جعفر عباس

مجلس للرجال نجس ورجس !


قبل سقوط نظام حسني شرم الشيخ زوج سوزان ثابت، تم إشهار ما يسمى «المجلس القومي للرجال»، وبعد ثورة 25 يناير، حسبت أن هذا المجلس سيختفي، ولكنني اكتشفت أنه مازال «حية تسعى»، وشعاره «فلتسقط الستات». ويدعو الرجال إلى «الكف عن الممارسات الغبية والامتناع عن مساعدة أي امرأة تتعرض لموقف سيئ أو حرج، يعني إذا وجدت فتاة تتعرض للتحرش، فهذا أمر لا يخصك.. عمرك شفت راجل بينضرب في الشارع وجات ست تدافع عنه». وترد بدورك: شفت ستات بيصرخوا ويصوتوا لما يشوفوا راجل بينضرب عشان يلفتوا انتباه أهل المروءة، فيأتيك الرد: وأنت كمان كراجل صوّت واصرخ لما تشوف ست بتنضرب أو تتبهدل. بس مفيش نخوة وكلام فارغ
ويحث المجلس الرجال على الامتناع عن شراء السلع التي تقدم إعلاناتها الترويجية أو تبيعها نساء! هذا مطلب معقول وسألتزم به شخصيا ولن أشتري كريم تفتيح البشرة ولا المسكارا المسخرة أو الرموش الاصطناعية ولا أحمر الشفاه ولا الكحل، وسأقاطع البلوزات والتنانير، ولكن التجارة في بلداننا ستنهار لو حدث رد فعل نسائي وامتنعن عن شراء السلع في المتاجر التي يعمل فيها الرجال، فلم أر في بلد عربي امرأة تبيع الملابس الداخلية للرجال، بينما…. خلوها مستورة!
ولم يكتفِ مجلس الفحول هذا بالنهي عن الزواج بحاملات الشهادات الثانوية والجامعية، بل زودها حبتين، ونصح بتفادي الزواج بمصريات، فهل صاغ هذا البند رجلا ذا عقلية تجارية يريد بوار الفتيات المصريات، ليتسنى له توريد عرائس يابان وتايوان حسب طلب الراغب في الزواج؟ كل شيء جائز!! والأدهى من كل ذلك أن المجلس القومي للرجال في مصر لا ينهى فقط عن الزواج بمصريات، بل يحث شريحة من المصريين المتزوجين بمصريات على تطليقهن بالجملة طلبا للنجاة!! نجاة من ماذا يا رجالة؟ قالوا إنه في حال الطلاق بعد الإنجاب، فإنّ قانون الأحوال الشخصية في مصر يعطي البيت للزوجة.
وهناك درر أخرى صدرت عن المجلس: مخ الرجل أكبر من مخ المرأة، ونسبة الهيموغلوبين في الدم أعلى عند الرجال، والغريب في الأمر أن المجلس يفسر سبب ذلك: لكون المرأة تتعرض لأمور فسيولوجية شهرية تسبب لها نقصا في الهيموغلوبين، وتستنتج أدبيات (بالأحرى قِلة أدب) المجلس من كل ذلك، أن جسم الرجل يعمل بكفاءة أكثر من جسم المرأة، ورغم ضعف معرفتي بشؤون الطب ووظائف أعضاء الجسم البشري فإنني أتساءل: كيف يكون جسم الرجل أعلى كفاءة، بينما جسم المرأة على صغره يحتضن الحياة وتستطيع المرأة أن تحمل كائنا آدميا في بطنها يأكل مما تأكل؟ والجسم الصغير نفسه (الناقص في تقدير المجلس الذكوري) يتحمل السهر سنوات متصلة لرعاية العيال بل سي السيد نفسه؟ أما أطرف ما في دعاوى مجلس الرجال هذا، فهو أننا معشر الرجال نتفوق على النساء لأنّ أجسامنا تحمل كروموزومات إكس – واي بينما تحمل النساء فقط كروموزومات إكس- إكس، طيب عندنا كروموزوم واي فما القيمة المضافة التي نجنيها من كون أجسامنا تحمله؟ قالوا إن ذلك الكروموزوم يجعل الرجل أكثر حيوية! جائز، ولكن من حولي من النساء ومنهن زوجتي وأخواتي وقريباتي وجاراتي وزميلاتي يعملن ساعات أطول من رجال العائلة ولم أسمع أياً منهن تزعم أن ذلك يعني تفوقها على الرجال.
وليس من العسف استنتاج أن المجلس هذا يتألف من أشخاص تافهين، ناقصي العقل والدين، وأتمنى أن يقاضوني، لأطالب بأن تكون جلسة المحكمة متلفزة وأمسح بهم الأرض أمام الملايين ثم أغسل الأرض سبع مرات إحداهن