عمر الشريف

الإنقاذ لم تكذب علينا !


شعارات الإنقاذ منذ البيان الأول حتى أمس كلها من أجل رفاهية المواطن وحماية الوطن وحفظ وتطوير مكتسباته ونصر الأمة الاسلامية تلك هى الشعارات والبيانات التى سمعناها من أول يوم على وسائل البث المرىء والمسموع والمطبوع وفى الإحتفالات والمناسبات المباشرة وهى لم تكذب علينا يوما بدليل إستمرارها أكثر من ربع قرن ورضاء الجميع عنها بالصبر أوالصمت او التصفيق أو الهجرة . تلك هى الإنقاذ وهذا هو الشعب السودانى الصبور .

وعدتنا الإنقاذ بالفتح المبين والنصر الكبير والدعوة الى الله فى أرضه الواسعة والتمسك بالحبل المتين . وعدتنا الإنقاذ بأن نعتمد على أنفسنا ونأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع . وعدتنا بأن يعيش المواطن فى رفاهية ويأكل الأيس كريم فى عز الصيف ويركب لاندكروزر لتقريب المسافات البعيدة وعدتنا الإنقاذ بأن لا نركع للأمريكان ولا نزل ولا نهان وعدتنا الإنقاذ لا علوا على الدين ثم الوطن وأن نموت من أجل تراب هذا الوطن وعدتنا الإنقاذ بأن نصبح ضمن الدول المصدرة للبترول ونكون مصدر غذاء العالم وتصبح بلادنا جنة الله فى الدنيا وأن نصدر الكهرباء لدول الجوار ، ونصبح من الدول الكبرى إقتصاديا وسياسيا وتعم التنمية والتعليم والصحة كل أرجاء الوطن . وعدتنا الإنقاذ بتطبيق شرع الله على الجميع وأن تفعل كما قال صل الله عليه وسلم : لو سرقت فاطمة بنت محمد ( صل الله عليه وسلم ) لقطعت يدها أو كما قال عليه الصلاة والسلام ( وحاشا لله أن تسرف فاطمة بنت رسول الله وحاشا أن يسرق كل من خاف الله ) . تلك هى وعود الإنقاذ .

لا نريد أن نتحدث عن تلك الانجازات والوعود بالتفصيل لان كل سودانى وغير سودانى له علاقة بالشأن السودانى يعرف تلك الوعود وما وصلت اليه . لكن اسمحوا لى بالحديث عن أهم من تلك الوعود وعن ما يحقق تلك الوعود وهو الأخلاق والدين . أين وصل الشعب السودانى فى عهد الإنقاذ . الأخلاق ليست قمع ونهب وسب وشتم وغناء وجفاء وتدمير وتكسير وموضة . والدين ليس دخول المساجد وتطويل اللحية ولا لبس افخر الثياب وحفظ الآيات للإلقاءها فى التجمعات والاجتماعات .

الأخلاق هى أخلاق معلم البشرية وشفيعها ، الأخلاق هى القرآن والسنة ، الآخلاق هى مخافة الله ، و حب أخيك كما تحب نفسك , الأخلاق هى العمل لله لا للسلطة والجاه ، الأخلاق هى العدالة والتراحم والتعاون ، الأخلاق هى الأمر بالمعروف والنصح . الأخلاق هى التى تدخل الجنة وهى التى تقدم الشعوب وهى الإستقرار والأمان . والدين هو شرع الله الواضح وسنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام وما كان عليه السلف الصالح وليس هو آيات تتلى وأحاديث تذكر وقصص صحابة تروى وليس دقون تطال ولا تردد على المساجد بالاجساد ولا تفاخر بعدد مرات العمرة والحج . الدين هو حياة المسلم وهو سعادته وجنته واضح وضوح الشمس إذا طبقت الإنقاذ هذا طبقت كل شىء وصدقت بما وعدت .

نعم الإنقاذ لم تكذب علينا ونحن من كذبنا على أنفسنا وصدقنا ما قيل لنا . لم نأكل مما نزرع ولا نلبس مما نصنع لاننا مازلنا نستورد ، الرفاهية التى يعيشها المواطن السودانى اليوم يحسد عليها فقط ينقصه التعامل بالدولار فى الشراء والبيع ، لقد أكل أجسادنا الغلاء وسخانة الجو وإنقطاع الكهرباء وركبنا المترو لاننا بدأنا من حيث توقف الآخرون . الشعب السودانى من كثرة النعم التى هو فيها نسى بعد شكر الله أن يشكر الإنقاذ التى علمته الصبر والتحمل وذكرالله حيث لا تسأل سودانى إلا قال لك الحمد الله فى خير ونعمة والله كريم وربك بفرجها والصبر مفتاح الفرج .

الإنقاذ لم تكذب علينا لاننا اصبحنا سلة غذاء العالم وصدرنا الكهرباء والغاز لدول الجوار وأصبحت عملتنا تنافس الدولار وتخرج طلابنا حفظة لكتاب الله وأصبحت المرأة عفيفة فى بيتها لا تتبرج وتحى الحفلات بصوتها العذب وملبسها الفاضح ومحاسنها المكشوفة . الإنقاذ إهتمت بالدين والأخلاق ووفرت لنا التعليم والصحة والمواصلات وإهتمت بالزراعة والصناعة . الإنقاذ وفرت لنا الحزبية والقبلية وقسمت الوطن الى ولايات قبلية بعد أن كان محافظات محدودة متوحدة مع بعضها البعض وساعدت على كثرة الحركات المعارضة بعد أن كانت حركة واحدة وثلاثة أحزاب رئيسية من أجل الحرية والديمقراطية وتسمع عبر اجهزة النداء فى المطارات الدولية بأن تعلن الخطوط الجوية السودانية عن قيام رحلتها رقم صفر صفر والمتجهة الى مطار هيثرو ثم فرانكفورد . تلك هى الانجازات وتحقيق الشعارات .