محمود الدنعو

مفاصلة بين أردوغان وأوغلو


ما ظل يطفو على السطح منذ عدة أشهر عن وجود خلاف بين الرئيس التركي رجب طيب أرودغان ورئيس الوزراء داود أوغلو، تأكد بقرار أوغلو التنحي عن رئاسة حزب العدالة الحاكم، وهو ما يعني التنحي تلقائياً عن رئاسة الحكومة، هذا الإعلان جاء تأكيداً على اتساع الهوة بين الرجلين رغم إعلانهما رسمياً وأمام وسائل الإعلام أن ليس هناك تنازع، ولكن انقلاباً قد وقع وأن فصلاً جديداً في السياسة التركية سيكون عنوانه تكريس سلطات الرئيس أردوغان، ويصف أييسه أتا أن أردوغان أستاذ العلوم السياسية بالجامعات التركية في حديث لموقع (دوتش فيلا) الأخباري الألماني ما حدث بأنه أشبه بـ (فيلم رعب)، ويصل إلى حد اعتباره (انقلاباً رئاسياً) من طرف أردوغان، ويرى أياتا أن أردوغان سوف يضرب بالمعارضة عرض الحائط ويدعو لانتخابات جديدة، وهو ما سيقود البلاد إلى وضع يهدد الديمقراطية والمجتمع. وفي نهاية المطاف “ستكون النهاية سيئة”.
الخبير السياسي في جامعة أنقرة باسكين أوران الذي تحدث إلى ذات الموقع الألماني يرى أيضا أن تركيا مقبلة على انتخابات جديدة. “أردوغان قام بالخطوة الأخيرة الممهدة لإقامة نظام رئاسي بشن انقلاب رئاسي وإزاحة حكومة داود أوغلو، لأن هذا الأخير لم يكن يطبق كل ما كان يطلبه منه أردوغان”.
إذن نحن أمام حالة مفاصلة في تركيا بين أهم رجلين في حزب العالة والتنمية في السنوات الماضية ولكن المفاصلة لم تأت بين ليلة وضحاها، وكانت هناك الكثير من الموافق التي ظهر خلالها تباين الآراء بين الرجلين الذين على ما يبدو لا يتفقان على شيء، وهو مؤشر خطير فإن كان الرئيس ورئيس الحكومة من نفس الحزب، فإن ذلك مدعاة إلى التنسيق والتناغم في القرارات والآراء السياسية، ولكن مع الأسف ما رصدته وسائل الإعلام الدولية من نقاط الخلاف بين الرجلين كفيل بنسف العلاقة بينهما.
من أبرز محطات الخلافات بين الرجلين ملف الأكراد، ففي الوقت الذي يتجه أوغلو إلى التهدئة، واستئناف المفاوضات يتبنى أردوغان سياسة أكثر تشدداً، وكان أوغلو اقترح قانوناً لمحاربة الفساد، ولكن أردوغان عارض ذلك خصوصا وأن شبهات فساد طالت أردوغان وابنه، وأحدث نقاط الخلاف بينهما يتعلق بالاتفاق الذي بذل فيه أوغلو جهداً كبيراً مع الاتحاد الأوروبي بشأن الحد من تدفق اللاجئين عبر بحر إيجة مقابل تسريع جهود انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، ولكن أردوغان غير المتحمس للاتفاق يواصل هجومه اللاذع على الاتحاد الأوروبي.
هذه بعض نقاط الخلاف التي رصدتها وسائل الإعلام، والآن بعد المفاصلة بين الرجلين إلى أين سيقود أردوغان المنفرد بالسلطة حاليا تركيا في المستقبل؟