منوعات

من كلية المختبرات للبيع بـ(الدرداقة) ..الطالبة ماجدة: رحيل والدي قادني للسوق


يموت الإنسان حينما يفقد قدرته على التمني، لا حينما يفقد قدرته على التنفس، عندما تشعر أنك أوشكت على الضياع أبحث عن نفسك سوف تكتشف أنك موجود وأنه من المستحيل أن تضيع وفي قلبك إيمان بالله وفي رأسك عقل يحاول أن يجعل الإبتلاء وقسوة الحياة نجاحاً، هذه العبارات كانت المصباح الذي أنار الطريق للشابة ماجدة التي وجدت نفسها بين يوم وليلة تترك مقعد الدراسة بكلية المختبرات في جامعة السودان بعد وفاة والدها الذي ترك لها أشقاء وشقيقات صغاراً، لتتجه إلى السوق حتى تعول هؤلاء الصغار مضحية بمستقبلها الأكاديمي وأحلامه الوردية.

ماجدة تتجول في السوق بمنطقة الشهداء وهي تقود (درداقة) بها بعض المسلتزمات، استوقفناها وسط السوق لنسمع قصتها، فقالت بنبرات واثقة ممزوجة بشيء من الحزن: اسمي ماجدة محمد، أسكن حي القماير بأم درمان، كنت طالبة في كلية المختبرات بجامعة السودان ولكني بعد وفاة والدي (نزلت السوق) حتى أعول أشقائي وشقيقاتي الصغار خاصة وأنني الأخت الكبرى بالنسبة لهم.
تمضي ماجدة قائلة: جلست لامتحان الشهادة الثانوية مرتين لأنني كنت أحلم بدخول كلية المختبرات، وقد حققت رغبتي في الدخول لهذه الكلية ولكن كانت للقدر كلمته برحيل والدي العزيز، وأنا راضية بقسمتي وفي سبيل الحياة الكريمة لي ولأخوتي يهون كل شيء والجامعة (ما مشكلة) والنجاح في الكفاح.
وعن البيع عبر (الدرداقة) تقول ماجدة: عملت في محلات كثيرة قبل أن أهتدي لفكرة البيع المتجول، ولكن الحملات المتكررة لم تمهلني لأستمر في أي عمل حتى أرشدتني جارتي لفكرة (الدرداقة)، وهأنذا ما زلت مستمرة في العمل بها حيث أتجول في السوق ببضاعتي وهي عبارة عن مسلتزمات تجميل وصابون وعطور ومرطبات البشرة أقوم بشرائها من أحد التجار بمعرفة جارتي، وقد بدأت التعامل معه عبر الاستدانة والرجل لم يقصر معي وصبر عليّ كثيراً حتى أصبحت أشتري منه بـ(الكاش) ، وأصبح لي زبائن وأصبحت معروفة في منطقة الشهداء بأم درمان.
وتواصل ماجدة: لي في هذا المجال عامان، بحمد الله أكسب ما يعينني وأخوتي على الحياة، وفي شهر رمضان أقوم ببيع الفواكه وأتجول بها بـ (الدرداقة) بدلا عن مستلزمات التجميل والعطور، وأتمنى أن يعود رمضان هذا العام بوفرة في الفواكه حتى ينتعش السوق (شوية) خاصة أن البيع في رمضان الماضي كان (كويس).
وفي ختام حديثها قالت ماجدة أمحوا لي أوجه رسالة للشباب وأقول: (العمل الحر زيو مافي وبشجع كل الشباب بالعمل وعدم الاتكال على الغير ولو أداك اليوم بكرة ما بديك).

صحيفة آخر لحظة


‫9 تعليقات

  1. لك الله ياماجده
    والمعبود بالحق لو البلد دي فيها حكومه مفروض تستقيل بعد ماتقراء الموضوع ده

  2. امين ويوفق كل من يدعو لمثل هؤلاء الضعفاء كان الله في عونهم لتقول لك الملائكة ولك بمثل .

  3. قصة مؤثرة جدا وكلها عبر وانت انسانة تستحقى كل عون وكل تقدير وان شاء الله ربنا يوفقك ويسترك
    ويعينك على تحقيق عمل يكون لك سترة ولاسرتك

  4. كان الله فى عونك ياماجده وربنا سيوفقك باذن الله واعملى حسابك على نفسك لان هذا المجال فيه الكثير من المشقه والمعاناة واتمنى من جميع القراء محاولة ايجاد عمل افضل من هذا والله لايضيع اجرمن احسن عملا .

  5. والله هذه جريمة وعيب علي هذا المجتمع الذي نعيش فيه . وين اهل المروءة وين اهل الخير في المجتمع حتي يتكفلوا بالاسرة لتجد هذه المسكينة فرصة للدراسة

  6. هذه امانة في عنقكم ياناس نافع وعوض الجاز وبقية المسؤولين.
    سوف يسألكم الله يوم القيامة عن ماجدة وغيرها كثير.

  7. هكذا الأقدار ولا أحد من يعرف ما ينتظره
    نتمنى من الحكومة أن تنتبه لأمثال هؤلاء
    كان يمكن للمحرر ايجاد وسيلة تواصل لمساعدتها فى ايجاد مصدر دخل ثابت وتواصل دراستها

  8. لا يوجد شخص مقتدرك يتكفل بهذه الاسره لتكمل هذه البنت تعليمها لمدة 5 او 6 سنوات واين الدولة من مثل هذه الحالات بدل التبرع للفرق الرياضية الفاشلة بالمليارات لتذهب هذه الاموال الى لاعبين اجانب فاشلين ويحرم الفقراء منها وديوان الزكاة يصرف الاموال على السيارات والمبانى