جرائم وحوادث

قصة اختفاء الطالب “سيف الدين” بعد هروبه من مستشفى الأمراض العقلية


تسع سنوات عجاف مرت على اختفاء الطالب بكلية علوم البحار جامعة بور تسودان، “سيف الدين سالم أحمد”، وأسرته البسيطة التي تقيم بحي الشقلة أم درمان،عانت أيما معاناة حتى أرهقها البحث عنه. وقد صرفت الغالي والنفيس في سبيل الوصول إلى معلومة تدل على مكانه، طافت جميع الأمكنة والدور التي يتوقع تواجده فيها، لكن دائماً ما تكون المحصلة صفراً، محفوفة بخيبة أمل، لكن هذه الأسرة المكلومة لم ينقطع عشمها في العثور عليه أو عودته، وما يدل على ذلك أن والدته ظلت، ومنذ اختفائه تجوب الطرقات صباحاً ومساءً، تجدها تنظر في الطريق يمنة ويسرى، حتى في مشاويرها العادية، أي أن كل حركاتها وسكناتها تحولت إلى مفردات بحث عن فلذة كبدها.
بالأمس دلف والده “سالم أحمد” إلى مقر صحيفة (المجهر)، وهو رجل كبير في السن تبدو عليه علامات الإرهاق، حاملاً الصورة المرفقة مع القصة والنشرة الجنائية التي توضح اختفاء ابنه، ومعنونة من قسم الصالحة. الرجل تحدث وهو مليء بالأمل والتفاؤل، رغم الأحزان التي تعتصره، وكأن ابنه اختفى قبل يومين أو ثلاثة، مناشداً كل الجهات الحكومية والمواطنين للمساعدة في العثور على ابنه.
وقال “سالم”: (إن ابني كان قد أصيب بمرض نفسي أثناء التدريب بمعسكر الخدمة الوطنية بالدويم، بعد إكماله للمرحلة الثانوية، ولم يقف المرض عائقاً، أمامه فالتحق بكلية علوم البحار بجامعة بورتسودان، في العام (1996). وأضاف والده (بعد أن تفاقم المرض عرضناه على أطباء بمستشفى التجاني الماحي بأم درمان، وقد تلقى علاجاً، ثم مستشفى ببحري، ولمزيد من الرعاية سافرنا به إلى المملكة العربية السعودية وعرضناه على أطباء بمستشفى نفسي، بعدها عدنا به مرة أخرى، إلى مستشفى التجاني الماحي، في العام (2007). واسترسل “سالم” (كان يتلقى العلاج وبدأت حالته تتحسن، لكننا فوجئنا بهروبه من المستشفى في ذات العام، ومن هنا بدأت رحلة البحث التي لم تنقطع حتى اليوم. طفنا كل مكان يمكن تواجده فيه، وقطعنا شك أي معلومة وردتنا عن مكان تواجده بالعاصمة والولايات. واستطرد قائلاً: (كلنا أمل في عودته ونحن على يقين بأنه حي يرزق، وأن والدته حفيت أقدامها بالبحث، وقد صرفنا كل ما نملك رغم أننا أسرة فقيرة، لكن لم نبخل بأي قرش ادخرناه في سبيل الوصول إلي ابننا، كاشفاً عن أن ابنهم كان متزوجاً وترك خلفه طفلة. وناشد “سالم أحمد” والد الشاب المختفي الدولة، وخص بالمناشدة نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” بمساعدته في البحث عن ابنه بكل الوسائل، كما ناشد كافة المواطنين في العاصمة والولايات.

المجهر


تعليق واحد

  1. اللهم يا جامع يا رقيب ويا جامع الناس ليوم لاريب فيه ردّ عليهم ضالتهم سالما معافا وقرّ به أعين والديه.