مقالات متنوعة

نازك يوسف العاقب : انقطاع الكهرباء والمرضى


عندما تؤثر الكهرباء على بعض المرضى
بالأذى الجسيم ، يكون السادة في وزارة الكهرباء مسؤولين أمام الله من أرواح وأذى المواطنين في هذا البلد الصابر والصامد على الأذى، وأصل الحكاية أن مصاباً بالسكري أخذ جرعته الصحيحة من الأنسولين وفي وقتها المحدد، وهو لا يدري أن انقطاع الكهرباء قد أفسد الانسولين الموضوع في الثلاجة، لذا لم تؤدي الجرعة مفعولها ليدخل بعد ذلك في كومة سكري (غيبوبة)، ونقل على أثرها المستشفى بين الحياة والموت، ولكن سبحانه وتعالى بكرمه قدر ولطف،
لم تكن هذه الحادثة هي الوحيدة بمجرد أن حكيت لزملائي بالصحيفة ماحدث لعمي بسبب انقطاع التيار الكهربي لساعات طويلة، بافساد جرعته المعتادة يومياً والتي ارتبطت حياته والكثيرين بها، تطوعت زميلتي بحكاية مماثلة لشخص آخر في منطقة أخرى في الخرطوم ماحدث لهم من إفساد نفس الدواء بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ولعل ذلك ينطبق على كثير من الأشخاص، وأيضاً في المستشفيات التي تشملها القطوعات، حيث يتعرض الانسولين للتلف الكامل عند انقطاع التيار الكهربائي عنه لهذه الفترة الطويلة التي تقدر بحوالي سبع ساعات أو أكثر خلال اليوم تقريباً.
إننا ندعو السادة بوزارة الكهرباء أن يتقوا الله فينا وأن يجعلوا هذه القطوعات مبرمجة ومعروفة وليست عشوائية- كما هو واقع الحال- حتى يحتاط الناس، وخاصة مرضى السكري والذين هم كثر في السودان، حتى يضعون أدويتهم في مكان آمن منذ وقت مبكر.
نحن مطلبنا أن نعرف البرمجة، ولم نطالب باستقرار الكهرباء، لأن هذا صار في الأحلام.. فنرجوا منكم مراعاة ذلك.