هيثم كابو

النصري وغلطة أغاني وأغاني


* قناعتي الخاصة أن برنامج (أغاني وأغاني) ينقسم لثلاث مجموعات:
مجموعة فنانين باحثين عن الشهرة والنجومية.. ومجموعة فنانين وضعوا حجر الأساس للبرنامج وشاركوا وساهموا في تأسيسه وأصبحت مشاركتهم بصورة مستمرة ولا يضيف لهم البرنامج ولا يخصم من تجربتهم الفنية وإمكانياتهم المحدودة.. ومجموعة فنانين وصلوا مرحلة النضج الفني يكون حضورهم ومشاركتهم فقط من منطلق وضع خبرتهم على طاولة البرنامج ويقرأ كل فنان شاب رصيدهم العامر بالعطاء ويستفيد من تجاربهم ويقوم بترديد بعض من أغنياتهم في وجودهم من منطلق الوفاء لأهل العطاء..!
* شاهدنا كثيرا من الفنانين الذين تنطبق عليهم مواصفات الاستفادة من منتوجهم الفني الكبير ضيوفاً على بعض حلقات البرنامج.. حاولت مراراً وتكراراً أن أجد تصنيفا أضع من خلاله الفنان محمد النصري في واحدة من المجموعات المذكورة أعلاه لم أجده..
ولم أجد مبررا كافيا وشافيا لمشاركته..
صنّفته في السابق فنانا من طينة الكِبار بعد مشاركته في برنامج (مع النصري) الذي بثته قناة الشروق، فمسألة التوثيق لفنان خلال شهر كامل فرصة لا تتوفّر لأي فنان.. وخطوة لم يقدم عليها فنان عادي.. تعوّدنا أن تكون مثل هذه البرامج خاصة بفنانين أصحاب رصيد وافر من الأغنيات.. وسنين طويلة من الخبرة..!
* صنّفت النصري في خانة المجموعة التي تضع فنها على طاولة الدراسة ليستفيد من تجربتها الشباب ولكن الترويج للبرنامج من قبل قناة النيل الأزرق قدم النصري كفنان شاب مثله مثل كل الذين يبحثون عن الشهرة.. مثل كل الذين تفرح الجماهير ومجموعات المعجبين والمحبين بفرصة مشاركتهم في البرنامج.. تابعت ردود فعل جماهير النصري بعد تلقيها خبر مشاركته في النسخة الرمضانية القادمة.. وقفت على حجم السعادة والفرح الهستيري الذي أصاب (النصراوية) وكأن البرنامج سيضع النصري في عتبة النجومية كفنان شاب مغمور..!.
* بعضهم شرح نجومية البرنامج ومشاهدته العالية.. بعضهم مجّد الإعلامي والشاعر السر قدور وكأنه اكتشف موهبة النصري لأول مرة..
حتى النصري لم يكن رد فعله عاديا.. وكأنه لم يظهر لجمهوره على مدار شهر كامل لوحده..!
* حاولت أن ألوي عُنق الحقيقة وأضع النصري في مدار مجموعة الباحثين عن الشهرة فلم أستطع فالواقع يقول عكس ذلك..!
* المنطق يقول إن النصري فنان لا يعرف قدر نفسه.. والعقلانية تقول إن جمهور النصري لا يعرف قدر النصري الذي لا يعرف قدر نفسه.. فمشاركة النصري في هذا البرنامج في اعتقادي الخاص لم يتعامل معها بحكمة.. لم ينظر لها باحترافية.. قرار اتخذه بدون دراسة، وبلا فهم.. مثل كل القرارات التي جعلتنا نندهش للطريقة التي تخرج بها من تقديراته الغريبة..!
* أعتقد أن النصري وقع في فخ مُعد بعناية فائقة لتحويله لفنان عادي، وكعادته يردد في سره بعد كل قرار خاطئ:
الدخول في الشبكات هيِّن ولكن التأمُّل في الخروج.. كان يجب عليه أن يقبل بالمشاركة في (خانة الكِبار) مع جاهزية الفنانين الموجودين لترديد أغنياته من منطلق الوفاء لأهل العطاء.. لم يفعل النصري ذلك لأنه لم يستفد من تجربة برنامج (مع النصري) في قناة الشروق..
لم يفعل ذلك لأنه لا يجيد قراءة مستقبل مشروعه الفني بحكمة..
لم يفعل ذلك لأنه لا يشعر بقيمته إلا وسط فناني أغنية الطنبور.. لم يفعل ذلك لأنه فنان خُلِق فقط ليغني..
يعرف كيف يختار النصوص.. وكيف يضع عليها الألحان المناسبة لصوته.. وكيف يؤديها بالطريقة الجاذبة لعاطفة جمهوره.. لكنه لا يعرف أين يُغني؟ ولأجل من يغني؟!!
* جمهور النصري تحت إدارة مجموعة قليلة الخِبرة والدراية والفهم.. عاجزة عن التخطيط السليم.. وبعيدة عن الحد الذي يجعلها تشارك في اتخاذ القرارات الكبيرة.. على النصري أن يجلس مع ذاته ويستوعب المكان الذي يقف عليه.. الوصول إلى هذه المرحلة لم يكن بين يوم وليلة.. ولكن الطاقة الذهنية عند النصري وصلت حد انتهاء الصلاحية.. يحتاج لمجموعة عقلاء تساهم في الدعم الصادق وتشارك في التفكير السليم لاختيار القرارات الصحيحة..!
* أن يجد النصري جمهورا (طينة) يتم تشكيله وفق ما يتمناه أمر يستحق الترتيب لبناء مشروع فني متكامل دون أن يشعر (نصراوي) واحد بالنقلة التي تحدث لتفكيره!..
* خلاصة المقصود:
مشاركة النصري إضافة للبرنامج وخصم من مكانته الفنية.. (اللهم قد بلّغت فاشهد).
الشريف الحامدابي
نفس أخير
* أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد


تعليق واحد

  1. شكرا لك اخى الشريف الحامدابي ماقلت الا الحق
    الفنان محمد النصري لا يحتاج الى شهرة انه فنان متمكن لا زال يصنع الجديد لجمهوره الذى يحبه بإعتباره فنان الطنبور الاول او فنان السودان الاول ، برنامج اغانى واغانى لايشبه الفنان محمد النصرى نتمنى ان لا يتكرر , جمهور النصرى اكثر من 3 اضعاف من جمهور اغانى واغانى وبرنامج مع النصري ناجح اكتر من اغانى واغانى