عمر الشريف

إنتبهوا لا يسخر قومٌ من قومٍ ..


الآية الكريمة أدناه رددناها كثيرا تلاوة أو حفظا سوى فى المراحل الدارسية أو فى تلاوة كتاب الله وخاصه فى شهر رمضان أو فى حلقات تحفيظ القرآن حيث نهانا الله فيها عن ثلاثة أشياء يكرهها الناس وهى السخرية واللمز والتداعى بالألقاب كما فى قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) سورة الحجرات .
لقد حرم الله الإحتقار والإستسغار للناس فقد يكون المحتقر أفضل وأعظم قدرا عند الله من الساخر منه والمحتقر له وهذا النهى شمل الرجال والنساء .
ونهى الثانى اللمز بالقول وهو أحتقار الناس وطعنا عليهم والهمز بالفعل وقال تعالى (ويل لكل همزة لمزة ) الهماز اللماز توعده الله بالويل والعذاب . اما النهى الثالث هو التنابز بالألقاب وهى الألقاب التى يسوء الشخص سماعها وقد إنتشرت كثيرا رغم النهى عنها والتحذير الشديد منها .
اليوم نسمع الكثيرون يسخرون ويستسغرون الناس وهم لا يعلمون درجتهم عند الله ويرتكبون إثما فى ذلك سوى من باب السخرية والاستسغار او المزاح المنهى عنه . تلك الصفات التى حذرنا الله منها ووردت فيها آيات و أحاديث تحذر منها لما تسبب من بغضاء وحقد وتنافر بين الناس وربما تؤدى الى القتل ، واجب علينا أن نبتعد عنها حتى يكون المسلم حسن الأخلاق ، طاهر القلب ، قوى الإيمان.
لقد إنتشرت تلك النعرات والصفات المنهى عنها فى كثير من مواقع التواصل الحديثة ووسط الطلاب وفى المناسبات والإجتماعيات بين الناس وأصبح بعضنا يسخر ويستسغر ويلمز ويهمز ويتنابز بالألقاب التى يكرهها الكثيرون منا سوى عن قصد او غير قصد وتوعدنا الله فيها بالويل وشدة العذاب . الذى دعانى لتذكيركم الإخوة الكرام ما وصلنا اليه من السخرية لبعض العلماء والمشايخ والحكام والسياسين والبسطاء والفقراء من عامة الناس ونحن لا نعلم درجتهم عندالله وربما هم أفضل وأكرم من الذى يسخر منهم . مرت علينا قصة أويس القرنى من اليمن الذى بحث عنه سيدنا عمر بن الخطاب وعلى بن ابى طالب رضى الله عنهما كثيرا حتى وجدوه فى الحج وذلك عندما سمعا خبره عند رسول الله صل الله عليه وسلم وأنه مستجاب الدعاء ليدعوا ويستغفر لهم وهو راعى إبل وأجير قوم لكنه مجاب الدعاء عند الله . وكذلك قصة جليبيب والفتاة التى وافقت على الزواج منه حتى لا ترد طلب رسول الله صل الله عليه وسلم ولم تنظر الى أن يعيرها الناس بهذا المسكين الذى فقد النبى بعد المعركة وحمله ودفنه وقد أكرمها الله بعد أن استشهد جليبيب .
لا نعلم درجة الناس عند ربهم وتقربهم إليه مهما كان حالهم وكانت عيوبهم الظاهرة لنا وعلينا عدم السخرية منهم ولا نستسغرهم وننعتهم بالألقاب التى لا يحبونها فالحذار الحذار يا إخوان حتى لا يعذبنا الله بما نقول ونفعل ونراه هينا وهو عند الله عظيم .