الطيب مصطفى

عندما تنتحر الأمة؟!


قبل أن أترككم مع إحدى الموجوعات والمفقوعات المرارة من نساء أمتنا العربية والإسلامية وهي تذرف الدمع الغزير حزناً على ما آلت إليه الأمة التي تشن اليوم الحرب على نفسها وتقع فريسة لأعدائها الذين يشهدون بشماتة وفرح غامر انتحارها الذاتي واستعانتها لتحقيق ذلك بأولئك الأعداء الذين يسترجعون ذات الحرب الصليبية القديمة وبضراوة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً وبأسلحة أكثر فتكاً، دعوني أستدعي بعض الخواطر المؤلمة.
والله إن ما نشهده هذه الأيام من ظواهر اجتماعية وفساد أخلاقي وانهيار قيمي في دولنا ومدننا اللاهية الساهية ومن بعض الحكومات العربية والأثرياء العرب الذين أودعوا ترليونات الدولارات في الخزائن الأمريكية والأوروبية يعيد ذات الحال البائسة التي عاشتها الدولة العباسية قبل أن تُسلم الروح لأعدائها من المغول وهم يجتاحون إمبراطوريتها وينهون حضارتها ويشردّون شعوبها ويمزقونهم إرباً.
إنها سنن التاريخ الماضية.. لم تحابِ حتى الرسل والأنبياء حين تخرج شعوبُهم على مطلوبات رب الشعوب.
كليم الله موسى عندما رفض قومه (بنو إسرائيل) الانصياع لأمره ونكصوا على أعقابهم وتقاعسوا عن الجهاد رموا في تيه سيناء (40) سنة، توفي خلالها النبي المنقذ من بطش فرعون كما توفي أخوه هارون.
الصحابة هُزِموا في غزوة أحد جراء مخالفتهم أمر الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم، وقال الله تعالى مخاطباً إياهم في سورة آل عمران حين تساءلوا كيف حدثت الهزيمة: (قل هو من عند أنفسكم).
أترككم مع كاتبة موجوعة تحكي لكم عن اهتمامات بعض بني أمتنا وهم يرتكبون أسوأ مما اقترفه الفُسَّاق في أواخر أيام الدولة العباسية، فما أشبه الليلة بالبارحة.
تقول الإعلامية رولا إبراهيم إن مليوناً و300 ألف دولار تكلفة فستان الفنانة الإماراتية أحلام في نهائي برنامج “آراب أيدول”.
وتاجر إماراتي ثريّ يعجب بالمشتركة المغربية فيصوّت لها بالرسائل النصيّة بقيمة 850 ألف دولار .
وعبد الله بالخير يمتدح “جسد” المشتركة المصرية التي “تمتلك جسد صاروخي” فيصوّت لها بقيمة مليون دولار.
وقبل أيام شاب من الخليج يدفع 500 ضعف ثمن الآيباد الجديد ليكون أول من يقتنيه في العالم بقيمة 300 ألف دولار .
20 مليون صوت مصري
10 ملايين صوتاً مغربياً وجزائرياً وتونسياً.
10 ملايين صوتاً من باقي الدول العربية.
المجموع:40 مليون صوت في الحلقة الأخيرة في أراب أيدول.
(هذه هي الأصوات التي أدلى بها العرب المشاركون في ذلك البرنامج.. تخيلوا عشرين مليوناً من اللاهين العابثين من مصر التي ننتظر أن تنهض وتعيد مجد الأمة صوتوا في ذلك البرنامج التلفزيوني).
40 × 1$ على الأقل = 40 مليون دولار ،كفيلة بإقامة اقتصاد دولة، وإنهاء مجاعة الصومال، ومشكلة كهرباء غزة، وإغراق سوريا بالمساعدات الإنسانية، و28% بالمائة تحت خط الفقر في لبنان، وحل مشكلة 3 ملايين طفل شارع بمصر، و60 بالمائة تحت خط الفقر في غزّة و.. و.. و.. و .. الخ …يا أمة ضحكت من جهلها الأمم..
تباً لامة يبكيها مهند في العشق الممنوع ولا يبكيها إنسان يموت من الجوع).
انتهى كلام الإعلامية رولا إبراهيم، وأقول معقباً الآتي:
هل يعلم القراء أن بعض الأثرياء والحكام العرب يودِعون في البنوك الغربية ما يتجاوز عشرات المليارات من الدولارات لكل منهم بالرغم من أنهم يعلمون أن ملياراً واحداً كفيل بإطعام كل الجوعى المسلمين في العالم، وبالرغم من أنهم يرون أمثالهم يموتون ويقبرون كل حين تاركين خلفهم أموالهم التي يُحاسبون عليها، وبالرغم من أنهم يقرؤون كلام الله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)؟


‫2 تعليقات

  1. اليهود عملوا مع العرب حكاية ان تشغلهم بالباطل شغلوا انفسهم بمعرفة الحق و الرجوع الي دينهم

  2. اليهود عملوا مع العرب حكاية ان لم تشغلهم بالباطل شغلوا انفسهم بمعرفة الحق و الرجوع الي دينهم