رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى : سودانيون يتبنون حملة ضد القصف على المدنيين في مناطق النزاع


تبنى عدد من السودانيين حملة قوية ضد القصف الذي يتعرض له المدنيون في مناطق جنوب كردفان في السودان، ودعت مجموعات أخرى لحظر الطيران الحربي في مناطق النزاعات. ويأتي ذلك وذلك على خلفية حديث عن قصف حكومي لمنطقة هيبان في جنوب كردفان نتج عنه وفاة ستة أطفال من عائلة واحدة.
ونشرت الحركة الشعبية، التي تقود حربا ضد الحكومة السودانية منذ عدة سنوات، صورا لستة قتلى من الأطفال، وقالت إنهم ضحايا غارة للطيران الحكومي على محلية هيبان بجنوب كردفان في مطلع هذا الشهر. ولم يصدر من الحكومة السودانية أي تصريح بهذا الشأن.
وأصدرت العديد من الأحزاب السياسية بيانات تشجب هذه الحادثة. ونشرت الصحف الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي رسائل عديدة تدين الواقعة. ولم تستطع الصحف، التي تصدر في الخرطوم، نشر إي خبر أو تصريح حولها بسبب التقييد والرقابة وحملات المصادرة التي تتعرض لها.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة طويلة من الافراد والتنظيمات المدنية والسياسية السودانية، تدين ما سمته بالمذبحة البشعة لأطفال محلية هيبان في جبال النوبة. وقال بيان لهذه المجموعة إنهم يدينون القصف الجوي الحكومي الذي أدى إلى مقتل هؤلاء الأطفال وحول أجسادهم إلى اشلاء.
وفي تعليق على صور الضحايا التي انتشرت على نطاق واسع يقول البيان: «إن الصور المرفقة لجثث الاطفال الستة ضحايا جريمة هيبان (يوسف يعقوب، 4 سنوات، وجيهان عبدالرحمن إبراهيم، 5 سنوات، وكوكو دولي، 4 سنوات، ونضال عبد الرحمن إبراهيم، 12عاما، وابراهيم عبدالرحمن ابراهيم 10 أعوام، وحافظ محمود 10 أعوام) وهي مقطعة الأوصال وفي رفاتهم النحيلة، ستظل تمثل وصمة عار وخزي سيظل يواجه الضمير الوطني السوداني، والضمير الانساني العالمي، متى ما استمر السلاح الجوي الحكومي مصوباً للظى نيرانه وبراميله المتفجرة على المدنيين الابرياء من الاطفال والنساء والعجزة، مثلما حدث في مذبحة اطفال هيبان الاسبوع الماضي».
ودعا الموقعون على البيان إلى ترميز مذبحة اطفال محلية هيبان» باعتبارها جريمة كبرى، تعكس مدى بشاعة وعنصرية الحروب التي تخوضها القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها ضد المواطنين السودانين».
وقالت إنها «امتداد للجرائم ضد الانسانية وجرائم الإبادات الجماعية المستمرة في دارفور لنحو ثلاثة عشر عاما، وفي النيل الازرق وجنوب كردفان / جبال النوبة لاكثر من ست سنوات، بدون سلام وعدالة وتصالح وطني». وضمت القائمة، التي وقعت على البيان، مختلف فئات المجتمع السوداني في داخل البلاد والمهجر، وقالوا ان «صرختهم بسبب ما راعهم من مشاهد جثامين الاطفال»، مضيفين أن «الإدانة هي أقل ما يقدرون عليه في التعبيرعن الأسى والسعي للتواصل الوجداني الوطني المحجوب مع العديد من المذابح المستمرة».
وقال البيان: «في ظل التعمية الإعلامية وتغييب الرأي العام، بل وإخراسه من قبل حراس النظام، أصبح ضحايا الحروب في دول مثل سوريا والعراق وفلسطين اكثر قربا للرأي العام السوداني من اطفال مذبحة هيبان وغيرها من ضحايا الحروب السودانية».
وأطلق الموقعون على البيان رسالة تهدف إلى لفت الانتباه إلى مذبحة اطفال هيبان، والى اهمية يقظة الضمير القومي السوداني، والهيئات الانسانية العالمية، وطالبوها بأن تبذل مختلف الجهود والضغوط، بما فيها اطلاق الحملات المنظمة، لتجعل هذه الحملات لقتل لهؤلاء الاطفال فداء يفضح ويوقف القصف الجوي الحكومي، ويفتح الباب للمزيد من حملات وقف الحروب وحماية المدنيين الابرياء.
وطالب رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، ونائبه، عبد العزيز الحلو، والأمين العام للحركة، ياسر عرمان، عبر مذكرة وقعوا عليها، قادة المجتمع المدني والرأي العام، بتحويل هذاالحدث إلى وقفة احتجاج كبرى ضد انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والابادة في كل السودان. وطالبوا القوى السياسية كافة والمنظمات المدنية بالتوقيع على المذكرة وتوحيد الضمير الوطني ضد جرائم الحرب.
وتبنت الحركة الشعبية تحريك ملف هذه القضية من خلال فتح بلاغ ضد عدد من المسؤولين السودانيين نيابة عن اسر الضحايا عبر نقابة المحامين الفرنسيين. وأبدت الحركة الشعبية استعدادها – من خلال مكاتبها الخارجية – للاتصال بالمؤسسات الحقوقية والإنسانية «لتصعيد هذه القضية ووقف قتل الأبرياء»، على حد تعبيرها.