رأي ومقالات

مذكرات مرشح سابق..


كان هذا السودان يحكمه AVLADO CUN وهم الانجليز أولاد اللنقيرو.. وكانوا في الحكم تمام يحترمون المواعيد وليس على أبوابهم حراس يمنعون دخول المظلوم على الحاكم.. إلا أنهم مستعمرون، وقامت عليهم الحركات بداية بثورة 24 ناس علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ، وحتى من داخل الجيش قامت حركة وكان بطلها الماظ. وهذه الحركة هي التي أجلت الجيش المصري إلى القاهرة حسب هدف المستعمرين الانجليز. حتى جاء مؤتمر الخريجين ليقود حركة بالقلم والخطاب، وكانت قد أنجبت تلك الحركة مناضلين وفي مقدمتهم الزعيم إسماعيل الأزهري، حتى كان الجلاء وطرد الانجليز وأجريت انتخابات حرة بقيادة SKVMRSN. وهو من الهند وأعضاء من الدول الخارجية، وأجريت الانتخابات في نزاهة وفاز الحزب الوطني بقيادة الأزهري مما أهله لتكوين الحكومة.. وكانت حزب الأمة في المرتبة الثانية معارضة ولكنه لم يقبل النتيجة ودعا أنصاره من الأقاليم ليقوموا بثورة في افتتاح البرلمان.. وفعلاً تجمعت الجيوش وذهبوا للمطار ليقابلوا الرئيس محمد نجيب ومعه مندوب بريطانيا اسمه SLNLIVD وكانت ثورة بالحراب والسيوف مات من جرائها ما يقارب السبعين والأغلبية منهم، ومات نائب مدير البوليس.. وهكذا تأجل افتتاح البرلمان وقدموا المتمهين للمحاكمة وبعد شهور حل البرلمان.. وانتهت السنوات المقررة للبرلمان وفتحوا برلماناً جديداً.. والصراع كان دائراً بين الحزبين الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة وشوية أحزاب جديدة في مقدمتهم كان الحزب الشيوعي.. وجاءت المرحلة الثالثة للبرلمان وكان الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي كان به الختمية وجماعة الأزهري.. وجاء الاتحاديون ليترشحوا لدائرة الدامر الجغرافية واختاروني أن أكون مرشحاً، ونزلت للميدان باسم الحزب، ولكن الختمية جاءتهم تعليمات من شيخ الحزب أو الحركة الختمية بأن يقاطعوا الانتخابات.. وظللت اعتمد على جماعة الأزهري الوطني الاتحادي بدون ختمية وعلى القبلية، ولكن القبلية ذاتها ناس عقيدة في سيدي، وأنا الود بيني وبين ناس سيدي مفقود، يعني متهم بأنني لست ختمياً، والمهم لم انسحب، وكان حزب الأمة قد أرسل السيد حسن محجوب مصطفى رئيس تحرير جريدة الأمة مرشحاً مشحوناً لدائرة الدامر.. الراسل السيد والمرسل إليه حيران السيد والتابعين.. وظللت أصعد الى المنابر قائلاً: إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. لا بد لليل أن ينجلي. ودارت المعركة وكان الفوز حليف مرشح حزب الأمة.. وعدت للشارع أنادي للمعارك العامة.. وتنقلب الحكومة وتأتي حكومة، وترشحت ضمن المرشحين لدائرة الدامر، وكان رمزي القطية، وظل الشعراء يقولون «الراحة في ظل القطية».. وهذه المرة اكتسحت المعركة وفزت وجئت للخرطوم أمشي الهوينا طرباً، وانقضت أيام البرلمان وكان الكرسي وثيراً.. ومرة أخرى أجريت انتخابات لبرلمان جديد ونزلت للمعركة، وكنت أعرف من أين تؤكل الكتف، وهادنت الطائفية التي يتدخل شيوخها في المرشحين، وظللت في المناطق التي فيها حيران لهم «أكسر التلج» للسيد رضي الله عنه، والمناطق الما فيها حيران أشن عليهم هجوماً.. وبعض الختمية يقولون عني أنني من الخوامسة، وهم يعنون بهذا الاسم أنصار السنة، وأنا فعلاً كنت كذلك «أنصاري سنة».. وهكذا سيداتي سادتي دخلت البرلمانات أيام زمان، ولما جاءت ثورة الإنقاذ كنت في مقدمة المؤيدين، وأجدني مؤمناً بها بدون تردد، وفي أول الثورة كنت رئيس اللجنة الشعبية على مستوى الاقليم بقرار جمهوري، وتمضي الأيام ومازلت أعمل في العمل العام، ولكنني لم أفكر في أن أترشح للبرلمان، والحمد لله البرلمانات صارت كثيرة، وكل ولاية لديها برلمان، ونحن في الدامر عندنا برلمان تمام. وقد ظللت أفكر في تكوين حزب مثل أحزاب الفكة حتى أنال شرف كوتة وزارات ومعتمديات، ولكن الأحزاب أصبحت غير نافعة في هذا الزمان.. سيداتي سادتي هذه ذكريات عن الماضي والحاضر مع تحياتي

العمدة الحاج علي صالح

النتباهة