مقالات متنوعة

عامر باشاب : بلد المليون كارثة..!!


{ يبقي السودان الدولة الوحيدة من بين دول العالم التي تتوالى عليها الأزمات وتتكرر فيها الكوارث بـ(الكربون)، وحادثة انفجار (سوق الشجرة) بحي أبي روف الأمدرماني التي تسبب فيها (تانكر غاز) أثناء تفريغه حمولة غاز بأحد المخابر هناك.. هذه الحادثة الأليمة أعادت للأذهان حادثة سوق الحصاحيصا التي حدثت العام الماضي بنفس الطريقة وأزهقت أرواح العشرات من المواطنين الأبرياء وتسببت في أضرار جسيمة وفادحة أتلفت المحلات التجارية والمباني وعطلت مصالح الكثيرين.
{ سبق أن حذرنا من تكرار تلك الحادثة بذات الطريقة لتوفر أسباب حدوثها المتمثلة في عدم اتباع شروط السلامة واختيار الأوقات المناسبة لشحن وتفريغ (المواد البترولية بكل أنواعها)، وعليه إذا لم تتدارك الجهات المسؤولة الخطر وتعمل تحوطاتها اللازمة لتلافي حدوث مثل هذه الانفجارات، فإننا سنظل على موعد مع انفجارات وكوارث متوالية حتى تصبح بلادنا بلد المليون كارثة.
{ من قبل طالبنا جهات الاختصاص بإعادة النظر في أمر وجود الأفران التي تعمل بالغاز وسط المناطق المأهولة بالسكان (الأحياء السكنية والأسواق)، ولكن يظل الحال على ما هو عليه، ذات الفوضى والعشوائية ونفس الإهمال وعدم الاكتراث للحفاظ على أرواح الناس.
{يا سبحان الله خلال وجودي بمدينتي (الحصاحيصا) صباح (السبت) الماضي، وفي الوقت الذي نبهني فيه صديقي وجاري المحامي الشاب “حسام الدين عثمان” بوجود المخبز والأسطوانة الكبيرة على الطريق في نفس المكان وبذات الهيئة التي تسببت في كارثة انفجار سوق الحصاحيصا في العام الماضي، نقل لي الموسيقار “بشير عباس” خبر حادثة انفجار سوق الشجرة التي هزت أحياء “أم درمان” العريقة (ابروف وود البنا)، وروعت سكانها وأصابت ما أصابت من المواطنين.
{ درءاً للخطر نجد في غالبية دول العالم يتم إلزام شركات الغاز بشروط ومواصفات الجودة والمقاييس التي تحددها هيئة المواصفات والجهات المعنية بالسلامة، ولكن للأسف الشديد عندنا وفي ظل غياب الرقيب، يتم نقل الغاز وغيره من المواد البترولية بطريقة عشوائية.
{ في معظم الدول التي ما زال مواطنوها يستخدمون أسطوانات الغاز التقليدية في المنازل، نجد أن أسطوانات الغاز عندهم تتم مراجعتها بصورة دورية ويستبدل التالف منها بأسطوانات جديدة، أما عندنا فغالبية الأسطوانات الموجودة داخل مستودعات ومراكز توزيع الغاز، نجدها في حالة متردية ومعظمها متهالكة وغير صالحة للاستعمال بعد أن تجاوزت عمرها الافتراضي، مما يعني أنها الآن تشكل (قنابل مؤقوتة) داخل البيوت والمطاعم والمستشفيات.
{ وضوح أخير:
{ الجهات المعنية بأمن وسلامة المواطن في المدن والمحليات المختلفة، لا بد أن تحسم التهاون والاستهتار الذي دائماً ما يصل إلى مرحلة الخطر وتهديد حياة الناس عبر نقل الغاز وغيره من المواد القابلة للاشتعال خاصة في هذا الصيف الحارق والقابل للانفجار.