مقالات متنوعة

هاني رحمة : الوالي الغالي


.خمسة عشر عاما بالتمام والكمال انقضت علي الرحيل المر, ففي نهار الخامس عشر من مايو من العام 2001 نعي الناعي رحيل أسطورة كرة القدم السودانية والهلال والي الدين محمد عبد الله اللاعب الخلوق والمهاجم القناص بعد ان دخل المستشفي ماشيا علي رجليه فقط لانتزاع المسامير من قدمه التي كانت قد وضعت فيها جراء إصابة قديمة .
. والي الدين أو الوالي الغالي الذي لم تمل جماهير الهلال ترديد اسمه وتهتف له بالهتاف المحبب (الوالي الغالي طوالي توالي ) , مرت السنوات الخمسة عشرة مرة علي فراق معشوق الجماهير الأول وصاحب الشعبية الكبيرة ,والي الدين المثل الحقيقي للاعب المتفاني في حب الشعار وخدمة الهلال العظيم والغيرة والوالي الغالي يتحامل علي نفسه ويصر علي مواصلة وإكمال تلك المباراة الشهيرة التي أصيب فيها وزرف الدموع عند استبداله , ولن تنسي جماهير الهلال وعشاقه تلك المباراة بأدق تفاصيلها كما لم تنسي أيضا تلك الأهداف التي اسعد بها الوالي الغالي الملاين من شعب الهلال مثل مباراة الهلال السعودي والترجي التونسي والمريخ .
. والي الدين محمد عبد الله الذي ولد بمدينة الحوش بولاية الجزيرة في العام 1974 , كان هذا اليوم بداية لصنع التاريخ والمجد والشهرة والإمتاع للجماهير الهلالية , بدا والي الدين حياته الرياضية ومسيرته العامرة والزاخرة بكل ما هو جميل بروابط الناشئين بمكان ميلاده ومنها إلي النيل سنار ثم النيل ود مدني ذلكم الفريق العريق صاحب التاريخ التليد الذي لفت من خلال مشاركاته معه الأنظار إليه وتحدثت المدينة بأكملها عن موهبة كبيرة وإبداع لا متناهي بعد أربعة مباريات فقط تهافتت عليه الأندية الكبيرة لينتقل في الموسم التالي إلي فريق النجوم القضارف الذي لم يلعب له كثيرة نسبة لمعاناته مع الإصابة حيث ان اللاعب يتم ترصده نسبة لموهبته الكبيرة وإمكانياته العالية.
.وفي العام 1993 اطل فجر جديد من الإمتاع الكروي علي سموات الهلال العظيم عند التوقيع له ليدخل الوالي الغالي قلوب جماهير الهلال وأصبح معشوقها الأول وفي فترة وجيزة جدا مع الهلال ممتعا ومقنعا في كل الملاعب العربية والإفريقية داخل وخارج السودان عربيا وإفريقيا .
.في العام 1998 تم شطبه من كشوفات النادي لأسباب غير فنية ليعود سريعا إلي عشاقه ومعشوقه في العام 1999, وفي العام 2000 انتقل معارا إلي صفوف فريق قطر القطري لفترة احترافية قصير لكم تدم أكثر من 4 أشهر لعب خلالها سبع مباريات ليعود في نفس العام إلي بيته وعشقه ومحبيه , وبعد عودته تعرض للعديد من الإصابات مما اثر علي مسيرته العامرة بالإبداع داخل وخارج المستطيل الأخضر حيث اشتهر بالأخلاق العالية والتواضع الجم رغم شهرته التي ضربت الأفاق .
. ومع شروق يوم 12 مايو من العام 2001 دخل والي الدين ماشيا علي رجليه إلي المستشفي لنزع المسامير التي وضعت في قدمه جراء إصابة قديمة ونتيجة لجرعات التخدير الزائدة وفي صبيحة اليوم المشئوم 15 مايو سلم روحة الطاهرة إلي بارئها ليعم الحزن جميع أرجاء الوطن ويبكيه السودان كما لم يبكي من قبل .
. ألا رحم الله الوالي الغالي وادخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ونسال الله العلي العظيم رب العرش الكريم ان يجعل قبره روضا من رياض الجنة . .نعم رحل الوالي وتألم الجميع علي فراقه وذكراه لم تبارح خيال كل الأهلة وحتى كل الرياضيين في السودان , يجب ان لا تمر ذكري رحيل الوالي مرور الكرام وان تمر فقط بذكر محاسنه وإبداعاته التي نثرها في سموات الكرة السودانية لابد ان نقابل الوفاء بالوفاء للاعب أعطي وافني زهرة شبابه بالهلال فيجب ان تجد أسرته الاهتمام الذي يتناسب وما قدمه والي الدين فنادي الهلال العظيم ليس ناديا للعب كرة القدم فقط وإنما هو نادي القيم والأخلاق والموروثات والوفاء إلي كل من أجزل العطاء, لذا يجب علي مجلس الكاردينال ان يولي أسرة الراحل الاهتمام اللازم والوقوف علي أحوالها وتزيل كل الصعاب التي تواجهها.