عالمية

هل تنجح مبادرة السيسي بإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي؟


أحيت مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الآمال مجددًا، بشأن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى توحد الفصائل الفلسطينية خلف قيادة واحدة، فضلاً عن إمكانية أن تساعد تصريحات السيسي في الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل.

جديّة أم خداع إسرائيلي؟

ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بمبادرة الرئيس المصري، لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، يطرح العديد من التساؤلات، حول إذا ما كانت تصريحات الأول “نوعا جديدا من الخداع السياسي”، الذي تمارسه إسرائيل على مر العقود الماضية، إضافة إلى إمكانية نجاح الفلسطينيين في التوحد خلف قيادة واحدة، حتى يتمكنوا من وضع رؤية مشتركة للتعامل مع المبادرة المصرية الجديدة.

وقال مدحت شريف، الخبير في سياسيات الأمن القومي لـ إرم نيوز، إن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمثابة نصيحة لطرفي الأزمة بالإسراع في إجراءات إقامة الدولتين جنبًا إلى جنب، بحسب ما اتفقت عليه البلدان العربية، مشيرًا إلى أن تنفيذ المبادرة ونجاحها، يكمن في مدى عزيمة الطرفين للتوصل لاتفاق ينهي الصراع العربي الإسرائيلي، بإقامة الدولة الفلسطينية على قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس، مشددًا على أهمية وجود رؤية مشتركة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، حول مبادرة الرئيس المصري.

الوحدة الفلسطينية أولاً

وقال اللواء عبد المنعم سعيد، الرئيس الأسبق لغرفة عمليات القوات المسلحة المصرية، لـ إرم نيوز، إن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي “جيدة”، وجاءت في توقيت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى مثل هذه الأطروحات، مشيرًا إلى أن فلسطين تعيش أجواءً صعبة منذ العام 1967، وآن الأوان لأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المسلوبة من قبل إسرائيل.

وطلب سعيد من الفلسطينيين، أن يوحدوا صفوفهم خلف قيادة واحدة، بدلا من وجود سلطتين متنازعتين في كل من غزة والضفة الغربية، وأن يعملوا على عبور تلك المرحلة الصعبة، وأن يستغلوا تلك المبادرة للفوز باستعادة دولتهم وأراضيهم، والحصول على كافة حقوقهم التي أقرها المجتمع الدولي ممثلاً في منظمة الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس الأسبق لغرفة عمليات القوات المسلحة بمصر، أن إسرائيل تستغل حالة الانقسام الفلسطيني لخدمة مصالحها، وتحقيق أطماعها في بناء مزيد من المستوطنات على الأرض الفلسطينية.

ووصف الإشادة الإسرائيلية بمبادرة السيسي بأنها قد تكون نوعًا من الخداع السياسي.

وقال إن الرئيس السيسي لا يملك عصا سحرية لفرض مبادرته، دون موافقة الطرفين عليها، وتوحد الفصائل الفلسطينية خلف قيادة واحدة، تحقق لهم حلم الدولة المستقلة كاملة السيادة.

إسرائيل تدرس المبادرة

وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأربعاء، أن إسرائيل تدرس مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي دعا فيها الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، لعقد اتفاقية سلام، مضيفة أن تل أبيب تبحث حاليًا إرسال وفد إلى القاهرة لمناقشة المبادرة.

من جانبها، ثمنت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم المبادرات المطروحة في هذا الشأن.

وأكد بيان اللجنة الذي حصلت إرم نيوز على نسخة منه، اليوم الأربعاء، أن القضية الفلسطينية تحتل قمة أولويات السياسة الخارجية المصرية، وأن الاصطفاف الفلسطيني أمر هام.

وأشار البيان إلى أن القضية الفلسطينية، تعاني من تراجع الاهتمام الدولي خاصة بعد ثورات الربيع العربي.

ولفت البيان، إلى ضرورة استغلال الجانب الإسرائيلي لتلك الفرصة.

وطالب المجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، بالاضطلاع بمسؤولياته لدعم العملية السلمية.

وأوضح، أن المبادرة الفرنسية والعربية، قد تشكلان إطارًا جيدًا لمقاربة هذا اﻷمر، مضيفًا أن القمة العربية القادمة مطالبة بتبني موقف عربي موحد، اعتمادًا على اصطفاف فلسطيني حقيقي.

زيارة مرتقبة

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد كشفت عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس المعارضة الإسرائيلية زعيم حزب “العمل” يتسحاق هيرتسوج، إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمناقشة مبادرته، في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية بينهما.

ونقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، مساء اليوم، عن مصادر سياسية رفيعة المستوى، أن مصدرًا سياسيًا رفيع المستوى سيتوجه إلى القاهرة، خلال الأيام القليلة المقبلة، للوقوف أكثر على مبادرة السيسي، وللتمهيد لزيارة نتنياهو وهيرتسوج.

ووصفت الصحيفة العبرية، خطاب الرئيس السيسي بـ”الرائع” الذي دعا فيه إسرائيل إلى استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن هذه الدعوة قد تشجع هيرتسوج للانضمام إلى الائتلاف الحكومي للمشاركة في المفاوضات السياسية حول عملية السلام.

واعتبرت دعوة السيسي لعقد مفاوضات سلام وتوقيع اتفاقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فرصة سياسية نادرة للغاية، لكل من نتنياهو وهيرتسوج لتكوين حكومة وحدة وطنية معًا.

وحدة إسرائيلية

وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان له بدعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والذي جاء فيه: “نرحب بنداء الرئيس المصري للإسرائيليين، والفلسطينيين للتقدم في مسألة السلام”.

يأتي هذا فيما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، عن مصادر في حزب العمل والليكود الإسرائيليين، أن “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يمكن أن يساعد في الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل”.

إرم نيوز