صلاح حبيب

“سعاد الفاتح” وشيخ “علي عثمان”!!


شاهدت قبل أيام حلقة حوارية تم تسجيلها مع البروفيسور “سعاد الفاتح البدوي”، لم أتأكد إن كانت الحلقة مع قناة النيل الأزرق أو التلفزيون القومي، لكن متأكد من أن المذيع “أمجد نور الدين” هو الذي قام بإجراء المقابلة.
البروفيسور “سعاد” قليلة الظهور في البرامج الحوارية بالإذاعات أو الفضائيات أو حتى بالصحافة الورقية رغم أنها تمتلك الكثير من المعلومات والتجارب. تحدثت بروفيسور “سعاد” في موضوعات مختلفة متعلقة بالشأن السياسي وهي حلقة ممتعة رغم قصر مدتها، ولكن استوقفني حديثها عن الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق، تحدثت عنه حديثاً يثلج الصدر والنفس، وقالت إنه يمتاز بالبساطة والصدق وقلة الكلام، قالت عندما ذهبنا إلى “نيفاشا” لتوقيع الاتفاقية مع الدكتور “جون قرنق” كان الأستاذ “علي” يميل إلى الصمت وكلما أعلن عن موعد لتوقيع الاتفاق يرتدي شيخ “علي” ملابسه ويذهب، وعندما يعلن عن تأجيل التوقيع لا يتضجر أو يعلن استياءه، ويقول لهم ما خلاص تم التأجيل، لكن في إحدى المرات وعندما أعلن رسمياً عن التوقيع رفض رفضاً شديداً التوقيع، وعندما سألناه: مالك يا أستاذ رافض؟ قال: والله ما بديها ليهم ساي.. وكان يقصد أبيي، إلى أن تم الاتفاق على كيفية معالجة قضية أبيي.
شهادة بروفيسور “سعاد الفاتح” في شيخ شهادة قوية وسيذكرها التاريخ يوماً ما باعتبار أن شيخ “علي” من الزاهدين في نعم الدنيا ونعيمها والبعض ظلمه بصمته في أغلب الأحيان وعدم مواجهته لأي شخص مهما كان ومهما قيل عنه، فلم يرد على أحد ولم يحاول الانتقام أو أخذ الثأر ممن يروجون لضعفه رغم أنه قوي في كل شيء، في إيمانه في علاقته بربه وفي علاقته بالآخرين، وشيخ “علي” ربما الكثيرون ممن عاشوا معه لم يعرفوه تماماً ولم يعرفوا ملكاته وقدراته السياسية والاجتماعية، بروفيسور “سعاد” قالت: عندما عادوا من المملكة العربية السعودية بعد المصالحة الوطنية وكانوا قد شحنوا بعض مقتنياتهم، حاول أحد الأشخاص أن يسطو عليها أو ادعى أنها سقطت من العربة، وشيخ “علي”، وقتها كان محامياً مشهوراً، فذهبوا إليه وقدم الدعوى حتى كسب القضية ورد لهم كل ممتلكاتهم، وحينما أرادوا أن يدفعوا له أتعاب المحاماة رفض وقال لزوجها: عيب عليكم.. تقاضى شيخ “علي” وكسب القضية ورفض الأتعاب، وهذا يدل على زهده في المال وفي نعيم الدنيا، بروفيسور “سعاد” قالت: (ما في زول بيعمل بدون أتعاب) وهذا حق من حقوقه، لكن شيخ “علي” شخصية نادرة فإذا كان قد ضحى بمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بكل ما فيه من زخم ونثريات ووجاهات فماذا تعني أتعاب في قضية عفش وعربة؟؟ ولا ندري.. هل ظلم شيخ “علي”؟!