العام الدراسي والتحصيل الأكاديمي.. أما واقعة اعتقال تلك المجموعة الطلابية فلها أسباب وأسرار أخرى لعل أهمها أن تنظيمنا الطلابي يومها كان حريصاً على تكميم أفواه معارضيه ولو كان ذلك باعتقالهم عقب دخولهم مكتب مدير الجامعة والذي غادر ذلك الاجتماع بعد ساعة ونصف من التداول والنقاش الصريح والواضح مع طلابه وعندما أراد المغادرة استأذنهم في ذلك مقدماً عذره قبل نصف ساعة لارتباطه بموعد مسبق.. وللتاريخ والشهادة فقد تقدم بروف مأمون باحتجاج رسمي للأجهزة المختصة خارج الجامعة وأدار نقاشاً حاداً مع أمانة تنظيم الاتجاه الإسلامي بالداخل موضحاً لهم أن ما حدث يمثل إحراجاً بالغاً له كمدير للجامعة ويضعف موقفه باعتباره الشخص المسؤول عن سلامة طلابه مهما كان خلافهم السياسي معه.. وما حدث لاحقاً أن الأجهزة المختصة قد أطلقت سراح الطلاب الموقوفين برغم اعتراض قيادة تنظيم الاتجاه الإسلامي على الخطوة.. وتلك قصة واعترافات أخرى ربما نفرد لها مساحات ووثائق في وقتها المناسب!!
عبد الماجد عبد الحميد
صحيفة مصادر