أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

الخرطوم وواشنطن.. بوادر انفراج في العلاقات


معلوم أن العلاقات السودانية الأمريكية شهدت عقب مجئ الإنقاذ حالة من التوتر لم يكن لها مثيل، الإنقاذ منذ أن تسلمت مقاليد الحكم بالبلاد باتت تتوعد الولايات المتحدة الامريكية، وترفع الشعارات المناهضة لها، وذاكرة الأمة تحتفظ بالهتافات الداوية التي كانت تخرج من حناجر مناصري النظام على شاكلة (الطاغية الأمريكان ليكم تدربنا)، ويبدو أن تلك الشعارات كانت بغرض تمكين الحركة الإسلامية في البلاد بكل مبادئها الرافضة للغرب.. ولكن في الآونة الأخيرة بدأت ملامح التقارب بين الخرطوم وواشنطن تظهر رويداً رويداً، حيث نشطت تبادل الزيارات للمسؤولين هنا وهناك، والخرطوم ظلت تسعى بكل ما أوتيت من قوة لترميم ما أفسده الدهر بينها وغريمتها واشنطن، وبالأمس القريب وصلت باخرة إغاثة أمريكية محملة بأكثر من (47) ألف طن من القمح إلى ميناء بورتسودان، وهذه الخطوة ربما جاءت بعد انقطاع دام أكثر من (26) عاماً، حيث قام كل من القائم بالأعمال الأمريكية بنجامين ميلينغ والممثل القطري لبرنامج الغذاء العالمي بالسودان عدنان خان بالوقوف على تفريغ الشحنة.

قبول الحكومة:
وكأن السفارة الأميريكية أحست بالجدل الذي سيدور حول الباخرة، لذلك سارع القائم بالأعمال الأمريكي بنجامين ميلينغ بإلادلاء بتصريحات صحفية أمس تفيد بأن إدارة الرئيس أوباما ملتزمة بالعمل مع برنامج الأغذية العالمي في تخفيض نسبة من يذهبون للنوم جوعى في السودان، بجانب حث جميع الأطراف على إنهاء النزاعات.
بينما أكد عضو لجنة التشريع والعدل بالبرلمان محمد الحسن الأمين قبول الحكومة المعونات والإغاثات الامريكية التي قال إنها لم تنقطع عن البلاد، وذلك لأن أهم الشروط التي وضعتها أمريكا لتوزيع معوناتها هو الفصل بينها وبين المواقف، والخصومات السياسية، باعتبار أن المعونات للشعب والسياسة تخص الحكومات وحدها، موضحاً أن منظمات المجتمع المدني هي من تتولى مهمة توزيعها، وأشار الأمين الى أنه في فترة التسعينيات تحديداً تلقى عدداً من الإعانات لمناطق في كردفان مثل بارا وسديري قامت منظمة ( كير) بتوزيعها، معتبراً قبول الحكومة للإغاثة قد جاء متاخراً، بعدما تأكدت على مر السنين مبدأ العون القائم على أسس إنسانية في المقام الأول.
في شارع المعونة:
بدايات الإنقاذ شهدت جهوداً شبيهة بدأب النحلة وإخلاص الراهب لإوصاد الأبواب أمام أي معونة امريكية أياً كان نوعها، والتي كانت عادة البلاد في منتصف القرن الماضي، يشهد عليها شارع بحري الرئيسي الذي كانت تصل المعونات عبره حتى أطلق عليه اسم (شارع المعونة)، وكانت أول مخاشنة سياسية صريحة بين البلدين قامت بها الخرطوم قبل ربع قرن، حينما رفضت حكومة الإنقاذ باخرة معونة اميريكية أمرت بردها من حيث أتت، كما سعت الحكومة وقتها على تحقيق مبدأ الإكتفاء الذاتي إقتصادياً من خلال وضع استراتيجيات ورفعت شعار (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) حتى طبعت على الكتب والدفاتر المدرسية حينها.
ولكن أمواج الولايات المتحدة كانت أعتى من أشرعة البلاد، فكانت أول ضربة وجهتها للبلاد هي العقوبات الأحادية متمثلة في حصار إقتصادي محكم، امتدت آثاره حتى اليوم، وقد كانت أحداث 11 سبتمبر فرصة لإدراج السودان تحت قائمة الدول الراعية للإرهاب، لتفوت عليه كل فرصة في استعطاف المجتمع الدولي لرفع العقوبات عنه.
وعود زائفة:
وفي السنوات السابقة ضاعفت الحكومة جهودها لإدراكها المتأخر بثقل واشنطن بين عواصم العالم، وإيماناً بأنه من داخل قبة الكونغرس يمكن السيطرة على أكثر البلاد بعداً، وقدمت كماً لا يستهان به من القرابين حتى ترفع أمريكا حظرها، وبالمقابل استثنت امريكا بعض السلع السودانية، ولكنها سرعان ما نكصت وعودها، وهذا ما ابتدر به الخبير السياسي حسن الساعوري حديثه حين قائلاً لـ(آخر لحظة): (الأميركان ديل ما منهم أمل)، لذلك على حكومة السودان نسيان أمرهم وعدم الإكتراث لوعودهم، وأردف أن البلاد تلقت على مر الأعوام السابقة (11) وعداً من واشنطن برفع العقوبات، ولكنها لم تف بأي منها، مستنكراً محاولات الحكومة المستمرة دون استيعاب قول الرسول صلى الله عليه وسلم (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) وقوله (المؤمن كيس فطن)، وتساءل لماذا لا نطرق أبواباً أخرى، ونخلق علاقات مع دول أخرى مثل روسيا والصين.
وفي منحى آخر توقع الساعوري أن تكون المعونة مدفوعة التكاليف من قطر وليست من أمريكا، طالما يشرف على تفريغها الممثل القطري لبرنامج الغذاء العالمي، لدعم قطر المتكرر للمتأثرين من الحرب في دارفور.
خطوة لرفع العقوبات:
ولكن الإقتصاديين يرون أن وصول باخرة امريكية لميناء بورتسودان، مؤشر لانفراج سياسي واقتصادي معاً، وقال عضو اللجنة الإقتصادية بالبرلمان بابكر محمد توم: إن الشحنة تعد خطوة في اتجاه رفع العقوبات والحصار عن البلاد، ومضى قائلاً: إن شحنة القمح هي نوع من أنواع التعاون بين البلدين، مستصحباً تصريحات الخارجية مؤخراً، والتي تفيد بأن المقاطعة الأمريكيه ستتصدع قريباً.

تقرير: أسماء سليمان
اخر لحظة


‫7 تعليقات

  1. لا انفراج سياسي واقتصادي ولاخطوة في اتجاه رفع العقوبات والحصار
    كل الموضوع انهم عاوزين شوية تنازل قى موضوع لا ينفع فيه الضغط
    وغالبا ما يكون موضوع تخفيض رسوم عبور نفط الجنوب
    من 24 الى دولارين تلاتة وبكرة حيحصل التنازل

  2. السيد/دكتور الساعورى
    الممثل القطرى لا يعنى انه من دولة قطر يعنى الممثل الاقليمى لهذه المنطقة وكلمة قطر هنا بضم القاف ليس بفتحها

  3. انا افتكرت الممثل القطري بضم القاف نسبة الي قطر اي دولة وليس دولة قطر..

  4. حيث قام كل من القائم بالأعمال الأمريكية بنجامين ميلينغ
    والممثل القطري لبرنامج الغذاء العالمي بالسودان عدنان خان
    1_عدنان خان
    2_بنجامينميلينغ

    يا اخوانا هؤلاء شخصيتين شخصية اميركية وشخصية قطرية

  5. اين شعار ناكل من مانررع ونلبس من ممانصنع وامريكا دنا عذابة . ماقلتوا نوبة

  6. اطرح. نفس. السؤال. اخي. السماني. ،. أين. المبادئ. و. الإيمانيات. ام. هو. حب. البقاء. في السلطة. للتسلط علي البشر

  7. هذا تخدير للشعب السوداني وزي ما جاء في المثل “حلم الجعان عيش” لماذا تتلقون المساعدات وأنتم أعلنتم منذ العام 1988 بأن الشعب السوداني ” يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع ” ولم يحصد الشعب إلا ريح الفساد والوعود الكاذبة فإلى متى ستظل هذه الحالة ، أليس فيكم رجل رشيد!!!؟ . ولعل أصل الكارثة التي يعاني منها السودان هو الضرائب التي تجعل الكثيرين يتهربون من الدفع لعدم وجود مقابل وتدني الخدمات وسوء الوضع الاقتصادي مما جعل الشعب السوداني يتعامل بالدولار مباشرة في تقييم السلع المحلية قبل المستوردة ، وبداية الحل هو إلغاء الضرائب عن السلع الاستراتيجية المحلية أو تخفيضها لدرجة كبيرة لتخفيض تكلفة المعيشة للمواطن وذلك لكافة احتياجاته من السلع والخدمات ، وتشجيع الصناعات الصغيرة وتمويلها من البنوك ووضع استراتيجية لإحلال كافة الواردات غير الأساسية ليتم تصنيعها داخل السودان وفقا لإستراتيجيات قصيرة تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل ما يمكن انتاجه محليا ، والله المستعان (يتبع)