جمال علي حسن

عنكبوت فتحي الضو.. الموثق القلبو دليلو


(لو داير تعرف جمال فاطمة عاين لي محمد في السوق)، مثل سوداني معبر ومواكب لإيقاع زمننا هذا، ولأن الكتب والمؤلفات هي منتوج لفكر وثقافة ومعلومات صاحبها فإن استماعك لحديث (محمد في السوق) هو الذي يحدد رغبتك في اللقاء (بفاطماته) أو مؤلفاته..
أما نحن كإعلاميين فقدرنا أن نسعى لمقابلة فاطمة ومحمد في السوق معاً وعلى أي حال قبل أن نقدم رأينا..
حملات التسويق التي تتم لكتاب الكاتب فتحي الضو (بيت العنكبوت) عبر المقالات وعروض التشويق المتجولة التي يقوم بها الكاتب بين مدن أمريكا وعواصم أوروبا حول كتابه، أراها تعود بنتائج عكسية تماماً بإضعاف الرغبة في اقتناء هذا الكتاب وقراءته فهو عبارة عن توثيق وعرض لمعلومات ومستندات ووثائق ضعيفة المصدر، يقول هو بعضمة لسانه إنه ظل متردداً ومرتاباً في التعامل مع الشخص الذي أحضر له هذه المستندات وهو شخص واحد فقط قال إنه لا يعرفه وإنه اتصل به هاتفياً وعرف أنه كان مع (الجماعة ديل وخلاهم)..! بحسب ما يحكيه الضو في جولاته التشويقية..
ثم وبناءً على (شعوره) الخاص بمصداقية هذا الشخص كما يحكي بنفسه ويقول (في النهاية شعرت إنو صادق في كلامو) وأخذ منه هذه المعلومات والأوراق وزاد عليها ما تيسر من مرويات الإنترنت وحكايات الوات ساب وبقية الصور النمطية التي يرسمها الفيسبوك و(قالوا وقلنا).. ليخرج لنا في النهاية بهذا الكتاب الذي وجدته في جناح السودان بمعرض الكتاب بالمنامة معروض بسعر (15) ديناراً ما يعادل (500) جنيه سوداني ولا أحد يشتريه إلا مجبور مثلي على اللقاء بفاطمة برغم الاستماع إلى ساعات جوية طويلة على اليوتيوب لندوات وتدشينات (محمد في السوق).. بين أريزونا ولاهاي وواشنطون ولندن وغيرها..!!
لكن ليست هذه هي القضية فكتاب (بيت العنكبوت) منسوج بخيوط يعبر عنوانه عن وهنها.. لكن المشكلة في ما نسمعه من (محمد في السوق) فهو يرفض في ندوة أريزونا فكرة التسامح السياسي ويقول لا يوجد شيء اسمه تسامح سياسي على الإطلاق بل يوجد تسامح اجتماعي وتسامح ديني وغير ذلك، يقول هذا الحديث في سياق تبنيه لمشروع المحاسبة.
ونقول لفتحي الضو إن حديثك هذا قد يرتد عليك يوماً ما فأنت أيضاً ستكون في لحظة من اللحظات محتاجاً للتسامح السياسي بكونك الآن تورد اتهامات مباشرة بالقتل وسفك الدماء لأشخاص بأسمائهم فلان وعلان وفرتكان وليس لديك أي دليل على هذه الاتهامات الجنائية غير (شعورك بأن مصدرك كان صادقاً)..!
وليس أنت فقط من ستحتاج للتسامح السياسي يا فتحي الضو فمعظم القوى السياسية في بلادنا ستحتاج لتفعيل قيمة التسامح السياسي والعفو والتعافي السياسي لو بدأ مشروع المحاسبة التاريخية الذي تتبناه، لأن الاتهام بارتكاب الأخطاء السياسية ليس حصراً على حقبة الإنقاذ كما أن الانقلابات المسنودة حزبياً في السودان لم تبدأ مع الإنقاذ..
أما التصفية والتعذيب فتمارسه حركات متمردة الآن لمنسوبيها الذين خرجوا عن طوعها أو اختلفوا مع قياداتها.. دعك عن ما مارسته هذه الحركات وتلك الأنظمة أمس و(زمان)..
لو فتحت بلادنا محاكمات للأنظمة السياسية والأحزاب (الديموقراطية) منذ الاستقلال فسيجد الجميع أنفسهم داخل قفص واحد وفي (الهوا سوا)..
أنصح فتحي الضو بإنتاج كتاب جديد من معلومات أخرجتها تراجي مصطفى أول أمس عن جرائم بعض قيادات العدل والمساواة وتصفياتهم الداخلية.. بعد أن يلهمه الله بشعور جديد بمصداقية تراجي، طالما أن الرجل مصادره هي شعوره ودليله في التوثيق هو (قلبه)..!!!
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين


تعليق واحد