مقالات متنوعة

احمد المصطفى ابراهيم : مع الشرطة ضد المواطن


لابد من شكر شرطة المرور على ما تقوم به من تسيير لحركة السير في المدن وخصوصاً في هذا الصيف الحارق والكهرباء المعدومة وتجدهم يعملون بأيديهم بديلاً عن الإشارات التي أقعدتها فضيحة الكهرباء.
ولابد من كلمة تتناسب وأسبوع المرور العربي. هذه الاحتفالية كل سنة لها شعار، ويتم تثقيف مستخدمي الطريق عبر وسائل الإعلام بكل أنواعها المسموع والمرئي وحقنا هذا. ويتم إرشاد في الشوارع وكرنفالات واحتفالات بوجوه عدة.
يبدو لي أن عبارة (شركاء الطريق) من أكثر الجمل استخداماً في هذا الأسبوع. واليوم أريد ان أعدد بعضاً من سوء استخدام الطريق من قبل بعض السائقين وهو ظاهرة مزعجة ومعطلة للسير وتنم عن فوضى.
تعددت أنواع المركبات من الركشة ذات الثلاث عجلات والشاحنة الطويلة ذات المقطورتين والتي لها 34 إطاراً ضخماً (وشوية كده كان يمكن أن تسمى أم أربعة وأربعين تلك الحشرة المشهورة). وبين الإطارات الثلاثة والأربعة وثلاثين هناك السيارات الصغيرة والتي تسمى في السودان “صالون” وفي بقية الدول العربية تسمى “سيدان”، هناك الحافلات والشاحنات بكل أحجامها ووظائفها حاملات القمح وحاملات الرمل، حاملات الخرسانة وحاملات الصرف الصحي وحافلات البشر.
كل هذه المركبات تسير في الطرقات والشوارع جنباً الى جنب وأحيانا يشاركها الكارو الشارع. صراحة هذه فوضى وليس طرق سير، المؤلم أنه في الطرق ذات المسارين -على قلتها- ليس هناك ما يبين استخدامها، ولقد رأينا في دول كثيرة ان لكل مسار سرعته البطيء على اليمين والوسط في الوسط والسريع على أقصى اليسار.
وبما أن طرقنا ما زالت بمسارين فقط والآن تستخدم بأسوأ ما يمكن حيث تجد ركشة على المسار الأيمن وشاحنة على المسار الأيسر بسرعتهما المعروفة وخلفهم عشرات السيارات الصغيرة تنتظر أن تجد حظها من الطريق ولا يتفضل عليها أي منهما بفتح المسار الأيسر.
هل نبحث لهم عن عذر؟ مثلاً لم يدلهم أحد على مسارهم الذي يجب أن يسلكوه ويتركوا الأيسر للسيارات السريعة والأيمن للشاحنات ويكون جميلاً أن تمنع الركشات والأمجادات من استخدام الطرق السريعة فعلاً على الواقع وليس على الورق (الأمجاد هذه اسمها مايكرو بص ولكن أول شركة أدخلتها كان اسمها أمجاد وكسبت الاسم منها).
كثيرًا ما نشير لمرتكبي مخالفة استخدام المسار الأيسر من قبل المركبات البطيئة برجاء بعضهم يستجيب وآخر لا يستجيب إذ ليس هناك ما يلزمه لاستخدام المسار الأيمن.
ماذا لو جعلت شرطة المرور هذا هاجساً لمدة تثقف فيه شركاء الطريق وذلك بعد ان تتكرم على الطرق بلوحات تحدد لمن المسار الأيمن إما بالرسومات بأن ترسم صورة شاحنة او بتحديد سرعة معينة لكل مسار حتى يصبح الأمر ملزماً وليس رجاء يستجيب إليه صاحب الذوق الرفيع ويتجاهله ثقيل الدم.
هذا احتفالي بأسبوع المرور.