رأي ومقالات

حوار مع حميدتي.. من تاجر جمال لأشهر قائد عسكري في السودان


قائد قوات الدعم السريع اللواء “محمد حمدان دقلو”
—————————–
في حوار غير تقليدي مع (أول النهار) فتح خزائن أسراره وكشف كيف بدأت قوات الدعم السريع: (1-2)
——————–
معركة قوز دنقو جديرة بأن تُدرَّس في التاريخ الحديث والمعاهد العسكرية!
قرار الرئيس بجمع السلاح من المواطنين من أهم القرارات وقادرون على تنفيذه
دارفور آمنة فقط تحتاج فرض هيبة الدولة
كنت تاجر إبل وليس لديَّ علاقة بالقتال ولا الحكومة ولا السياسة!

الاستقبال والتأييد الذي وجده الرئيس في دارفور يؤكد للعالم أنه لا تطهير عرقي ولا إبادة جماعية بدارفور!

لا خلاف بين القوات المسلحة والدعم السريع مهمتنا واحدة ونؤدي واجباً مشتركاً يصب في مصلحة الوطن ونحترم قيادات الجيش

(حميدتي) ابن دارفور الذي يعرف جغرافيتها ووديانها وجبالها، ولأنه لا يقبل الذل ولا يرضى بالهوان، قرر أن يقتص من الحركات المسلحة التي دمرت وطنه وقتلت أهله وعشيرته ونهبت إبلهم، لذا ركل مهنة تجارة الإبل التي كانت تدر عليه الثراء، وامتشق سلاحه وقاد قوات الدعم السريع، وقد حققت إعجازاً في انتصاراتها المتتالية التي قطعت دابر التمرد في دارفور عبر التعاون والتنسيق مع القوات المسلحة. و(حميدتي) بما حققه من انتصارات باهرة آخرها معركة (قوز دنقو)، التي تحكي عن أبطالها الأشاوس عبر التاريخ، جعل أهل دارفور يحبونه ويهتفون باسمه، وذلك ما شاهدته إبان زيارة الرئيس التاريخية لدارفور، وقطعاً هذا الحب والتأييد الذي يحظى به يدحض كل الشائعات المغرضة التي يطلقها المرجفون والخونة في حق قوات الدعم السريع.
(حميدتي) التقته (أول النهار) في سياحة خاصة، كشف فيها لماذا هجر مهنة التجارة وانخرط مقاتلاً وقائداً لقوات الدعم السريع.. فماذا حكى

حوار: سعاد عبدالله
* من هو (حميدتي) الذي ذاع صيته عبر تقليم أظافر التمرد ودك حصونه في دارفور بانتصارات قوات الدعم السريع؟ – أنا محمد حمدان دقلو، من مواليد شمال دارفور عام 1975، وتعود جذورنا إلى منطقة شمال كتم، ومنذ عام 1983 ونسبة لحالة الجفاف والتصحر انتقلنا إلى جنوب دارفور، والآن أسكن في مدينة نيالا.
*منذ انطلاقتها ظلت قوات الردع السريع مارداً يصيب الحركات المتمردة بالهلع ولكن الانتصار الكبير الذي حققته في معركة قوز دونقو يظل إعجازاً.. كيف سارت المعركة؟
– حقيقة معركة قوز دنقو لم تجد الاهتمام الذي تستحقه من جانب الإعلام، رغم أنها معركة جديرة بأن تدرس في التاريخ الحديث والمعاهد العسكرية نسبة لأهميتها، وما حققته من انتصار كبير، وإذا رجعنا إلى التاريخ الحديث نجد أن معركة قوز دنقو شبيهة بمعركة شيكان الشهيرة، التي مضى عليها الآن ما يقارب الـ(133) سنة، وإذا تحدثنا عن أوجه الشبه نجد أن شيكان حشد لها الإنجليز وجهزوها تجهيزاً بكاملاً بالعتاد، واختاروا لها خيرة القادة العسكريين أمثال هكس باشا والبارون لاسكندوف، وكانت قوتهم مكونة من عشرة آلاف جندي وتسير في هيئة مربع وفي وسطه (6) آلاف جمل، وهذا يدل على أن هذه القوة الكبيرة هدفها تدمير قوة المهدية، وإذا ما أخذنا مقارنة مع معركة قوز دنقو نجد أن قوات حركة العدل والمساواة وأعوانهم في الخارج دربوهم بمعاونة خبراء إسرائيليين وجهزوهم بكامل العتاد، بغرض الاستيلاء على دارفور والزحف نحو الخرطوم، وكانوا يراهنون على النصر (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، وكما أبيدت حملة هكس باشا أيضاً أبيدت قوات حركة العدل والمساواة في قوز دنقو، رغم أنهم شاركوا في المعركة باكثر من (12) كتيبة وحوالى (205) سيارات، ولم ينجُ من تلك السيارات إلا (13) سيارة فقط، هرب من كانوا بها وقد تكبدت حركة العدل والمساواة في هذه المعركة الشرسة خسائر فادحة في الأرواح، حيث تمت إبادتهم جميعاً عدا الذين فروا هاربين في الـ(13) سيارة – بينما بلغ عدد الأسرى حوالى الـ(400) أسير، وهؤلاء يقدمون للمحاكمات ويعاملون معاملة الأسرى. وكما ذكرت آنفاً نرجو أن تجد هذه المعركة أهمية من قبل الإعلام والمعاهد العسكرية. * أين كان حميدتي قبل قيادته لقوات الدعم السريع؟ وما هي مهنته؟ وما هي التداعيات التي قذفت به إلى أتون التمرد؟
– إذا رجعنا إلى ما قبل التحاقي بقوات الدعم السريع كما ذكرت من قبل، أنا إنسان ليس لي أي علاقة بالحكومة ولا عندي علاقة بالقتال، وليس لديَّ علاقة بالسياسة أو العسكرية، أنا تاجر الحمد لله منذ عام 1991 حتى عام 2003.
* ما هو نوع التجارة التي كنت تمارسها؟
– كنت أتاجر تجارة عامة، لكن جل تركيزنا كان في تجارة الماشية (تجار إبل)، وبهذه التجارة تجولنا في مختلف الأسواق، ذهبنا بها إلى دولة تشاد ونيجيريا وليبيا التي طاب لي فيها المقام ومكثت بها خمس سنوات، كنا نشتري الإبل من الكفرة ونذهب بها إلى مصراتة، وكنت من أوائل الناس الذين بدأوا العمل في تجارة الإبل بصورة كبيرة في ليبيا. وفي نهاية عام 2002 كانت لديَّ إبل متجهة إلى ليبيا في منطقة (كرب التوم)، وكانت قافلتنا تحت حراسة اثنين من أقربائي، أحدهما زوج شقيقتي، وكان في ذلك الوقت انتشرت ظاهرة النهب المسلح الذي يهدد العربات في منطقة (راهب)، المتمردون أوقفوا عدداً من السيارات ونهبوا كل ما تحمل، استلمت من إخواني الإبل في منطقة (الكرب) لأنهم مسلحون ليس بوسعهم التقدم أكثر من ذلك، خاصة وأن الكرب منطقة حدودية، قلت لهم لا ترجعوا بذات الطريق وتجادلت معهم لأكثر من ساعة، للأسف لم أستطع إقناعهم برؤيتي، وفي الآخر مسؤول الجوازات قال لي هل تريد أن تركب عائداً إلى ليبيا أم تريد الرجوع معهم، والعربة التي كانت تنتظرني ليبية وقبل ركوبي السيارة، قلت لإخواني الاثنين وبالتحديد لمحمد حريبات (أنت حتموت وتقتل الناس المعاك ديل)، بنفس العبارة، وهذا ما حدث بالفعل. وأنا أول ما نزلت في الكفرة اتصل بيّ عبر الهاتف الثابت خالي عبدالله عيسى المسؤول عن تجارتنا في مصراتة، وبدأ يتحدث عن الصبر، قلت ليه ناس محمد حريبات اغتالهم المتمردون؟ قال لي نعم، استشهدوا ومعهم عدد من الذين كانوا معهم في رحلة العودة، وكان لأول مرة المتمردون الذين اغتالوهم يركبون سيارة ويحملون جهاز ثريا، وكان المعروف أن النهب يتم بالجمال لكن المتمردين انتقلوا من استخدام الجمال إلى السيارات ونهبوا العربة وهربوا. بعدها طوالي اتحركنا ومشينا دارفور، أنا جيت الحمرة اشتريت إبل ومنها مشيت إلى مصر ومنها إلى دارفور.
* هل كانت هذه الأحداث دافعاً لانضمامك للحكومة؟
– أنا بدأت الشغل مع الجيش في عام 2003، جمعت الناس كلهم رغم صغر سني ـــــ عمري كان (28) سنة في تلك الفترة، وكانوا يتعاملون مع التائبين، وقلت لهم أنا تاجر ما عندي علاقة بالتائبين ولا بأي جهة ثانية، ومن حينها تم الاتفاق وبدأت معهم الشغل الصحيح، ومن أول مرة قلت لهم نحن لو عايزين نقاتل – نقاتل التمرد و(ندق الدابي في رأسو) ما عندنا شغلة بجهة تانية، وأنا اقترحت عليهم مقترحاً بأن القوة لا بد أن تكون قوة نظامية ووافقوا، وبدأنا تدريب ناسنا في نيالا وخرجناهم، كان الشغل بطيئاً بعض الشيء وأعداد المقاتلين بسيطة، بدأت بـ(200) شخص من استخبارات الحدود ومن ثم تطورت القوة إلى (400) فرد، وتم تحرير منطفة (أدوا) وهي منطقة تقع في النصف بين الفاشر ونيالا، ووجدنا المتمردين هنالك عملوا مجزرة للبشر، نحن أخذنا شعر النساء ووضعناه أمام الاتحاد الأفريقي كدليل لبشاعة المجزرة، وكان المتمردون عاملين مخازن، حيث ينهبون ممتلكات الناس ويخزنونها في تلك المخازن، بعد ذلك أحضرنا أكثر من (40) عربة شاحنة وعربات صغيرة، وكان في وقف إطلاق نار، لكن مشينا بطريقتنا لأن الحركات كانت بعبعاً، دخلنا وعددنا (400) نفر ومعهم سيارتي الخاصة، ومن السلاح معنا آربجي واحد، هجمنا الساعة السادسة صباحاً وحررنا المنطقة وقعدنا فيها، وجاء إلينا ناس الاتحاد الأفريقي وعكسنا لهم فظائع الحركات المسلحة والمخازن وحتى رؤوس الجثث وجلود الإبل المنهوبة والبضائع بكل أنواعها.
* كيف ومتى قابلت الرئيس البشير لأول مرة وماذا دار بينكما؟ – الناس المعارضون في عام (2006) جميعهم اتحدوا وكونوا ما يعرف بجبهة الخلاص، وأنا شفت أن الحكاية تسير في الطريق الخطأ، وأصبح العرب يتململون في دارفور ويتعرضون للإغراء من جانب خليل، حيث بقي يحرض في العرب ويقول لهم إنهم مظلومون وكلام ذي ده، أنا جيت قعدت مع العرب في منطقة اسمها خور رملة، وقلت لهم أنا بقعد ليكم مع الحكومة انتوا ما تعملوا أي حاجة، وبالفعل قابلت أحد القيادات من دارفور وكلمتو قلت له لا بد نمشي نلاقي السيد الرئيس، لأن الأوضاع سوف تنفلت وأحسن نلحق قبل ما (يقع الفأس في الرأس)، وقابلت السيد الرئيس البشير لأول مرة في عام (2006) قبل رمضان بشهرين اتكلمنا معاه، وقال لي أها هسه إنتوا طلباتكم شنو، قلت له نحن ما عندنا أي طلبات نحن عايزين ثلاث حاجات – تشاركنا في السلطة مشاركة حقيقية ذي ما أديت ناس مني أركوي، تدينا رتب ذي ما أديت الجنوبيين ديل، وأذكر قلت له عبارة (بتشيل وبترص ليهم) الرئيس ضحك – وتدينا التنمية لأهلنا تاني ما عندنا أي طلبات، الرئيس في الحتة دي حلف وقال والله أديكم وأديكم ليها بزيادة، بعد ذلك ذهبنا وانتظرنا حوالى شهر حينها سقطت أم سدر، وسقطت كريالي ووقع الفأس في الرأس، بعد ذلك ضربوا لي وجيت قابلت السيد الرئيس في القيادة العامة والناس كانت منهارة، وهو كان مرتفع المعنويات، وواثق من النصر، وطلع قلم من جيبه وقال لي إنتو عايزين شنو؟، قلت له نفس الكلام بطلباتنا السابقة، تاني الرئيس كرر لي نفس الكلام الذي سبق أن وعدني به من قبل، بعد ذلك جندوا لينا قوة في استخبارات الحدود أحضرناهم في معسكرات التدريب ودربناهم حوالى شهرين، وطلعنا بــ(60) عربة، وكانت قوة العدو كبيرة أكبر من قواتنا بمراحل، حيث إنهم استولوا على عتاد من القوات المسلحة في كل من مناطق أبو جابرة وأم سدر وكرياري وكلكل والصياح، ونحن بدورنا تحركنا من الفاشر وفي كتم أهلنا قالوا لينا أنتم ماشين وين؟ قلنا لهم ماشين لقتال المعارضة، قالوا لينا أنتم مجانين هؤلاء أكثر منكم بكثير وأنتم لديكم (60) عربة، تحركنا ومشينا أمبرو ومنها كرنوي، المتمردون عملوا لينا كمين في حتة اسمها باسوا، وكان لديهم ديدبان طالع في الشجرة لمراقبتنا، ولكنه نام، واصلنا السير ووصلت مقدمة قواتنا إلى مؤخرة العدو وبدأ الاشتباك وأنا كنت في اجتماع مع مجموعة مناوي وممثلهم في تلك الفترة محمدين أرقوجور، والآن هو عقيد في جهاز الأمن، وبعد نهاية الاجتماع تحركت إلى القوة وشاهدت في المقدمة دخاناً ومعي 13 عربة، قلت لهم الناس ديل اشتبكوا وتحركنا للأمام وكان دخولنا في وقت متزامن مع خروج المتمردين من الخيران، واستمر الاشتباك إلى أن تحول إلى مطاردة لمسافات بعيدة تصل إلى 10 كيلومترات باعتراف المتمردين، وهم كانوا مدعومين من تشاد، وفي هذه المعركة حرقنا لهم 40 عربة واستولينا على (18) عربة، بعد ذلك رجعنا لأن الأرض مجهولة بالنسبة لنا، وفي الصباح واصلنا المطاردة ودخلنا الطينة وكريالي، ثم منطقة بير مرقي ثم عملنا لهم كميناً ليلاً، ومنعنا المواطنين من التنقل حتى لا يفيدوهم بالمعلومات عن تحركاتنا، وهاجمناهم والساعة (12) ليلاً واشتبكنا معهم وبدأت المعركة، وبرضو انتصرنا فيها وقتلنا في هذه المعركة قائدهم برتبة اللواء وترتيبه الرابع في القيادات العليا، ثم اشتبكنا معهم في قوز العرب وبرضو بحمدالله انتصرنا عليهم ثم عدنا إلى الفاشر.
* بعد كل هذه الانتصارات التي حققتموها لماذا لجأتم للاعتصام؟ – رغم أننا تلقينا إشادة من القوات المسلحة، لكني فشلت في مقابلة السيد الرئيس هذه المرة، رغم أن المحاولات دامت فترة 12 شهراً ولم نوفق في مقابلته، وبعد ذلك طلعنا معتصمين وليس متمردين. * هل فكرت حينها في الانضمام للمعارضة؟
– لا، لم أفكر في ذلك، أنا أصلاً كنت عايز أقابل الرئيس ولم أوفق هذه المرة، لذا طلعنا الخلاء معتصمين وليس معارضين، وبعد ذلك جاءنا الفريق عماد عدوي وهو زول صادق أنا أحترمه جداً، كان قائد فرقة في الفاشر، واتفقنا معه، وعدنا إلى معسكر أم القرى، وبعد 6 أشهر دخلت قوات خليل إبراهيم الخرطوم وكانت الفاشر مهددة، تحركنا بعدد (11) عربة ومائتي شخص، ووضعنا خطة لنقطع عليهم الطريق ولم نوفق لعدم الإمكانيات المحدودة للفرقة، وبعد ذلك أحضرنا أفراداً إلى الخرطوم ودربناهم وأصبحت قوة استطعنا بها أن نحرر (الكرب والعطرون وراهب والنخيل)، وحررنا الرهائن المصريين، ونلنا بذلك وسام الشجاعة في عام 2009م. * فكرة قوات الدعم السريع كيف بدأت؟ ومتى نُفذت؟ – فكرة قوات الدعم السريع قريبة من حكاية الوعد الصادق، تم الاتصال بي عبر الهاتف من الخرطوم، وقالوا لي السيد الرئيس داير يقابلك، سافرت قابلت السيد الرئيس وطرح لي الفكرة وقلت له “طوالي نحن جاهزين”، ولم أقل له الأشياء التي حدثت من قبل ولم أشترط أي شروط، وحتى في هذه المقابلة لم أطلب منه المشاركة في السلطة ولا مشاركة في أي حاجة، تناقشنا في الفكرة ومن ثم تكونت المجموعة وتجمعت القوات وخلال أسبوع شرعنا في التدريب لمدة ثلاثة شهور، ومن ثم تحركت المجموعة إلى جنوب كردفان، التي حققنا فيها انتصارات مشهودة.
=====


‫3 تعليقات

  1. شهامة عربي حفظ أمن وطنه وعزة شعبه (حميدتي)
    عندما شاهدت قناة s24 والتي قدم في إحدى برامجها (حال البلد) عن قوات الدعم السريع والتي ساهمت بشكل كبير في حفظ الأمن والسلام والاستقرار في ربوع السودان الحبيب وبالتحديد في منقطة دارفور.
    من الوهلة الأولى وعدما مشاهدة البرنامج والذي كان الحوار فيه عن قانون الدعم السريع الذي أجازه البرلمان السوداني والذي كما يدعي البعض أنه يقلل من صلاحيات هذه القوات.
    إن قوات الدعم السريع هي القوة الوحيدة التي دحرت التمرد وكسرت شوكته في دارفور ، واستطاعت تلك القوات أن تفعل أكثر من ذلك حيث لاحقت مهربي البشر حتى الحدود الليبية وساهمت بشكل كبير في تأمين الحدود مع دول الجوار.
    إن الناظر لأوضاع السودان اليوم يرى البعض من قيادات المعارضة التي تتحدث عن إخفاقات تلك القوات وتسببها في العديد من المشكلات ، وهم خلال تلك الفترات لم ينتقدوا ما تفعله الحركات المتمردة في دارفور وبعدها قوات الجبهة الثورية وما ترتكبه تلك القوات من انتهاكات بحق المواطنين والعزل.
    من خلال ما سبق من الحوار أعجبتني طريقة الرد والبرود الواضح والثقة بالنفس التي كان يتمتع بها ضيف البرنامج ، وكيف كان رده عندما يسأله المذيع عن تلك القوات ، فكان يقول وحال كل مواطن على لسانه ، فعلنا مالم تستطيع أي قوات سودانية أن تفعله ، فعلنا ما عجز عنه الآخرين وفرنا الأمن والسلام والاستقرار في ربوع السودان ، فكيف نكافئ بالسيء وعدم الترحاب ، إننا في وطن ينكر جميل من يفعل الخير ، وطن يتناسى أبناءه ما يفعله التمرد كل يوم بشعب كامل ، ويستنكروا ما وقع من خطأ من أحد أفراد قوات حمت عرين الشعب وصانت كرامته وعزته….وطن غريب!!!
    وطن لا يرد جميل من صنع ، قالها الرجل بملأ فمه لا نريد شكر من احد ، يكفينا دعوات الملايين من أبناء الشعب دعوات المصلين في المساجد ، دعوات القابعين خلف الجدران خوفاً أن تصيبهم لعنة التمرد ويتحول حالهم كحال من سبقوهم من أبناء جلدتهم (الموت للجلابة).
    هذه المقولة السابقة والتي ترددها الحركات المسلحة والتي تناست أن الجلابة هم من أبناء هذا الشعب ، منهم من ضحى الكثير بأرواحه فداء لهذا الوطن ، استطاعوا من خلال ما فعله أن يكتسبوا مكانة لدى الشعب السودان ، فبطولات الجلابة موجود ومشهود لها (الملك نمر ، الإمام المهدي، عثمان دقنه ، عبدالله التعايشي) وغيرهم لم تسعني الذاكرة بذكرهم.
    لله درك يا حميدتي ، كم تسعدني رؤيتك وانت في أسمى معاني الفخر والاعتزاز بوطنك ، وطن نسي جميل ما صنعت.
    أخوكم
    عبدالمنعم محمد صالح

  2. والله بقينا ماعارفين الحاصل شنو قايتو الزول ده كان فيهو خير ربنا يوفقوا ويدينا خيروا واكان فيهو شر ربنا يبعدو مننا .. امين