منوعات

الأطفال على مواقع التواصل خصوصية منتهكة


أثار مقطع فيديو »نجمة الأسبوع« الذي تم تداوله أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً، لاسيما وأن بطلته طالبة تبكي لعدم اختيارها نجمة الأسبوع في المدرسة، ولكن والدها جعل منها ومن نفسه »فُرجة الأسبوع«، بعد أن قدم نموذجاً سيئاً عن الأبوة، حيث بدأ باستفزازها وإثارة غضبها بأسلوب ساخر يخلو من المسؤولية، كما استخدم ألفاظاً مهينة بدلاً من مواساتها وتشجيعها.

مقطع الفيديو يجدد التساؤل حول ما إذا كانت سلطة الأهالي على أطفالهم تبرر لهم انتهاك خصوصيتهم أو استغلالهم لتحقيق مصالح تجارية، كما يضع المقطع علامات استفهام عديدة حول مدى وعي الأهالي بكيفية ظهور أطفالهم على مواقع التواصل، والحدود التي يجب التوقف عندها وعدم تجاوزها.

كارثة إنسانية

أكدت د. رسل النعيمي، مدربة في تطوير الذات، أن مقطع فيديو »نجمة الأسبوع« عبارة عن كارثة إنسانية بكل المقاييس، وقالت: لم يعد هناك احترام لخصوصية الطفل، حيث يستغل بعض الأهالي سلطتهم على صغارهم في تلميع حضورهم على مواقع التواصل، حتى لو كان ذلك على حساب إيذاء نفسية أطفالهم أو هدم ثقتهم بأنفسهم عبر جعلهم مادة لسخرية الآخرين.

وتابعت: للأسف أصبح المحتوى السطحي عديم القيمة أقصر الطرق إلى الشهرة والنجومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتهافت الشركات الإعلانية على الأشخاص الأكثر متابعة والأوفر حظاً بـ»اللايكات« دون النظر إلى نوعية المحتوى الذي يقدمونه.

حسن نية

على صعيد آخر قالت د. نورا المرزوقي، مدرب محترف معتمد في التنمية البشرية: تكمن خطورة الإعلام الرقمي في سرعة تبادل المعلومات، لذا يجب توخي الحذر أثناء مشاركة المقربين مقاطع الفيديو الخاصة، والوعي بإمكانية تسربها من هواتفهم دون قصد الإيذاء وفقط على سبيل الدعابة لا أكثر، ولكن حسن نيتهم قد يسلط الرأي العام ويكون البداية لسن قوانين جديدة.

وأضافت: الطفل ليس صاحب قرار، ولا يجوز اختراق خصوصيته تحت أي ظرف، كما إن جعله محط أنظار الناس على مواقع التواصل منذ نعومة أظفاره يؤثر سلباً على شخصيته عندما يكبر.

مصلحة الطفل

ومن جانبها أوضحت الباحثة والمدربة القانونية إهداء سيد، أنه وفقاً لقانون حقوق الطفل »وديمة«، وذلك ضمن حق الطفل في الحياة والبقاء، فإنه يجب حماية الأطفال من كل مظاهر الإهمال والانتهاك والاستغلال وسوء المعاملة ومن أي عنف بدني ونفسي، كما يجب أن تكون مصلحة الطفل مقدمة على أية مصلحة أو احتياجات أخرى.

كما أشارت إلى أن انعدام الوعي بالقيم التربوية والأخلاقية لدى شريحة كبيرة من الأهالي، حوّل الأطفال إلى سلع تجارية وقالت: توثيق محطات معينة في حياة الأطفال سواء عبر الصور أو مقاطع الفيديو ليس خطأ، ولكن اتخاذ القرار بنشرها من قبل الأب أو الأم أو حتى الأشقاء يحتاج إلى تأنٍّ كبير، وإن لم يكن مقطع الفيديو يقدم الطفل على أنه مثال يُحتذى به، فمن غير الأخلاقي تشاركه مع الآخرين.

قيم

نوهت الباحثة والمدربة القانونية إهداء سيد بضرورة نشر حقوق الطفل على نطاق أوسع، وإشراكه في مجالات الحياة المجتمعية وفقاً لسنه ودرجة نضجه، وقالت: يستغل بعض مشاهير »السوشال ميديا« أطفالهم لخدمة مصالحهم الخاصة..

وذلك عبر نشر صور ومقاطع فيديو تبرز صغارهم بشكل دعائي للترويج لماركات معينة، أما البعض الآخر من المشاهير فيضعون صور أطفالهم على حساباتهم التجارية بين فترة وأخرى لمنحها صبغة اجتماعية.

البيان