أم وضاح

ولسه الله يستر!!


أكثر من مرة قلت من خلال هذه الزاوية ومن خلال منابر إعلامية أخرى إن وجود طلمبات البنزين وأفران الخبز وسط الأحياء يمثل كارثة وقنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي زمان، وحدث بالأمس ما توقعناه في حي أبو روف العريق وتانكر ملئ بالغاز ينفجر داخل الحي، ولو لا ستر الله وعنايته لحصد أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى وجودهم في المكان الخطأ والزمان الخطأ، ودعوني أقول إن المقارنة بيننا وأي بلد آخر تكاد تكون معدومة بتوزيع هذه الطلمبات جغرافياً وليس هناك من بلد في العالم تجاور طلمبات البنزين بمخازنها التي تملأ جوف الأرض وقوداً من جاز وغاز وبنزين، بيوت الناس وغرف نومهم والمصيبة أن التلاصق يكاد يكون التحاماً كتفاً بكتف، وليس هناك حتى من مساحة تفصل ما بين أسوار المنازل وماكينات الخدمة التي تعبئ السيارات بالوقود وتعبئ الأجواء بنذير شؤم لكارثة يتوقع حدوثها في أي لحظة، وطبعاً مثل هذه الطلمبات لا توجد في أماكنها قطع رأس من أصحابها، مؤكد أنهم تحصلوا على التصريحات والتصديقات اللازمة لقيامها، طيب يا من صرحتم وصدقتم ألم يضع أحد في اعتباره المهدد الأمني والصحي لهذه المحطات، معقولة تطارد وتلاحق ستات الشاي بدعوى تجميل وجه المدينة ونظامها وتترك طلمبات الموت ومخابز الهلاك تتوسط الأحياء وتحتل مداخل البنايات، يعني دي ما شايفها أم لأن أصحابها من الذين لا تصلهم يد ولا تطالهم مخالفة، بالمناسبة هذه المفارقة تذكرني بنكتة أدروب الذي قبضت عليه الحكومة بعد سرقة قلاب من حوش الجمارك بحجة حملة (لحقة)، ولمن لا يعرف الحقة (من الحناكيش) فهي العلبة التي يحمل فيها التمباك، فما كان إلا أن قال لمن قبضه ساخراً قلاب ما تشوف تشوفي (هقة) وبالتالي الطلمبات مخالفة والمخابز في غير مكانها وورش اللحام التي تتوسط الأحياء لا يراها أحد ليمارس النظام فقط على المساكين والغلابة الذين لا يتعدى خطر وجودهم عدد أصابع اليد، أما إن حدثت كارثة كالتي حدثت (أمس)، فإن الضحايا سيكونون بالعشرات والخسائر بالملايين، لذلك على سلطات المحليات، بل على وزارة البيئة الاتحادية والولائية والجهات الأمنية أن تعيد النظر في وجود هذا الخطر الداهم حتى لو كانت إزالته ستكلف الدولة ما تكلف، والروح أغلى من أي تعويض أو مبلغ مالي، وليمنع بتاتاً التصديق لها داخل الأحياء السكنية أو بالقرب من مناطق التجمعات حتى لا تحدث الكارثة التي لا ينفع بعدها الندم والبكاء على الدم المسكوب.
{ كلمة عزيزة
أعجبني جداً عبارة قالها الوزير المعارض (سابقاً) “حسن إسماعيل” في ندوة نقلتها الفضائيات إن من يظنون أن (أكتوبر) ستعود بذات السيناريو ويقصد مقتل طالب داخل الجامعة ومن ثم حمل جثمانه كما القرشي لتنطلق الثورة، ما عاد سيناريو مناسباً للمرحلة، لذلك على الذين يراهنون ويرهنون ذلك بدفعهم للشباب لممارسة العنف، عليهم أن يتقوا الله في أولاد الناس ويبحثوا عن طريق وطريقة أخرى للانقلاب على النظام، وفي ظني أن الأخ “حسن” شخصن وشرح (الوهم) وليس (الحلم) الذي يعيشه هؤلاء وهم ينتظرون أن يقودوا الشارع إلى ثورة هي في الأصل ثأر على دم شاب مسكوب أو روح طالبة انتزعت غدراً!.. فيا هؤلاء اتقوا الله في الشباب واتركوا أسلوب ممارسة المعارضة بالوكالة، لأنه أسلوب مكشوف ومفقوس!!
{ كلمة أعز
أعفى الملك السعودي “سليمان بن عبد العزيز” في خطوة اعتبرها المراقبون مفاجئة، أعفى وزير البترول المخضرم “علي النعيم”، وأعفى أيضاً محافظ البنك المركزي في تعديل وزاري كبير شمل عدداً من المناصب العليا بعد أسبوع واحد فقط من إعلانه إصلاحات اقتصادية كبرى، مما يشكل تناغماً وانسجاماً مع إعفاء هؤلاء الوزراء في الوقت الذي نتحدث فيه نحن عن إصلاحات اقتصادية بذات الوجوه وذات الألسن وذات الأفكار ليكون ذلك مجرد دوران في دائرة مفرغة أو صرخة في وادي الصمت تتردد فقط كصدى أجوف.


تعليق واحد

  1. كلام منطقي ولكن في كثير من الدول المتقدمة والمتأخرة توجد المخابز بالقرب من اماكن السكن ولكن مابين هذا وذاك توجد فوارق هؤلاء يهتمون بسلامة وأما نحن نتعامل بالهمجية والعشوائية بحيث لايوجد وقت ولا نظام للتعامل مع مثل هذه الأشياء هل تعلمي بأن هنالك ماهو اخطر من المخابز والطلمبات ألا وهو مكان بيع الغاز فوضة مابعدها فوضة في التفريق والشحن والتخزين ومعظم المحلات هي داخل الأحياء هنا يمكن الخطر الحقيقي حينما تتطاير انابيب الغاز ذات يوم سوف تصحي الحكومة من نومها العميق هذا من اجل البحث عن من المسؤال عن ماحدث وإلي تتكون لجان لتقصي والتحقيق يكون الحدث الاخر قد حدث