تحقيقات وتقارير

الخرطوم وجوبا تجددان تبادل الاتهامات


أثارت الاتهامات المتبادلة مؤخرا بين الخرطوم وجوبا تساؤلات متابعين عن انعكاساتها على العلاقة الهشة بين البلدين، لافتين إلى ما يعتقدون أنها أياد خارجية ظلت تعبث بتلك العلاقة.

تجددت الاتهامات بين السودان ودولة جنوب السودان بشأن إيواء ودعم المتمردينفي كلتا الدولتين، رغم الإعلان المتكرر عن توصلهما إلى كثير من التفاهمات حول القضايا العالقة بينهما منذ الانفصال عام 2011.

فقد رد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور على اتهامات جوبا بمثلها، وقال إنها ما تزال مستمرة في دعم الحركات المسلحة السودانية “حتى اليوم”، مشيرا إلى أنها لم تنفذ من الاتفاقيات المبرمة بين البلدين إلا تلك التي تخدم أغراضها.

واشترط غندور لفتح الحدود بين الدولتين وقف حكومة جنوب السودان دعمها للحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

وتأتي الاتهامات السودانية لجوبا بعد أيام من أنباء عن ظهور تمرد جديد في ولاية الوحدة الجنوب سودانية القريبة من الحدود مع السودان، وفي وقت تشهد فيه ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان السودانيتين مواجهات عسكرية.

أطراف خارجية
وقد أثارت الاتهامات المتبادلة الجديدة تساؤلات متابعين عن انعكاساتها على العلاقة الهشة بين البلدين، لافتين إلى ما يعتقدون أنها أياد خارجية ظلت تعبث بتلك العلاقة.

وكانت وسائل إعلام جنوبية نقلت الأسبوع الماضي أن مسؤولين جنوبيين أشاروا إلى عدم توقف الخرطوم عن دعم كل ما يهدد استقرار الدولة الأفريقية الأحدث.

وحذر محللون من إمكانية وقوع أزمة جديدة بين البلدين، خصوصا مع تصعيد الخرطوم لهجتها تجاه جوبا، واتهامها صراحة بعدم الرغبة في معالجة الملفات العالقة بينهما.

وبحسب الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا جاد كريم عبد القادر فإن العلاقات بين البلدين مستهدفة من قبل أطراف خارجية لا تريد للبلدين الاستقرار، ولا أن يلتفتا إلى القضايا المشتركة والمصالح الكبيرة الكامنة في تطوير الجوار وتسخير التاريخ المشترك في خدمة شعبيهما.

وتوقع عبد القادر استمرار التوتر في العلاقة بسبب تلك الأهداف التي تعمل على تحقيقها أطراف خارجية، “لأنه بدون تدخل تلك الأطراف كان البلدان سيتوصلان إلى تفاهمات في القضايا العالقة، وهي ليست معقدة على الإطلاق ولا تبرر هذا التوتر المستمر”.

ورأى في تعليقه للجزيرة نت أن للاتهامات السودانية ما يبررها “لأن الحكومة في الخرطوم تتعامل مع ملف جنوب السودان باهتمام وعدم تسرع”.

مصالح مشتركة
ويدعم ذلك الرأي أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية أسامة بابكر الذي يعتقد أن تورط حكومة جوبا في دعم المتمردين لا يخفى على أحد ولا تنكره جوبا “لأن إنكاره غير مقبول”، معتبرا أن موقف الخرطوم “محاولة لحث جوبا على عدم الانخراط في الأمر ومراعاة الجوار والمصالح المشتركة”.

وعبر بابكر عن اعتقاده بأن اللغة التي تحدثت بها الخرطوم في هذه المرحلة لغة تذكّر بخطورة ما يمكن أن تجره تلك التصرفات، مشيرا إلى أن جوبا بحاجة الآن إلى التعامل مع ما خلفته الحرب الداخلية، وإلى عون السودان لأجل تجاوز المرحلة السابقة.

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن لكلا الطرفين ما يدفعه للوم الآخر على مواقفه تجاه المتمردين في كلا البلدين، مشيرا إلى أن الجميع يسعى لتحقيق هدف طرد متمردي الآخر من بلده.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
موقع الجزيرة