مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : دهشة المندهشين


مرة أخرى أعود وأقول لإخواننا مدراء القنوات الفضائية والإذاعات الخاصة إن شهر رمضان المعظم ليس بالشهر الذي البرامج والسهرات التي لا تخرج عن نطاق الغناء والضحك والتسلية و(الونسات أي كلام) في بعض البرامج، وكثيراً ما اسأل نفسي لماذا كل هذا الهرج والمرج في رمضان فقط، وبقية الشهور تنوم تلك القنوات على (بصل) برامج متكررة المواضيع والمشاهد، ولماذا قنواتنا العربية بصفة عامة والسودانية بصفة خاصة، من الذي قال لهؤلاء إن الشهر الفضيل هو شهر التنافس في استضافة نجوم الغناء والكوميديا والمسلسلات، وهل ما نشاهده ونسمعه هو من باب الصدفة أم الأمر مرتب يهمها في المقام الأول أن تشن الحرب على أفضل الشهور وأعظمها، وهمها أن تشغل المسلمين عن الطاعات في شهر الطاعات.
أسئلة كثيرة يجب أن نقف عندها كثيراً، لأننا وفي كل رمضان نضحك ونغني وأحياناً نرقص مع تلك الفضائيات، ولم نسمع ولا مرة واحدة عن إحراز قناة للمركز الأول في برامج رمضان، ولم نسمع أن قناة واحدة زاد عدد مشاهديها بفضل تلك البرامج، وهو الشيء العجيب الذي يجعل الدهشة تندهش من دهشة المندهشين المتابعين لما يحدث، لأنه طالما أنه ليست هناك فوائد تذكر، فعلاما التنافس البرامجي، ولماذا هذه اللونية من البرامج، وأين البرامج الدينية، ولماذا يتم عرضها في أوقات لا يشاهد فيها أحد التلفاز، وهي تحديداً أوقات العصر التي يكون فيها الرجال في العمل والنساء داخل المطابخ مع رحلة إعداد الإفطار.
أرجو ألا تقولوا إنها صدفة، فهي ليست كذلك، ولكن ماذا، الله أعلم.