عالمية

ارتفاع الأصوات الغاضبة من موقع “تويتر” في السعودية


وجهت ناشطة سعودية ليبرالية معروفة ورجل دين بارز، اليوم السبت، في تغريدتين منفصلتين، انتقادات لاذعة لموقع التدوين المصغر (تويتر)، حيث ترتفع الأصوات بشكل واضح في الآونة الأخيرة ضد فوضى النقاشات والسجالات التي يشهدها الموقع حول السعودية.

ويتصدر المغردون السعوديون على موقع “تويتر” المراكز الأولى من حيث العدد الكبير والتفاعل المستمر على الموقع الذي يعد ساحة النقاش الرئيسية الأكثر حريةً في المملكة من خلال الخوض في قضايا مختلفة بعضها حساس ويتم تجاهله في وسائل الإعلام.

لكن تلك الحرية التي لا مثيل لها في المجالس أو أماكن العمل، بدأت تثير حفيظة عدد كبير من المغردين السعوديين، وبينهم رجال دين وكتاب ومشاهير يتهمون الموقع بالتحول لساحة تفرق أبناء الوطن الواحد.

وقالت الكاتبة والناشطة السعودية البارزة، سعاد الشمري، اليوم السبت، ساخرة من حال السعوديين على موقع “تويتر” “يسعد مساكم يا برلمان الشعب… وش الجديد، تبونا نجلد أحد ولا نسامحهم اليوم”.

وتحمل تغريدة الشمري، الكثير من السخرية والنقد للاتهامات والشائعات والسجالات والشتائم التي بات موقع “تويتر” ساحتها الرئيسية في السعودية، والتي تنتهي في بعض الأحيان بتدخل الجهات الرسمية لنفي شائعة، أو الدعوة لعدم إثارة الفتن في مواضيع معينة لا تستند لحقائق.

كما كتب الداعية السعودي المحافظ، الشيخ محمد الشنار، على حسابه في الموقع “تَقّويلُ المُغرد ما لم يَقُل وهشتقته وتحميلُ تغريدته مالا تحتمل ظلم وبهتان والمُقَوِلُ والمُحَمِلُ والمُهشتق ظالمٌ ومسؤولٌ أمام الله عن ظلمه”.

ويذهب الشنار في تغريدته تلك إلى أبعد من سخرية وانتقاد سعاد الشمري للموقع، ليضفي طابعاً دينياً على تغريدته التي تدعو بشكل واضح إلى التوقف عن فوضى النقاشات وما تحمله من اتهامات للآخرين من دون دليل.

وتمثل تلك التغريدات، حالة واسعة بات المغردون السعوديون يعبرون عنها كثيراً في الآونة الأخيرة، منتقدين ما أصبح عليه موقع “تويتر” من مكان للتواصل وتبادل الآراء والأفكار إلى ساحة حرب كلامية ملتهبة.

وعادةً ما يقود مثقفون وكتاب ورجال دين النقاش في كثير من القضايا الخلافية في السعودية، وسط انقسام واضح بينهم، لكنهم اليوم متفقون فيما يبدو على أن ضبط النقاش ونوعية المواضيع المطروحة على الموقع قد أصبحت خارج سيطرتهم.

ورغم وجود توقعات كثيرة بأفول نجم موقع “تويتر”، فإن المدونين السعوديين قد ينسحبون من موقع “تويتر” بالفعل بشكل تدريجي قبل أفول نجمه عالمياً بعد سنوات كما يتوقع خبراء مواقع التواصل الاجتماعي.

وتبدي السعودية عبر كبار أمرائها ومسؤوليها اهتماماً كبيراً بموقع “تويتر” الذي يعتبرونه مكاناً لمعرفة الرأي العام السعودي، لكنها تقر رسمياً بأنه يخضع لتأثير جماعات منظمة تدار من الخارج وتستهدف الإساءة للسعودية من خلال قيادة النقاشات نحو الشتائم ونشر الشائعات بهدف هز سمعة المملكة السياسية والدينية والاقتصادية.

إرم نيوز