حسين خوجلي

بطاقات ملونة في مسرح الأفكار…!!


قال لى أحد الأصدقاء لماذا يستبشر الناس بالكلام، ويبتئس الناس لبعضه بكل هذا العمق والاندفاع؟ قلت له: لأن الكلام جزء أصيل من ثقافة الشرقيين، وهو واقع يشبه العمل ويزيد، وهذا بعض السر الذي جعل الكثيرين يهتمون بحوار النخبة والمثقفاتية حول التعددية والحزبية والحريات، هو نمط من الجدل فرح البعض به وتشاءم البعض. وإن بقي التفسير ونهاية الغزوة وماذا سيعمل أمير المؤمنين، فقد قال الشاهد (إن المنصور بن أبي عامر الأندلسي إذا قصد غزوة عقد لواءه بجامع قرطبة ولم يسر إلى غزوة إلا من الجامع. وفي إحدى غزواته توجه بعقد اللواء، فاجتمع عنده الخاصة والقضاء والعلماء والأدباء وأهل الحل والعقد ونخبة الدولة، فرفع حامل اللواء لواءه فصادف ثريا من قناديل الجامع، فانكسرت على اللواء وتبدد الزيت فتطير الحاضرون من ذلك وتغير وجه المنصور وكاد أن يتراجع متطيراً، فقال رجل: أبشر يا أمير المؤمنين بغزوة هينةٍ وغنيمة سارة فقد بلغت أعلامك الثريا وسقاك الله من شجرة مباركة، فاستحسن المنصور ذلك واستبشر به فكانت الغزوة من أبرك الغزوات) فمن يا ترى يستهل الحديث عن التعددية ببشارة مباركة؟.
< سوف تخصص «ألوان» باباً للأفكار التي بدأت صغيرة ثم كبرت ونجحت وأصبحت مثلاً يحتذى .. إننا نبحث عن مزرعة نموذجية ومزارع نموذجي .. نبحث عن تجربة بنك خرج للناس فأفادهم وصار استثمارهم مثالاً للآخرين.. إننا نبحث عن مثال لأسرة منتجة ومصنع منتج ومشروع كانت كل مدخلاته من أرضنا وبيئتنا.. إننا نبحث عن رجل أعمال بحث وأنشأ وصنع وصدر وعاد للبلاد بالخبرة والعملة الصعبة.. إننا في «ألوان» نبحث عن إنجازات سودانية سمراء طولها 6 أقدام و5 بوصات وعيونها عسلية!! < هل يعلم وزير الثقافة أن الخرطوم التي كانت تقرأ أصبحت تنظر للكتاب شذراً لأنه أصبح من كماليات الكماليات .. نحن نطالب بدعم الكتاب حتي يستطيع القادرون بعد الإطلاع، أن يدفنوا حفر البعوض ويتعلموا في أية مراحل التطور يمكن أن تُحارب أنثى الأنوفليس. إن أمة لا تقرأ بشراهة لن تستطيع أن تحقق الحد من الحلم والتطلع ناهيك عن العمل. < المجئ للعمل في «بعض» المصالح الحكومية من أجل «البوش» والثرثرة وقتل الوقت وحل الكلمات المتقاطعة وانتظار الراتب.. ماذا لو قامت الحكومة بتسليم «الفصل الاول» للعاملين في تلك المصالح تسليم مفتاح، حتى لا يغادر الكرام بيوتهم فيسببون أزمة في المواصلات والاتصال والتواصل. < أنظر لصحف الخرطوم هذه الايام، فلن تجد أبداً شيئاً غير مزادات الجرس لبيع الأبقار، ولحالات الطلاق بسبب العسر وبسبب الهجرة وبسبب بعض الزواج الجماعي الذي خططنا ليزهر الريف ويزهر في الريف والمزارع الجماعية وقرى الحماية على الثغور.. ولكنه للأسف تم تنفيذه في الأطراف، فأنجب أطفالاً وأسراً رأسها إلى الأرض وأرجلها في السماء لم تر حتى الآن رغم الحيشان العشوائية لا الأنجم الزهر ولا القمر الطليق ولا وسامة السافنا.. < نحن بصراحة شعب يكره بلا حدود إذا كره.. دون أن ندبر أي مساحة للمصالح أو النصائح، وإذا أحببنا أحببنا بلا حدود، ونحن نقرأ ليل نهار، وإن من الحب ما قتل.. نفعل مثل هذا الحب باهظ التكاليف مع إننا من أكثر الشعوب العربية والإسلامية، بل أكثر من إيران نفسها حبّاً للإمام علي كرم الله وجهه. هذا الحب الذي لم يمنحنا حق التدبير لمقولته الشهيرة: أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما.. وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما ، فلعل أحباب اليوم يصبحون أعداء الغد..