نور الدين مدني

الشباب والتوازن النفسي والإجتماعي


يكتسب الحراك الشبابي أهمية خاصة في هذه القارة الرحيبة التي تحتضن مجوعات إثنية وعقدية وثقافية مختلفة ‘وتمنحها حقوق المواطنة وتحمي ثقافاتها المتعددة‘ وتتيح لها كامل الحرية في ممارسة معتقداتها‘ وتحتفي بتراثها الحضاري ضمن النسيج الأسترالي في تعايش إيجابي حميم.
*لذلك نبارك أية مبادرة تهدف لدفع الحراك الشبابي وتفعيله لأداء دوره الأهم تجاه المستقبل الذي ينتظرهم‘ خاصة مع تنامي جماعات الغلو والعنف وكراهية الاخر التي أفرزت أفرزت بعض الجرائم الإرهابية في بلادنا وفي العالم أجمع.
*كما باركنا من قبل المبادرة التي تبناها المنتدى الأدبي السوداني‘ وأثمرت بالفعل حراكاً إيجابياً تجسد في عدد من العروض الثقافية والفنية والرياضية أسهم في ربطهم أكثر بأسرهم ومجتمعهم السوداني وبمحيطهم الأسترالي‘ فإننا نبارك الحراك الشبابي العراقي الذي شهدته سدني في الثلاثين من نيسان الماضي.
*هذا الحرك الذي نظمته المجموعة الشبابية بلجنة الدفاع عن حقوق الإنسان المنبثقة من منتدي الجامعيين العراقي الأسترالي خطوة مهمة لتنشيط الشباب ومساهمتهم في وضع الحلول للمشاكل التي تعترضهم‘ كما قال الدكتور أحمد الربيعي رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي في كلمته الإفتتاحية للطاولة الشبابية المستديرة.
*إن تشجيع الشباب ودفعهم لأخذ زمام المبادرة في تبني مشروعات شبابية في شتى مناحي الحياة الثقافية والفنية والرياضية يسهم في تنمية قدراتهم ومواهبهم ويربطهم أكثر بأسرهم وبالمحيط العام الذي يعيشون فيه بصورة أكثر فعالية وإيجابية.
* مثل هذه المناشط الشبابية الجماعية تحميهم أيضاً من كل الإختراقات السالبة التي يروج لها الغلاة في شتى ضروب الحياة‘ وهم يبثون سمومهم الفكرية الضالة في نفوس وأذهان الشباب‘ التي تحول بعضهم إلى ألغام بشرية تنتهي منهم وتضر أسرهم ومجتمعهم المحيط والعالم من حولهم.
*أحسنت إدارة الطاولة الشبابية العراقية وهي تضع بعض المحاور التي تفيد الشباب وتحصنهم من كل صنوف الإنحراف الفكري والإجتماعي والأخلاقي‘ وتقوي إرادتهم الخلاقة في شتى مناحي الحياة الخاصة والعامة.
* إضافة للمناشط الثقافية والفنية والرياضية الأهم للشباب لابد من تبني برامج خاصة توجه للشباب وبمشاركة فاعلة منهم تبث عبر وسائط التواصل الإجتماعي والإذاعات المسموعة والمرئية و وتنشر في صحافة الجاليات لجعلهم أكثر إيجابية في معالجة قضاياهم الخاصة والعامة.
*هذا لايعفي الأباء والأمهات وأولياء الامور من تحمل مسؤوليتهم الأصعب تجاه الصغار والشباب خاصة في مثل هذه المجتمعات المفتوحة لمختلف الثقافات‘ لأن ذلك يتطلب درجة من الوعي والمرونة والحب والتفاهم والتفهم الحميم‘ بما يحقق للأجيال الصاعدة التوازن النفسي والإجتماعي بين موروثاتهم وبين الثقافات المحيطة بهم دون إخلال بالقوانين التي تحميهم وتهئ لهم حياة حرة كريمة وهم يشقون طريقهم نحو مستقبلهم الأخضر بمشيئة الله.