صلاح الدين عووضة

ونتمها (ضحكة)


من أكثر ما يعجبني في الترابي ابتسامته..
*فهي تنم عن ثقة في النفس تكاد تبلغ حد الغرور..
*ولكنه ليس مغروراً بدليل إجابته عن سؤال أحمد منصور المتعلق بشهادته..
*وأعني شهادة الدكتوراة في القانون الدستوري من جامعة السوربون..
*فقد بدا مقدم برنامج (شاهد على العصر) مفتوناً بهذه الشهادة الباريسية حد الذهول..
*وطفق- من ثم- يعيد ويردد ويكرر الحديث عنها بإعجاب شديد..
*ولكن الترابي اختصره قائلاً بضيق (يا أخي هي مجرد وريقة وتعد أقل كسبي)..
*وغالب أنصار الترابي مفتونون به كذلك..
*وحتى الذين انقلبوا عليه يكنون إعجاباً خفياً له..
*ويتمظهر الإعجاب هذا محاكاة كلامية وحركية وشكلية..
*فهم يقلدونه في ترديد مفردات من قبيل (أحسب) و(يتنزل) و(ينبسط) و(هكذا)..
*ويقلدونه في حركات التعبير باليدين – خلال الكلام- و(ميلان العنق يساراً)..
*ويقلدونه حتى في انتعال الحذاء الأبيض- شبه المعقوف من الأمام- مع الجلباب..
*الشيء الوحيد الذي عجزوا عن محاكاته فيه هو ابتسامته..
*ابتسامته التي تصير أحياناً إلى الضحك أقرب..
*فهم يبدون متجهمين جداً – عند التحدث- لافتقارهم إلى ثقة الترابي في نفسه..
*ومن ثم فإن حديثهم يتسبب في تهييج المصران الغليظ من شدة سماجته..
*وفي الحلقة الثالثة من (شاهد على العصر) تكلم الترابي عن الثورات في السودان..
*الثورات الشعبية وليست العسكرية التي هي (محض انقلابات ليلية)..
*قال إن الثورات هذه صنعها الشباب في أكتوبر وأبريل..
*ثم أشار إلى عجز من تلقاء جيل اليوم الغنائي و(أتمها بضحكة)..
*وهو الكلام ذاته الذي قلناه عن شباب اليوم فنبح فينا المناضلون..
*وتعمدت ذكر مفردة (نبح) لأن بسببها شُتم شاعرنا الكبير محمد المكي إبراهيم أيضاً..
*وفي رسالة حزينة منه نصحني بتجنب الكتابة الساخرة لأن (قومنا لا يفهمون)..
*وذلك تعضيداً لكلمتي بعنوان (ومعها غباء)..
*شتموه رغم إنه شاعر (الثورة والملاحم والأكتوبريات)..
*فهم لم يفهموا مغزى سخريته التي صاغها تساؤلاً (متى تنبح كلابنا؟)..
*والتساؤل هذا مبني على حديث كاتب أمريكي عن (عدم نباح كلاب كثيرة بالسودان)..
*وهو يعني المعارضة في بلادنا اقتباساً من مقولة غربية عن الـ(Topdog & underdog)..
*فأبدع أخي محمد وأنت تردد (علي نحت القوافي من مقاطعها، وما علي لهم أن تفهم البقر)..
*المهم أن الترابي رأى الذي نراه نفسه في (جيل أغاني وأغاني)..
*وحدهم مناضلو الحواسيب الذين يعجبهم العيش في الوهم..
*ويعجبهم أكثر أن يشتموا من لا يتوهم مثلهم..
*ونكتفي نحن بأن (نتمها ضحكة!!!).