مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : تنمية دارفور ولا عطر بعد عروس


> دون أن تسأل.. فإنك ترى بأم عينك أن في دارفور عادت تدور عجلة التنمية.. ما يعني أن التمرد الذي عطلها سنين تعطل هو نفسه. > فالقوات الحكومية كلها جيشاً وشرطة وأمناً.. أرسلت إلى هناك بفاتورة دفاع باهظة لهزيمة المشروع الأجنبي الذي تنفذه الحركات المتمردة. > والسؤال الأول هنا: ماذا استفادت الحركات التي كانت حركتين من عملية نقل الحرب من جنوب السودان إلى دارفور؟ > هل كانت بالفعل الدعوة إلى نقلها وطنية؟؟ وهل الدعوة الوطنية تقف عائقاً أمام إنعاش التنمية؟ > التنمية في دارفور يعود، الآن وقبل الآن، دوران عجلتها عن طريق الانتصارات العسكرية والشرطية والأمنية. > وهذه القوات التي تعيد بسط الأمن والاستقرار هي هناك تعمل لصالح المواطن كي يتهيأ له الموسم الزراعي للإنتاج. > وإنتاجه يحاط بمشروعات التنمية القومية والولائية التي انطلقت بقوة في مناخ الانتصارات على مشروعات التآمر الأجنبية. > ودارفور بعد أن شهدت الإنجازات الأمنية وهي الانتصارات.. وبعد أن شهدت الإنجازات الإستراتيجية وهي وثيقة الدوحة للسلام.. وبعد أن شهدت الإنجازات السياسية وهي عملية الاستفتاء الإداري الديمقراطي.. بعد كل هذا ها هي تحقق الإنجازات الاقتصادية «التنمية». > والتنمية في دارفور يبقى أبلغ دليل على استئنافها وجود مناوي الذي عاد إلى التمرد بعد توقيعه على اتفاقية أبوجا.. جبريل إبراهيم الذي اجتهد ليتزعم الجبهة الثورية وفشل في ذلك فشلاً متولداً من فشله في الميدان. > وفشل التمرد في الميدان معناه فتح المجال من جديد لقيام مشروعات التنمية.. إذن التنمية قد انفتح لها المجال في دارفور.. في شمالها وشرقها وغربها وجنوبها ووسطها. > وكل ما يهم المواطن هناك في دارفور أو مواطن دارفور خارج دارفور أو المواطن السوداني بغض النظر عن جهته، هو أن لا تشتعل الحرب لأن اشتعالها اتضح أنه لا يضر الحكومة.. فقط يضر المواطن.. والنفع يذهب إلى من يحرض عليها ويدعمها ويمولها. > اذهب إلى دارفور ستجد أهم مؤشر لحسم التمرد نهائياً. وأن ما تبقى من جيوب فهي خاملة ضعيفة لا قدرة لها على الاستمرار في تنفيذ الأجندة الأجنبية وهو نسف الاستقرار لتعطيل التنمية. > والمؤشر هذا هو انطلاق التنمية.. أي انطلاق العدو الأعظم لواشنطن وإسرائيل ويوغندا وجنوب السودان في السودان. > فهو عدو مستمر في كل المراحل حتى لو ذهبت هذه الحكومة بقدرة القادر. > وسفير من جنوب السودان كان يعترف بأن بلاده تدعم المعارضة المسلحة في السودان.. طبعاً ليس لتصل إلى السلطة.. فما وصلت حركة قرنق من قبل.. لكن لتحارب التنمية. > وهي بذلك لم تكن تحارب مسلمين أو عرباً فقط لأن كل الشعب متضرر جداً من الحرب، وأكثر المتضررين ليسوا عرباً وأكثر المتأثرين ليسوا مسلمين. > إذن كان التمرد يحارب وهو معصوب العينين. > لكن من يدعمه كان يهمه تدمير التنمية في السودان تدميراً، والتنمية الآن تعود وتعود وعودًا حميداًَ.. مستطاباً. > بعد استئناف تهيئة الأجواء في دارفور لمشروعات التنمية لا نريد أن نقول سائلين ما الداعي للسعي وراء الحركات التي رفضت التفاوض بعد أن انتقلت دارفور إلى مرحلة متقدمة في الاستقرار، هي مرحلة التنمية؟ > فلا عطر بعد عروس.. لكن يمكن أن يكون الدخول بباب الحوار الوطني لو انتهت مرحلة الدخول بباب السلام. غدا نلتقي بإذن الله.