تحقيقات وتقارير

“إزاحة الستار” تتحدث التقارير الدولية مؤخراً عن قيام قطاع الشمال باختطاف مئات الأطفال قبل الزج بهم في مناطق العمليات.. تجنيد القاصرين وترويع الآمنين


بعد أن استعصت عليه عمليات الرتق والترقيع في ميادين القتال إثر التساقط والانهيار الميداني المتتابع، وبعد أن فشلت عمليات الاستنفار الإثنية التي شملت عواصم الدول الأوروبية بحثاً عن متطوعين في المهجر للعمل مع التمرد وإعادة بناء قواته، لم يعد من الصعب الوقوف على جرائم قطاع الشمال في جنوب كردفان.
وتحت تطورات الضغوط الميدانية اتجه قادة قطاع الشمال إلى تجنيد الأطفال في جنوب كردفان، خاصة محلية هيبان، وهي واحدة من المناطق التي شهدت تجميع مئات الأطفال، والزج بهم إلى معسكرات التدريب التي تقع على الحدود السودانية مع دولة الجنوب، حيث يتم اقتياد الأطفال من معسكر (إيدا) للاجئين.

وتحدثت بعض التقارير الدولية مؤخراً عن قيام التمرد باختطاف وتجنيد مئات الأطفال والقصّر تحت مظلة الدراسة والرعاية لكن سرعان ما زُج بهم في معسكرات تجنيد قسري بولايات بحر الغزال في جنوب السودان ومن ثم الزج بهم في مناطق العمليات، وأشارت التقارير إلى ترحيل (175) طفلاً مؤخراً من مناطق الكواليب بالجبال الشرقية إلى منطقة فاريانق بولاية الوحدة في دولة جنوب السودان، وترحيل (350) طفلاً من مناطق هيبان والمورو من الجبال الجنوبية إلى فاريانق بولاية الوحدة و(75) طفلاً من ريفي سلارا إلى فارياناق و(300) طفل من ريفي البرام وأم دورين إلى فاريانق، ليصل عدد الأطفال المرحّلين إلى (900) طفل، إضافةً إلى الذين تم ترحيلهم بصورة فردية إلى فاريانق وفاق عددهم وفقاً للتقارير (1000) طفل.

وساعدت بعض المنظمات الأجنبية قطاع الشمال في التستر على اختطاف الأطفال وتجنيدهم والزج ببعضهم في المعارك قبل اكتمال عملية تدريبهم.. بل إن بعض المنظمات تمتلك سجلاً كاملاً بأسماء الأطفال المختطفين وأماكن وجودهم بمعسكرات قطاع الشمال، لكنها لم تحرك ساكناً تجاه القضية.
ويروي بعض مواطني محلية هيبان أن قطاع الشمال ظل يحتجز كبار السن ويقوم باختطاف الأطفال دون سن العاشرة والزج بهم في المعارك، مشيرين إلى أن مصير من يحاول الهرب أو الحديث عن السلام هو الذبح في الميادين العامة أمام الجمهور ليكون عبرة لغيره وللذين يفكرون في مغادرة القرى التي توجد بها قوات قطاع الشمال.

وأضاف ياسر كباشي معتمد كادوقلي أن انتهاكات قطاع الشمال للمواطنين وصلت حد المتاجرة بأعضائهم البشرية خاصة الشباب والأطفال المحتجزين لديهم في سبيل توفير المال لقياداته، وأوضح أن هذه الجرائم والانتهاكات تتم بمستشفى (كونجو) بمدينة كاودا وأن الممارسات تتم بمعاونة عدد من المنظمات التي تنشط في تجارة الأعضاء البشرية.
وقال إن قيادات قطاع الشمال نفذت العديد من الاعتقالات حيال القادة الميدانيين الذين أعلنوا موقفهم من الحرب ورفضوا تنفيذ الأوامر والتعليمات لخوض عمليات عسكرية موضحين أنها لا تخدم قضايا أبناء النوبة وأن ضحاياها هم المواطنون من أبناء جنوب كردفان، فيما شهدت الأوضاع داخل الشعبية العديد من حالات الهروب على مستوى القيادات.

وعلى الرغم من أن جميع الاتفاقيات الدولية والقوانين منعت إشراك الأطفال في العمليات الحربية وتجنيدهم، وحرم القانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الاختياري الخاص إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، إلا أن قطاع الشمال ظل يرتكب جرائمه التي وثقتها التقارير الدولية والمحلية بحق المواطنين العزل في مدن وقرى جنوب كردفان، وظل قادته يتاجرون بقضية أبناء النوبة والزج بأطفالهم في الحروب بينما يحصنون أنفسهم بالفنادق الأوروبية.

صحيفة اليوم التالي