مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : غياب وزارة


٭ قبل نحو خمسة أيام ، كرم مهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية ، وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة د. أحمد بلال عثمان كأبرز شخصية إعلامية في العالم العربي .. أدرت الأمر في رأسي ولم أصل لدواعي التكريم.
٭ بالأمس برز بلال في حفل تدشين وزارته متمثلة في الإدارة العامة لشؤون مكتب الناطق الرسمي منبرها الأسبوعي وذلك لغياب مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود الذي كان يتوقع أن يشرف اللقاء.
٭ روجت الوزارة كثيراً لفكرة المنبر الإسبوعي ، لكن الحضور لم يخرج برؤية واضحة حول المنتدى ، لسبب بسيط أنه غير معلوم القناة التي ستنهمر منها معلومات الحكومة كما أن الفكرة ليست بجديدة وسبق أن إتبعتها كثير من مؤسسات الدولة.
٭ التحدي الحقيقي يكمن في تمليك المعلومة ، فنحن في عصر تغيير المعلومات كل ثانية ، في ظل الهجوم الكاسح لوسائل التواصل الإجتماعي المختلفة والمتطورة والتي شكلت مستودعاً للمعلومات رغم أن كثيراً منها (مضروب) لكنها تمنح رأس الخيط.
٭ لا أدري كيف سيتعامل وزير الإعلام مع الوسط الصحفي على سبيل المثال وهو وبكل صراحة لم يُعرف له موقفاً داعماً للصحافة ، في مقابل تعاون كبير تجده الصحافة من كل المسؤولين حتى أن النائب الأول حرص على إفطار رمضان العام الماضي مع الصحافيين.
٭ الأمر في تقديري كان أشبه بالتظاهرة السياسية ، ثم ماهو شكل المعلومة التي سيوفرها المنبر الراتب ؟ وذلك أن المشكل الحقيقي في مدى إمكانية التعامل مع المعلومة والوصول لصيغة تحفظ للصحافة مكانتها عند تلقيها المعلومة.. خاصة وأن كثيراً من مؤسسات الدولة تمنح الصحافة المعلومات بـ (القطارة) وتضطر الصحافة للمضي في رحلة التقصي.
٭ كان رائعاً حديث نقيب الصحفيين استاذنا الصادق الرزيقي – والذي لم يعجب وزير الإعلام – عندما قال إن الصحافة تعمل الآن بسلوك الجمهور القائمة على أن مزاج القارئ لا يحبذ المعلومة الصحفية المعلبة.
٭ قطعاً معلومة الحكومة على طريقة أحمد بلال لن تكون مستساغة ، رغم أنه من حق الحكومة تقديم المعلومات وتقديم رأيها والدفاع عنه لكن المهم ان يكون بطريقة مقبولة وموضوعية.
٭ كما أن المنبر بشكل إسبوعي يجعل كثيراً من القضايا تموت ، ولذلك لن تنتظر الصحافة منبر الوزارة ، وقد انتظرت أمس مساعد الرئيس وتوقعت حضوره في اي لحظة ولكنه لم آثر الغياب.
٭ يعجبني تعاطي وزارة الخارجية مع الصحافة.. منذ زمن طويل وهي تقدر دورنا ، وزاد تقديرها للصحافة ، بعد وصول الوزير الشفاف وصديق الصحفيين البروفيسور إبراهيم غندور ووزارته متفاعله مع الصحفيين.
٭ ربما أرادت وزارة الإعلام أن تقول نحن هنا .. ولكن مع ذلك سجلت غياباً في أول محاولة ظهور لها ويكفي غياب أحد صناع الفكرة وزير الدولة بالإعلام الاخ ياسر يوسف الذي قاد آلته الإعلامية في دورة تدريبية في الصين.
٭ دورة الصين تفتقد أحمد بلال دون شك.