تحقيقات وتقارير

الشعوذة والدجل.. ظاهرة احتيال تطوق وسط الخرطوم.. صرخة ضحايا


قوانين رادعة وضعها المشرع السوداني للحد من ظاهرة الدجل والشعوذة بأنواعها، ولكن المتأمل لشوارع الخرطوم هذه الأيام يلحظ تزايدا مطرداً في عدد المشعوذين الذين ظلوا يتخذون من التقاطعات والنواصي وأمام المؤسسات الرسمية مركزا لنشاطاتهم سيئة السمعة. فالبوابة الغربية لمدرسة الاتحاد الإنجليزية التي تقع على تقاطع شارع القصر مع شارع السيد عبد الرحمن صارت المكان المفضل باستمرار لثلاثة مشعوذين من جنسيات أفريقية اتخذوها سوقا مناسبا لعرض أفكارهم وحيلهم.

وأيضا يقبع ولأشهر طويلة اثنان آخران أمام بوابة سينما كليزيوم بوسط الخرطوم، شارع المك نمر أيضاً مكان مناسب لنحو اثنين يقضون سحابة يومهم هناك يصطادون ضحاياهم من الجنسين، هذا الانتشار الكثيف لمروجي الدجل والشعوذة يحتاج لردع سريع وعاجل طبقاً لصلاحيات وقوة القانون المختص حتى يتجنب أفراد المجتمع برمته الأضرار الفادحة الناتجة عن خدع هؤلاء.

علاج الأمراض
يدعي البعض أنهم يستخدمون الروح لعلاج عدد كبير من الأمراض بِحسب (مهدي جبريل) والروح المعنية كما يزعمون في وصفهم هي نوع من أنواع الجن يقدم خدمات جليلة للناس، تتمثل في فتح عقولهم على إنجاز أعمال خارقة كتأجيل حدوث وقوع أمر ما كالزواج أو الولادة أو علاج مرض روحي مثل الاختلال العقلي أو نفسي وغيره، وهؤلاء يدعون أن لهم جن (الخدام) يسيرون وفقاً لأوامرهم، وعلى وضوح فرية هؤلاء وكذبهم لكنهم للأسف يجدون من يصدق كذبهم وخداعهم، كما يشير جبريل، الذي يضيف أنه سبق وأن وقع ضحية للمحتالين الذين يزعمون أنهم يستطيعون العلاج بواسطة الجن أو العروق في الوقت الذي لا يملكون فيه أي قوة أو معرفة بما يدعون، وفقد على إثر تلك العملية مبالغ طائلة ضاعت نتيجة لقناعته حينها بما كان يقوله أولئك المشعوذون إن لهم قدرة على إنجاز كل كبيرة وصغيرة مقابل ما يدفع لهم من مال.

خدعة التنزيل
حكمة الله أنه وضع بين البشر والجن حاجزاً لا يستطيع البشر أن يروا ما ورائه مطلقاً، لكن هناك من يدعون بهتاناً، ومنذ القدم أن تميزوا بخاصية فريدة نالوها بواسطة علم وأذكار معينة توجد في الكتاب والسنة، وهؤلاء يطلقون على أنفسهم أهل الشفافية الروحية، على حد قول الأمين عجب – معلم تربية إسلامية بالمدارس الثانوية بالخرطوم – ويؤكد الأمين عجب أن الدجالين يخدعون الناس بأنهم يستطيعون تسخير الجن في الأعمال التي يريدون إنجازها ويقنعونهم بأن عملهم هذا لا يخالف الشرع بتاتاً، ولكن الحقيقة غير ذلك مطلقاً، فقط يستغلون جهل الناس بهذا العالم، فيقومون بتنفيذ جرائم كبيرة وخطيرة منها جريمة تنزيل الأموال، فهي تعد من أخطر الجرائم التي يستغل فيها المحتالون ضعف ثقافة ومعرفة الناس بالعالم الآخر، فيدعون قدرتهم على تنزيل ومضاعفة الأموال باستخدام أنواع محددة من البخور والزيوت، وعملية تنزيل ومضاعفة الأموال سهلة وبسيطة وتنطوي على خدعة كبيرة جداً، ويمكن أن تنطبق على كل إنسان جاهل بالعالم الآخر، وليس لديه إيمان بأن الرازق هو الله وحده، وأكثر ضحايا الدجل كما وصفهم الأمين عجب من النساء لأن المشعوذين والدجالين يدعون لهن بانهم يمتلكون خداماً من الجن، ويستطيعون مساعدتهن. ويضيف الأمين أن النساء بسبب ضعف المقاومة لديهن يوافقن على شروط المشعوذين الذين يرتكبون معهن أفعالاً مخلة وينتهكون حرماتهن، ويأخذون أموالهن ويولون الأدبار، ولذا تجد في أغلب الأحيان أن أكثر ضحايا الشعوذة من النساء بجميع الطبقات المتعلمات منهن وغيرهن.

جرائم خطيرة
يرى الأمين عجب أن بسبب تطور العالم أصبح عدد من الدجالين مواكبين لهذا التطور، كما وصفهم الأمين فاستغلوه فى خداع الناس والكذب عليهم باسم قدرتهم على حل قضاياهم بواسطة خدام روحانيين باستخدام الليزر والأضواء الملونة، فيقومون بإيهام الشخص أن هذه الألوان متنزلة من مكان ما يقيم فيه الروحانيون أو الجماعة، كما يطلق عليهم، وبهذا يسهل خداعه والكذب عليه وسلبه ماله، ويختم عجب بأن ردع المشعوذين وتوعية أفراد المجتمع واجب يجب القيام به عاجلاً، حتى لا يتسببوا في مزيد من المشاكل، وأكد أنه لا يوجد شيء اسمه تنزيل الأموال، ولو كان يوجد لأقرب المشعوذ أولاً قبل أن يقدم خدماته للناس.

الخرطوم – محمد عبدالباقي
صحيفة اليوم التالي