تحقيقات وتقارير

تطبيق جديد لتعطيل كاميرات الهواتف في المناسبات.. قروب بروك اند سايفر


تسربت العديد من فيديوهات المناسبات الخاصة إلى الفضاء الإسفيري، وأصبحت (فُرجة للغاشي والماشي)، ما جعل من خصوصيات الناس سلعة معروضة في استديوهات هواتف الكثيرين، بلا حول منهم ولا قوة، ليبدأ مسلسل تناقل ذات الفيديوهات والصور في معظم مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع أصحاب الصور إلى الدخول لبعض قروبات الفيس بوك، محاولين حذفها من هذه الصفحات والمواقع.

بالفعل كان لهم ذلك، لكن بعد أن انتشرت في كل بقاع العالم إسفيرياً، وبات الجميع يتداولونها عبر برامج التواصل الخاصة مثل تطبيق واتس آب.
هذا الانتهاك الواضح لخصوصيات الآخرين بشكل مقصود أو بحسن النوايا، أصاب الكثيرين بهلع سرقة اللقطات المناسبة واستخدامها بصورة غير مناسبة، كما حدث للعديد من العروسات اللاتي تم تصويرهن وهُن يتمرن على رقيص العروس، أو الذين يعبرون عن فرحتهم بشكل مختلف عن الآخرين، فتنتشر الفيديوهات من باب الاستغراب أو التهكم عليهن، ما أحال الفرح إلى غضب، فهل سيحل البرنامج الذي اكتشفه مجموعة من الشباب السودانيين هذه المشكلة، والذي يقوم بإغلاق الكاميرا تلقائيا في حال دخول قاعة المناسبة.

قدسية الصورة
في زمن مضى كانت الصورة إحدى دلائل وعلامات المحبة، فبمجرد أن تمنح الفتاة صورتها لشاب أو العكس، فهذا يدل على جديتهما في العلاقة وما تكنه له من محبة، وينبغي على كلا الطرفين المحافظة على هذا التذكار، الذي يعد بمثابة بند أساسي من بنود توثيق وتوطيد الحب بينهما، لكن الفتيات كُن يتخوفن من أن يرى أحدهم هذا التذكار، فيتحملن عقوبات أسرية لا تحمد عقباها. ويعد الشاعر الراحل حسن الزبير شاعر الصور بلا منازع، والذي عبر عما سبق قائلا: صورتك الخايف عليها، وكذلك يعد إرجاع الصور للحبيب واستبدال الصورة بصورة شخص آخر، أهم إشارة على نهاية العلاقة، وهذا ما وضحه شاعر الصور في قصيدة أخرى غناها الطيب مدثر قائلا: (كيف تغطي الصورة صورة).

صعوبة السيطرة
ومن باب الرصد لما يدور في المناسبات من انتهاك للخصوصية في ما يتعلق بالتصوير ترى تهاني خالد – معلمة- أنه من الصعب السيطرة على الضيوف داخل بيوت الأفراح أو الأتراح، وإن أخذ الهواتف من المعازيم قبل دخول القاعة أو المكان المراد الاجتماع فيه، سيفسر على أنه عدم ثقة في الضيف. وأيضا قد لا يُخرج هاتفه قبل الدخول ويقوم بالتصوير خلسة، فلا يمكن أن نأمن سلوك الآخرين بشكل مطلق. ومضت قائلة: لذا ينبغي أن توضع ضوابط أمنية على سلوك التصوير الذي حول الهواتف الذكية من نعمة إلى نقمة، فيتوجب على الأهل التعامل مع الأمر من منطلق تربوي، بمعنى أن يُربوا أبناءهم على احترام خصوصية الآخرين، فكونك تملك هاتفاً متطوراً لا يُعطيك الحق في تصوير الآخرين دون رضاهم أو يمنحك حرية التصرف في نشر ما قمت بتصويرة من فيديوهات أو صور.

برنامج لإغلاق الكاميرات
وقال مزمل نظام الدين – صانع أفلام وثائقية- إن مجموعة من الشباب السودانيين اخترعوا برنامجاً يُغلق كاميرات الهواتف الذكية بمجرد دخول الضيف إلى القاعة المراد الاجتماع أو الاحتفال فيها.. تتوقف الكاميرا ولا تعمل إلا خارج نطاق مكان الاحتفال، هذا القروب يحمل اسم (بروك اند سايفر)، قاموا بتطوير تطبيق لتعطيل كاميرات الهواتف الذكية بغرض حماية خصوصية الشخصيات المهمة مثل رجال الدين أو السياسيين، كي لا يتم استخدامها بشكل مسيء لهم، لكن لم يتم طرح البرنامج بعد في الأسواق للعامة، مع أن ذلك سيحسم أمر تسريب الفيديوهات والصور من قاعات الأفراح والجلسات الخاصة، إلى براحات الفضاء الإسفيري، حيث يصعب جمع بعثرتها، والميزة في هذا البرنامج أنه سيعمل على حماية المناسبات من التصوير بكاميرات غير مرغوب فيها، وبالتالي ستقل نسبة الفيديوهات والصور المسربة بشكل تلقائي.

الخرطوم – نمارق ضو البيت
صحيفة اليوم التالي