صلاح الدين عووضة

وحدة مع مصر !!


*وطبعاً سيأتون (جارين جرياً) أحبابنا المناضلون..
*سيجذبهم عنواننا هذا مثلما تجذب رائحة الدم الذئاب والأسود والضباع..
*وبالذات الذين يصمونا بالهوى المصري منهم..
*وسبب كراهية بعضهم لنا كرههم للصدع بالحقيقة..
*يعني مطلوب منا أن نبشر بثورة لا وجود لها على أرض الواقع..
*فإن لم نفعل فنحن عملاء ومأجورون وانتهازيون ..
*وهذه عينة فقط من قائمة الشتائم التي يجيدها المناضلون من وراء (سواتر) حواسيبهم..
*أما سبب كراهية البعض الآخر فهي أشد إثارة للحيرة..
*وما ذاك إلا لأني أعرفهم بسيماهم وأسمائهم ووجوههم (الأولى)..
*ثم تتكشف لي حقيقة وجوههم (الثانية) عند المحكات..
*وعدو سافر خير من صديق ذي وجهين..
*وهذه أحد أسباب بقاء الإنقاذ فينا لما يقرب من الثلاثين عاماً..
*فالمعارضون يتنازعون على (زجاجات السمن) لحد كسرها واحدة تلو الأخرى..
*نعود لموضوع الوحدة مع مصر ونقول إن نبرة (الفرعونية) ارتفعت ثانيةً هناك..
*أو بالأحرى ارتفعت للمرة الرابعة بعد الثالثة التي أعقبت (كامب ديفيد)..
*فقد كان دعاة الثالثة هذه يرون أن الانتماء العروبي (ميشرفش)..
*وإنما الذي يشرف المصريين هو أن يُقال إنها فراعنة و(بس)..
*وذلك عوضاً عن (جهل) بعض العرب (عليهم)..
*وخلال زيارتي الأخيرة لمصر سمعت همهمات ضجر من العرب..
*همهمات لم أدر سببها بالضبط وإن ذهبت ظنوني صوب الإسلاميين..
*وتحديداً صوب قطر وحماس والسودان..
*وإن صدقت ظنوني هذه فمن الغريب- بالنسبة لي على الأقل-أن تشملنا نحن..
*فهل السودان دولة عربية أصلاً حتى يدرجها المصريون مع العرب؟..
*بل نحن (أساس) الحضارة الفرعونية التي انطلقت من بلادنا تجاههم..
*وفوق ذلك فإن دواعي (فرز العيشة) أشد عندنا منهم..
*والآن استحالت الهمهمات هذه صراخاً مكتوماً طرق آذان بعض مثقفي العرب فانزعجوا..
*ومن الذين انزعجوا هؤلاء الصحافي سمير عطا الله فكتب زاويته بمداد دمع البارحة..
*ولا أدري إن كان سيفعل الشيء ذاته لو أننا حذونا حذو المصريين أم لا..
*ولكن الأرجح عندي أنه لن يفعل بما أنه من قوم رفضوا عروبتنا قديماً..
*وإذ يصطرع شعبا وادي النيل على حلايب هذه الأيام فالنظرة عندي أبعد مدى..
*فالسودان ومصر كلتاهما تنتميان إلى حضارة فرعونية واحدة..
*ولكن بلادنا هي أصل الحضارة هذه فضلاً عن تمددها شمالاً (حكماً)..
*تمدد سلطوي (ذاتي) لم تحظ مصر بمثله إلا وهي نفسها تحت حكم (الآخر)..
*فإن ارتضى الشعبان وحدة على هذا الأساس فلا أرى بأساً في ذلك..
*ونجهل معاً فوق (جهل الجاهلينا!!!).