مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : فنانة لكل مواطن


مع إطلالة كل صباح يعانق أسماعنا صوت غنائي جديد ، وفي إطلالة كل برنامج تلفزيوني يطل علينا وجه فني جديد ، حتي بات السودان أغني بلاد العالم بالمغنيين والمغنيات ، وبالأصح أفقر بلاد العالم بالمغنين والمغنيات لأن معظهم لا يطرب ولايهز شعرة في جسد مستمع ، وهم للأسف الشديد خصموا الكثير من رونق الفن السوداني البديع ومن أصالته وأصابوا الأغنية السودانية المشهود لها بالصفاء والنقاء والبهاء في مقتل ،والمؤسف أن ذلك يحدث بماركة من الجميع وعلي رأسهم وزارتي الثقافة والإعلام ، إتحادية كانت أو ولائية ، وعندما نتهم الوزارتين أولا لأن بيدهما مقاليد الأمور ومفاتيح الحل التي تتمثل في رقابة ومحاسبة الأجهزة الإعلامية (المتفلتة) إن جاز الوصف ، لأنه لا يعقل أن تتفرج وزارة الإعلام مثلا علي بعض إذاعات (الاف ام) وهي تعبث بالقيم وبقوانين الملكية الفكرية ، بينما تقف وزارة الثقافة وهي تسمع وتري الهجمة الثقافية الشرسة علي هويتنا وعاداتنا السودانية المستوحاة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، قائمة المتهمين طويلة وتتجاوز نقابة المهن الموسيقية والدرامية التي وضح أنها همها الأكبر هو جباية الأموال من وراء إستخراج البطاقات لكل من يريد أن يغني ، ولن تصدقوا إن قلنا أن الذين يمتلكون بطاقة النقابة ويحق لهم ممارسة مهنة الغناء يتجاوزون الثلاثة آلاف مغن ومغنية ، هذا غير مغنيي ومغنيات (الكيري). وبالتأكيد لا نعفي أيضا قناة النيل الأزرق وقناة أنغام ثم بعد ذلك بقية القنوات ، فقناة النيل الأزرق وعبر برنامجها (نجوم الغد) أسهمت كثيرا في تقديم الكثيرين الذين ولجوا الشهرة من بوابة البرنامج ثم بعد ذلك فعل أكثرهم في الساحة الفنية ما فعل ، ونستطيع أن نقول وبالمليان أن الذين نجحوا من خريجي هذا البرنامج وواصلوا المسيرة بإقتدار وبعيدا عن القرصنة يحسبون علي أصابع اليد ، والبقية إعتبرت نفسها أنها وصلت إلي سدرة منتهي المجد ، وإستمرأت القرصنة وتشويه أعمال الآخرين ، أما قناة (أنغام) فهي إستمرأت تقديم أي وجه غنائي طالما أنه لا يكلف خزينة القناة مليما ،وهذا لا يعني أنه نجاح إداري وفهلوة بقدر ما هو جريمة ترتكب في حق الفن السوداني. الموضوع طويل والقضية شائكة ، ولكن بداية التصحيح تبدأ بإعادة النظر ومراجعة التصاديق التي منحت للإذاعات الخاصة ، وتبدأ بمراجعة أمر نقابة المهن الموسيقية والدرامية قبل أن تراجع هي البطاقات التي منحتها لمغنيين ومغنيات ، وتفعيل دور مجلس المصنفات الإتحادي حتي يكون دوره أكبر من الجباية عبر إجازة النصوص والألحان.
خلاصة الشوف
لأن في الإعادة الإفادة كما يقولون ، نعيد لكم بعض ما كتبناه سابقا بمناسبة غزو الفنانات للكثير من برامج رمضان