هيثم صديق

قطع ناشف


لم يعد للناس حديث في الآونة الأخيرة سوى قطوعات الكهرباء والتي جعلت النهار ناراً والليل رمضاء.. لكن كنا نظن أن أهل الكهرباء يجيدون قطع التيار فقط حتى وقعت في أيدينا ورقة تحقيق لفنييَن من كهرباء كوستي ختنا عاملا هندياً معهما مما تسبب في غيابه عن العمل.. لا ندري هل ذهبا به لطبيب أم لا، لكن الأمر ثبت عليهما ويحتاج مديرهما لتبرير كافٍ خلال 48 ساعة.. لا أدري لماذا طال زمن الإجابة كل هذه المدة وأظن أن دقائق كانت كافية ليعلنا أن الهندي دخل الإسلام وأنهما فعلا ما فعله أهل دار حامد مع ضو البيت كما في رواية الطيب صالح.. لعل مدير وحدة كهرباء كوستي يريد أن يبرمج الفنيين لختان زميلهما عوضاً من هذا القطع العشوائي خلال أيام العمل.. جاء في الأخبار أن الهندي غادر البلاد.. كان بودي أن أبشر على رأسه فهو عندنا عريس وأتساءل والشمار (الفضول الصحفي) يكاد يقتلني.. هل حننوه.. وضعوا على رأسه الضريرة.. وعلى يده الحريرة.. أم كاوتوه .. عشوائياً كقطوعاتهم للكهرباء..؟
……..
النصري
ومحمد النصري صديق لي منذ سنوات طوال وبيننا تواصل جم لم أر فيه تبدلاً منذ أن كان يتلمس الخطى وحتى صار البرنجي. وهو إنسان قلق لدرجة كبيرة ويكره المدن لذلك لا يبرح مروي ولا زراعته فيها كحال كل مبدع حقيقي.. وهو كثير الأسفار وكثير شرائح التلفونات لذلك ندر قبضه.. لكنني استغربت لمشاركته في برنامج أغاني وأغاني كما قرأت في زاوية الحبيب كابو أمس.. إن كان قد رضي بالمشاركة في برنامج اكتشاف المواهب هذا فقد ظلم نفسه كثيراً.. يمكن أن يتبرع أحد الإعلاميبن بعمل ثلاثين حلقة له يغني له فيها الشباب أغنياته ويجلس ملكاً يُرجع إليه كما في برنامج الرقص الهندي الشهير، أما أن يشارك منتظراً الفرصة كأفراح عصام فهذا انتحار.. النصري هل تسمعني؟.. ده انتحار.
……….
سعد الدين إبراهيم
ونعى الناعي لنا الشفيف الرهيف سعد الدين إبراهيم والموت حق.. لكن سعد الدين كان مختلفاً فزعزعنا موته.. الشاعر والدرامي والكاتب وكل هذه المترادفات المبدعة لم تمنعه من أن يكون بسيطاً كحال كل من فهم كنه الدنيا وحقارتها وأقر بأنه ضيف تخلى عنه مضيفه الحي إن لاح ضيف جديد.. شهدت قبل عشر سنوات حفلة لوردي في المسرح القومي وكان سعد الدين في الصف الأمامي فوردي غنى له. نختلف أو نتفق…وجئت أنا لأكتب في ألوان إنها قصيدة تشبه السنبلاية وتكاد تكون نسخة منها و ..شتمت سعد لمحاكاته محجوب شريف فإذا به يهاتفني ويطلب ملاقاتي وقد كان، إذ قال لي ساخراً ..كنت أظنك (قبيح) لأنك مريخابي…وووو.. وحدثني عن أني أمسكت بحبل الحقيقة لتشابه قصيدته مع قصيدة محجوب، وقال لي إن هذا أمر وارد لأننا أصدقاء لا نكاد نفترق ومعنا التجاني سعيد وقال لي بل إن قصائد أخراً لنا متشابهات ..ولا يزال يحدثني عن أثر الصحبة في شعر الشعراء وطوف بي حول أغاني الحقيبة ومدائح المداح…وقول عنترة هل غادر الشعراء من متردم.. عدت وقد نتف كل ريش ادعائي و …ورحم الله سعد الدين إبراهيم قضى مدة سجنه في الدنيا مبدعًا ورحمة الله ومنّه تسكنانه عالي الجنان برحمة كتبها الحليم المنان على نفسه.