ضياء الدين بلال

تناقُضات وأكاذيب!


(1)
طالعت أمس مقالاً بالزميلة (المجهرالسياسي) للأخ يوسف عبد المنان، في عموده (خارج النص)، وكان عنوان المقال (محنة ونسي).
ونسي المقصود في مقال يوسف، هوالرَجل المحترم الباشمهندس أسامة ونسي، رئيس اللجنة التسيرية بنادي المريخ.
والمحنة المقصودة هي إحتجازه لساعات بخصوص، إرتداد شيكات خاصة بالنادي العريق.
(2)
من حق يوسف التعاطف مع صديقه ونسي، في الأشكال الصغير الذي مرّ به، وسبقه إليه قبل ذلك عدد من رؤساء الأندية الكبرى، ومنهم رئيس النادي السابق السيد جمال الوالي، الذي رفعت عنه نيابة الجمارك الحصانة من البرلمان، بسبب مقاعد الجلوس بإستاد المريخ.
ما حدث للسيد ونسي أمرٌ عادي وطببيعي لم يصل درجة المحنة، طالما أن الأمر مرتبط بدَين عام، لجهة اعتبارية هي نادي المريخ.
ونسي لم يُحتجز في قضية تمس الشرف والأمانة، ولم تكن الشيكات المُحررة شيكات تم التوقيع عليها في عمليات سوق المواسير!
(3)
المحنة هي محنة الزميل يوسف عبد المنان، الذي أسقطه الإندفاع الزائد – مجهول الأسباب في الدفاع عن ونسي، للوقوع في تناقض يُناسب ناشئة الكتاب، ولا يُليق بكاتب كبير بطول ابن عبد المنان وحجمه.
يوسُف ذكر في المقال، أن جمال الوالي هرب من رئاسة المريخ، لكثرة الصرف المُتعدد الأوجه. وعلى بُعد فقرتين من ذلك الإتهام، أرسل يوسُف إتهاماً آخر ينسف الأول، وهو أن جمال يحترق شوقاً للعودة مرة أُخرى لرئاسة المريخ.
(4)
كيف لمن هرب بالأمس، بسبب ضخامة الصرف على النادي، أن يكون راغباً اليوم، إلى درجة الإحتراق شوقاً، في العودة إلى ذات المقعد المُلتهب؟!
إذا كانت الإلتزامات في الماضي صعبة الإيفاء فهي في الراهن مستحيلة، مع الحال الذي وصل إليه المريخ في الأشهر الأخيرة، وتصاعد أسعار الدولار.
(5)
يُحمد للباشمهندس أسامة ونسي، في كل تصريحاته الصحفية، حتى في صُحف الأمس، أنه ظل يُشيدُ ويُثني على دعم جمال الوالي المتواصل وغير المُنقطع للمريخ، رغم وجود من يسعون لدق إسفين بين الرجلين، لغبائن تخصُهم، أو لمصالح يبتغُونها.
وأفضل ردّ على ما يُثار من أقوال، عن ديون خلّفها الوالي وراء ظهره، ما ورد في حديث الأستاذ حاتم عبد الغَفار أمين خِزانة المريخ السابق، وهو يتحدى بالأرقام والأوراق والمستندات، أصحاب المزاعم والإدعاءات الكاذبة. ويدعوهم للمُناظرة في الهواء الطَلق.
(6)
الوالي لم يُغادر رئاسة المريخ عقب هزيمة إنتخابية مُذلة، ولم تطارده الجماهير بهتافات الرّحيل.
فهو ظل مُعززاً ومُكرماً من قبل تلك الجماهير، حتى في أصعب المواقف؛ فهو الرئيس الوحيد الذي ظلت تهتف له الجماهير والفريق مهزوم.
(7)
ولأن يوسُف يتحرك في الكتابة عن الوالي، بدوافع مجهولة وإندفاع غير حصيف؛ لذا نجده يسقط كُل مرة في وحل التناقُض، ثم ينهض دون أن يغسل ما علق بثيابه .. فبالعودة إلى الأرشيف، سنجد يوسُف كان يسخر من استمرار الوالي لثلاثة عشر عاماً في رئاسة المريخ؛ وحينما قرر الأخير المغادرة، إذا بذات (اليوسُف) يتحدث عن الهروب!
(8)
تفسيري وتحليلي لإندفاع يوسُف الزائد إلى درجة السقوط في هذا التناقض الفاضح، ليس رغبة في مناصرة أُسامة ونسي فقط، ولكنها مشاعر سالبة – مجهولة الأسباب – ظل يُعبر عنها يوٍسُف بصورة مُتكررة في الصُحف وقُروبات الواتساب تجاه السيد جمال الوالي.
فاجأني يوسُف وهو يصف حضور جمال الوالي لمباراة المريخ الأخيرة، بأنها مُحاولة لسرقة الأضواء، وربطه لذلك الوصف بشخصية الوالي الهُمام مولالنا أحمد هارون، المُتهم من قبل يوسُف بذات تهمة السرقة في مُؤتمر الحركة الإسلامية.
الغريب أن يوسُف ظل يتقلّب في موقفه من هارون، بين قدح ومدح لذات تلك الأسباب المجهولة!
ـ أخيراً-
كنت أتمنى ألا يضطر زميلنا يوسُف عبدالمنان للكذب، في سبيل الإساءة لجمال الوالي، حينما ذكر أن الوالي حضر لقسم الشرطة لإطلاق سراح ونسي، وذلك لم يحدث.
جمال الوالي رجل عام، له سلبيات وإيجابيات،ومن حق أي كاتب صَغر أم كَبر توجيه إنتقادات له، ولكن بعيداً عن الإساءات والأكاذيب ولُغة الإبتزاز.


‫2 تعليقات

  1. لا يسعني إلا أن أقول وا أسفي عليك يا يوسف .. أأنت الذي يقال عليك كاتب صحفي كبير !! وإن كانت تحركك دوافع مجهولة لانتقاص أو تشويه سمعة الآخرين فخيبتك أكبر ..

  2. ليه ما يرجع الوالى ويتحرق والنفرات الحكومية10 مليارات صح الرجل لم يكذب الوالى ابتعد عشان الصرف كتير لكن ما دام فيها نفراتبالملياراتيتحرق شوقا اين التناقض هنا