ثقافة وفنون

عبد الرحمن عبدالله: (ما كل زهجان يبقى فنان)


إنه فنان صاحب قلب كبير.. هكذا يصفه زملاؤه في الوسط الفني، ويصفه محبو الفن الأصيل بـ (البلوم) الذي ملأ حديقة الغناء السوداني جمالاً وتطريباً.. الفنان الكبير عبد الرحمن عبد الله، الذي التقيناه في هذه الدردشة وطرحنا عليه العديد من الأسئلة التي أجاب عليها بصراحته المعهودة، ولم تخلُ إجابته في كثير من الأحيان من نبرات الحزن والحسرة على واقع الساحة الفنية.

> أولاً.. ما الجديد لديك؟
-الجديد عدد من الأغنيات أجرى لها البروفات هذه الأيام، مثل أغنية (الحلوين) من كلمات حافظ عبد الرحمن، بالإضافة إلى ترتيبات أقوم بها للظهور في شاشة القناة الفضائية الجديدة (المنال) خلال شهر رمضان المعظم، مع الفنانين علي إبراهيم اللحو وعبد الله، وذلك عبر سهرات بعنوان (الدوبيت)، وربما أظهر أيضاً قريباً في سهرة بقناة (النيل الأزرق) لم يحدد اسمها بعد.

> ما رأيك في الساحة الفنية الآن؟
-الساحة مليئة بالأصوات ولكن من وجهة نظري أن الرؤية لم تتضح بعد حول هذه الأصوات، ومعظم الشباب يلجأون للأغنيات الجاهزة وليس لهم إنتاجاً خاصاً يذكر، وأتمنى أن يلتفتوا إلى هذه الناحية، لأن أعمال الآخرين يمكن أن تكون بداية وليست (إتكالية)، كما أنصح الشباب باحترام المستمع بتقديم الكلمة الجميلة والألحان المنتقاة والأداء الرفيع وأن يجعلوا من الفن رسالة لا تجارة.

> مَن مِن الشباب لفت نظرك؟
-كثيرون ولكن عصام محمد نور، جمال فرفور وطه سليمان يملكون كل مقومات الفنان رغم أنهم يقدمون أحياناً أغنيات آخرين في حالات استثنائية.
> ومجموعة فناني وفنانات برنامج (أغاني وأغاني) .. كيف تراهم.. وما رأيك في البرنامج؟
-أنا لست معترضاً على كل الفنانين الشباب، لأن كل واحد منهم له لونيته، وأتمنى من المشاركين في البرنامج أن يستفيدوا من فرصة الظهور فيه وأن يجعلوا منه معبراً لتقديم أنفسهم، ومن بعد تقديم إنتاجهم الخاص، أما (أغاني وأغاني) فلا أرى فيه شيئاً غير أنه يذكر الناس بالكثير من الأغاني.

> لكن البعض يرى أن البرنامج قدم نجوماً.. مثلاً الملحن أحمد المك قال إن مكارم هي نجمة المستقبل؟
-مكارم ليست نجمة، لأن النجم الحقيقي يحقق نجوميته بأعماله وليس بأعمال الآخرين، ومكارم رغم ما وجدته من فرص ما زالت تردد أغنيات الآخرين، ورأيي هذا لا يعني أنها غير فنانة، هي تتمتع بصوت جميل ولها إمكانات فنية عالية.

> هل تستمع للإذاعة؟
-نعم أستمع للإذاعة، ومع كثرة الإذاعات الخاصة أصبحت أستمع لإذاعة (البيت السوداني) لأنها تقدم الغناء بانتقائية، وكذلك أستمع للإذاعة الرياضية.
> ألا تتفق معي أنك ظلمت نفسك كثيراً بالغياب في كثير من الأحيان؟
-نعم ظلمت نفسي بنفسي، أنا لديّ الكثير من الأغنيات وكلها من ألحاني، بدأت في السبعينيات بأغنيات قومية مثل (ضابط السجن)، ولديّ أخريات مثل (أنت قلبي) للشاعر أحمد شوقي وغيرها، ولا زلت أذكر حديثاً للأخ محمدية (عليه الرحمة)، كان يقول إن عبد الرحمن عبدالله فنان سابق لعصره.

> ما رأيك في تعدد المحطات التلفزيونية، وهل ترى أنها أضافت لمسيرة الحركة الغنائية بالبلاد؟
-تعدد المنابر الإعلامية شيء جميل، ولكن هذه المحطات تهتم أكثر عن المظهر ولا تبحث عن القيم وتتعامل مع الرواد بنظرية (البجينا بجينا، والما بجينا ما بنمشي ليهو).
> ماذا أعطى الفن لعبد الرحمن عبد الله؟
-أعطاني الكثير بالرغم من أنني ما زلت أسكن بالإيجار، أعطاني الفن حب الناس والفن أصبح مهنتي.

> الرحلات الفنية.. ماذا عنها؟
-أستعد الآن لرحلة إلى مدينة بورتسودان، وقبلها قمت بالعديد من الرحلات ولا أنسى جولة قمت بها وأحييت فيها عدداً من الحفلات بدارفور، وأذكر أنني في تلك الحفلات كنت أغني حتى الساعات الأولى من الصباح، الشيء الذي يؤكد الأمان الذي تتمتع به دارفور.
> كلمة أخيرة ماذا تقول فيها؟
-أسأل الله أن يعافي الفن السوداني وأن يحميه من الذين يستخفون به، وما (أي واحد زهجان يبقي فنان)، وأقول أيضاً: (يا جماعة أرحموا الفن) وشكراً لكم في (آخر لحظة).

حاورته – آلاء عبد الحليم
صحيفة آخر لحظة