تحقيقات وتقارير

ضحكات القيادات .. تفسيرات مختلفة


ضجت مواقع (التواصل الاجتماعي) ، بصورتين نادرتين ، للرئيس عمر البشير وهو يتقاسم الضحكات مع نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما في حفل تنصيب الزعيم اليوغندي يوري موسفيني .. الصورتان التقطهما باحترافية عالية مصور وكالة (رويترز) ، وقد حظيتا بانتشار غير مسبوق ، وتفاوتت التفسيرات بشأنهما ، لكن مما لا شك أن وصول البشير لكمبالا بعد قطيعة نحو عقد من الزمان كان حدثاً في حد ذاته.
لكن اللافت أن الضحكات كانت فوق المعدل، ولعل ذلك ما حفز المصور البارع للتقاط الصور للبشير وزوما. ومرد ذلك إلى العلاقة الوثيقة بين الرئيسين, ولذلك ينطبق عليهما في هذة الحالة أحد التفاسير عن الضحك بأنة (يُعد تعبيراً عن التعاطف والتفاهم المتبادل بين البشر، وهو احدى وسائل التواصل البشري على مدى التاريخ).

اختلاف المناسبة:
المعروف عن البشير أنه شخصية بسيطة ، وقلما تفارق الابتسامة وجهه ، كما أنه يلاحظ عند احتفائه بضيوفه ، أو مستقبليه ، يصافحهم ويذكر من يعرفهم بأسمائهم مع نصف ضحكة, وشخصية الرئيس القائمة على التعامل بأريحية ، تجعله شخصية ضاحكة وباسمة. فضلاً عن ذلك أن يشيع جو من الأريحية ، فيما حوله – ولذلك تحس في أحايين كثيرة أنه مثله وأي عمر البشير من غمار الناس – علاوة على ذلك أن البشير صاحب طرفه كما يقول مقربون منه ولذلك تنفجر أساريره وتعلو وجهه الضحكة ، وكان قد مازح رئيس سلطة دارفور د. التجاني سيسي في زيارتهما لنيالا عندما هتفت جماهير جنوب دارفور (ولايات ولايات) ، ومعلوم أن سيسي كان مؤيداً لخيار الإقليم في الاستفتاء فضحك الرئيس وقال له يا (دمنقاوي حقك راح).

الضحكة الشهيرة:
أما زعيم الإسلاميين الراحل د. حسن الترابي فكان صاحب ضحكة ذائعة الصيت ، وكانت تختلف التفاسير حولها رغم انها ضحكة قصيرة جداً ، تسبقها ابتسامة يصعب تفسيرها ، وكثيراً ماكانت ضحكات الترابي تغيظ خصومه في المعارضة عندما كان في الحكم والعكس كذلك ، كونها أقرب ماتكون لضحكة السخرية من ضحكة في حالة مرح.
الذي جعل ضحكات الترابي معروفة ، كأنما تشعر معها في بعض الأحيان أنها مصطنعه وغير ناتجة لرد فعل طبيعي للإنسان السليم على المواقف المضحكة التي تستدعي وجود ضحكة عفوية.
وما جعل ضحكات الترابي راسخة في الأذهان أن الشيخ يتبعها بشكل غير إرادي أو متعمد – بحركات من يديه – ومهما يكن من أمر فإن الترابي ظل في كل الأحوال مثيراً للجدل ضاحكاً أو حتى مُكشراً.

سحر جون قرنق:
لكن الصورة التي جمعت النائب الأول السابق للرئيس علي عثمان محمد طه ، مع الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق عقب نيفاشا ، أخذت رواجاً منقطع النظير وقتها ، وسر ذلك أن الضحكة عصية الارتسام على وجه طه ، الذي يشعرك وكأنما لا مساحة لديه لـ (الضحك) ، رغم أن الضحك من أشكال التعبير الصريح عن التسلية والمرح والملمح العام أن طه يسعى جاهداً أن يرسم صورة لنفسه فيها كثير من الصرامة ، أقرب ماتكون للهروب من الضحك .. تبادل الضحكات بين طه وقرنق كانت موفورة بشكل كبير جعل صورتهما تنتشر وبشكل كثيف.
وجون قرنق فيه سخرية معهودة ، وهو شخصية ضاحكة ، وقد كان يعلق من شهدوا المفاوضات أنهم كانوا يرون طه يضحك بصورة غير مألوفه فيه.
ضحكة غريبة:
ضحكة والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين تحظى بتعليقات المجالس ، وسبب ذلك أنها مجهولة ، لأنه في بعض الأحايين لا تعرف أن كان الرجل يضحك أم لا رغم أن الشكل الظاهر أن الحالة التي تغطي وجه حسين هي حالة ضحك.
قبل سنوات رافقت وفداً طلابياً سجل زيارة لزعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني ، تفاجأت أن الميرغني كثير الضحك وبصوت عالٍ ، وضحكاته أقرب للسخرية ، بينما يكاد لا يذكر موقف ظهر فيه المهدي ضاحكاً ولكنه معروف عنه أن يجعل الطرف الثاني يضحك مثل وزير الخارجية إبراهيم غندور الذي يجعلك غصباً عنك تضحك بينما يقابل ضحك بإبتسامه عريضة فيما الإبتسامة و الضحكات تكاد لا تفارق الوزير السابق د. المتعافي.

تفسيرات علماء النفس:
يرى علماء النفس في كثير من المواقع على الشبكة العنكبوتية ان الضحك يكشف جوانب من شخصية الإنسان، وحتى شؤون تتعلق بحياته الخاصة،
الضحكة الخافتة:
لا نكاد نشعر بأصحاب هذه الضحكة إن ضحكوا, وإن لم يضحكوا لن ينتبه أحد لأنهم إنطوائيون لا يحبون لفت الأنظار أو شديدو اللباقة الاجتماعية والتكتم الشخصي أيضاً.

الضحكة الطويلة المتواصلة:
إنهم أشخاص أقوياء جريئون بشكل عام لديهم رغبة في إظهار قوة شخصياتهم, معظمهم غير راضون عن حياتهم، وضحكتهم الطويلة تكون على الأغلب ضحكاً متستراً خفياً على أنفسهم.

الضحكة القصيرة المبتورة:
أصحابها يتسمون بالعصبية حتى وإن كانت غير ظاهرة، لا يحبون التعبير عن مشاعرهم وليس من السهل إثارتهم ولفت انتباههم.
الضحكة الأنفجارية: تظهر الضحكة فجأة وبصوت ملفت للنظر ومن دون مقدمات، يميل صاحبها إلى الأمام منحنياً على بطنه ولا يتردد في استخدام جسده بالكامل في هذه الضحكة.
الضحكة العالية الرنانة: الشخصية التي تقف وراء هذه الضحكة هي شخصية عفوية تحب التعبير عن نفسها وإن يراها البشر وهي تمرح ليس لديها ما تخفيه وتتسم بقوة الشخصية والرغبة في مشاركة الآخرين مشاعرهم، وهي شخصية اجتماعية منفتحة.

الضحك علاج
ومضي الطب في اتجاه استخدام الضحك كوسيلة علاجية عبر إفراز هرمون وتقوية المناعة بعد عدة نوبات من الضحك تزداد نسبة خلايا الدم البيضاء في الدم.. يساعد الضحك على تقوية عضلات الوجه والبطن والدورة الدموية في القلب مما يؤدي إلى رفع ضغط الدم وزيادة نسبة الأكسجين في الدم.

تقرير:أسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة