مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : إنتفاضة الأجانب..!!


في مرة من المرات انتفضت غاضباً من محررة جاءت تطلب مساعدتي في التخطيط معها لإنجاز تحقيق صحفي حول الوجود الأجنبي في بلادنا..
انتفضت (دي) يا جماعه ما من (الانتفاضة)..لا في انتفاضه ولا (يحزنون)..انتفضنا قبل كده الحصل شنوا؟ ..استلموها أولاد المهدي الاتنين (الصادق ومبارك).. ولما قلعوها منهم كانوا (مهججين) في حفلة..!
ننتفض لي شنوا ورئيس وزراء حكومة الانتفاضه يعترف بي (عظمة) لسانه بأنه (كوز) وما كوز بس ..كوز قديم وصديق للترابي ونميري.. عاد ده اسموا كلام..؟!
أنا شخصياً ما بنتفض إلا إذا وجدت ضمانات بأن (كيكتي) في السلطة موجودة ومضمونة..بخلاف ذلك لا يوجد ما يدفعني (لركوب) المجهول!!
نعود لموضوعنا الأساسي..
لقد تحدثت مع زميلتي بحدة.. قلت لها: لماذا ننظر لقضيه الأجانب من زاوية واحدة وتقليدية وبها تسطيح للأمور؟! لقد بنت خطتها الأساسية للتحقيق على سلبيات الوجود الأجنبي في السودان.. قلت لها: لو غيرت العنوان وتحدثتي عن (الإيجابيات) ستخرجين بعمل صحفي جديد ومثير وبنتائج ربما تساعد صاحب القرار في القراءة السليمة.. تناقشنا وتجادلنا حول رؤيتي ووضعنا الأسئلة والمحاور.. وخرجت الزميلة المحترمة ولم تعد حتى اليوم.. تذكرت ذلك وأنا ضيف ظهر أمس في برنامج (أقوال الصحف) بإذاعة القوات المسلحة..
مذيع البرنامج النابه المقدم (محمد جاد الله بخيت) طلب تعليقي حول ما نشرته صحف الخرطوم حول تصريحات والي الخرطوم الفريق عبد الرحيم حسين
الوالي شكا لطوب الأرض من هجرتين.. الأولى عجز حكومته عن إيقاف هجرة الأطباء وقال: لن نستطيع أن نجاري مرتبات الخليج
طيب يا جماعة غيروا السياسات..!
ثانياً الوجود الأجنبي وتأثيره على الخدمات المقدمه لسكان ولايته.
ودي برضوا تحتاج لتغيير في السياسة.. الدولة السودانية تنظر للقضيه في أغلب الأحيان باعتبارها ملفاً أمنياً.. أزمة عابرة وتعدي.. النظرة الصحيحة والسليمة والتي تأخذ بها الدنيا من حولنا لا تنظر للأجانب من باب يتطاير منه(الشر) و (الشرر)..!
فأوربا بعد الحرب العالمية الثانية خرجت وهي تعاني من فجوة أجيال.. ففتحت أبوابها للمهاجرين من المغرب العربي وتركيا وغرب أفريقيا.. وكذلك فعلت أمريكا (نظام اللوتري)..ونفس الشيء تفعله جارتها كندا.
لقد ناقش الراحل (الطيب صالح) في (موسم الهجرة إلى الشمال) القضية بعبقرية عندما اقتحم مصطفى سعيدـ (سياج) القرية الوادعة في الشمال تم التعامل معه إيحابياً من السلطات المحلية واضحى منتجاً وتزوج من أرقى العائلات في ودحامد.
تغيير السياسة والسعي لإدماج الأجانب واعتبارهم رأس مال بشري يمكن أن يلعب دوره في سد النقص في الكوادر البشرية وفي الإنتاج وخصوصاً في الولايات المنتجة كل هذا سيحدث انتفاضة حقيقية وتحولـ في ملف الأجانب بنقلة من الخانة السلبية للخانة الإيجابية والتي هي أجدى وأنفع من طريقه لطم الوجوه وشق الجيوب التي يمارسها من بيدهم الأمر هذه الأيام.