سياسية

تعرف علي داليا الخير أول سودانية ترأس لجنة في البرلمان البريطاني


استطاعت المرأة السودانية بعطائها الكبير أن تحقق الكثير من الإنجازات في مجالات عديدة كلها تخدم الوطن وتساعد في تنميته وتقدمه ويكفي أن نعرف أن المرأة تمثل خمسة وخمسين في المائة من العمالة في الخدمة المدنية العامة داخل السودان. أمّا في الخارج فبين كل فينة وأخرى تطلع علينا وسائل الإعلام بإنجاز حققته سودانية سواء في الدراسة أو العمل أو المجتمع أو السياسة. وقد استطاعت المرأة السودانية في دول المهجر أن تكون سفيرة شعبية للسودان ورأس الرمح في التعريف الإيجابي بالسودان من خلال اسهاماتها المتميزة واندماجها في المجتمعات التي تعيش فيها. وفي هذا المقال نرى احدى فتيات بلادنا وهي ترفع رأس السودان عالياّ وهي تمثل وطنها الأصلي خير تمثيل في وطنها الثاني بريطانيا، بل في كل البلاد التي تزورها أثناء عملها في منصبها الحالي.

الأستاذه داليا الخير دياب المك هي أول سودانية تترأس لجنة في البرلمان البريطاني، وقد تم انتخابها بالاجماع العام 2014، وسبب الاختيار هو أنها بريطانية من أصول أفريقية ملمة بالثقافات والعادات في أفريقيا كما وأنها تحمل مؤهلات أكاديمية ذات صلة بعمل لجنة الشؤون الاجتماعية والصحية الأفريقية. وتعمل هذه اللجنة البرلمانية على تقديم الدعم والمساعدات الصحية للدول الأفريقية، بتركيز على المرأة والطفل في أفريقيا، والأستاذه داليا التي تترأس هذه اللجنة هي المسؤولة عن رقابة نشاط اللجنة والتنسيق بين المنظمات والبرلمان والبحث عن منظمات ذات اهتمامات مشتركة. ومن ضمن مسؤوليات الأستاذه داليا، هي أنها تعمل كمستشارة صحية وموجهة ومرشدة اجتماعية ونفسية، مرتكزة على مؤهلاتها الأكاديمية، كما تقوم بتمثيل المنظمة البرلمانية في اجتماعات البرلمان المختصة بتقديم المساعدات الصحية للدول الأفريقية، اضافة لهذا فهي تقوم بمراقبة المساعدات المرسلة لأفريقيا والتأكد من وصولها لمستحقيها. وقد زارت الأستاذه داليا العديد من الدول الأفريقية برفقة المساعدات التي تقدمها اللجنة التي تترأسها العديد من الدول الأفريقية، كما زارت دارفور العام الماضي لتقديم مساعدات لأطفال دارفور.

ومن خلال عملها وتحركاتها المكوكية استطاعت الأستاذه داليا أن تكوّن علاقات واسعة مع وسائل الإعلام والشخصيات النافذة في الحكومة البريطانية وبرلمانها مما ساعدها على انجاز مهامها بنجاح. وبالنسبة لمؤهلاتها الأكاديمية فلقد تلقت الأستاذه داليا، عدداً من الدراسات المتنوعة في وطنها السودان، كما تلقت في بريطانيا دراساتها العليا في علم النفس والاجتماع والرعاية الاجتماعية وإدارة الأعمال والإدارة العامة والعلاقات الدولية. اضافة لهذا فقد حضرت الأستاذه داليا عدداً كبيراً من السمنارات الدولية كما تتلقى دائما دعوات لاجتماعات ومؤتمرات كثيرة من البرلمان وغيره من الجهات ذات العلاقة بعملها.

إن هذه الشخصية القيادية لم تأت من فراغ بل إن لها جذور تاريخية في القيادة، فهي حفيدة الملك جاويش ملك الشايقية مؤسس حلفاية الملوك الذي وقف بسلاحه في وجه الغازي التركي البرنس اسماعيل بن محمد علي باشا عندما شرع في استعمار السودان. فهي إذن من حلفاية الملوك التي اشتهرت بشخصيات قيادية مثل والدها الخير دياب صالح المك الذي كان كبير مفتشي البريد والبرق، في عهد النميري، كما شغل العديد من المناصب القيادية ومنها عمدة الشايقية في حلفاية الملوك ثم قاضي محكمة حلفاية الملوك، كذلك منهم اللواء حسن بشير وزير الدفاع في عهد الفريق عبود، والباشا صالح المك، الذي سُمي باسمه شارع في الخرطوم ثلاثة، وصالح محمد صالح مدير البنك الزراعي ورئيس نادي الهلال الرياضي، رحم الله الجميع.
إلى جانب مهامها العملية العديدة ومشغولياتها الكثيرة إلا أن الأستاذه داليا لم تهمل واجبها الأول على المستوى الأسري، فهي أب وأم لطفلتها الوحيدة، وكانت قدوة مثالية لها طوقتها بالرعاية والحنان وأفلحت في تربيتها ونجاحها وتفوقها الدراسي والرياضي فحققت الابنة مركزاً متميزاً في الدراسة والهواية والرياضة، كما حازت على ميدالية فضية في رياضة التنس في بطولة المدارس للعام 2015 في منطقتها بالاضافة إلى هذا فهي تمارس رياضة السباحة بجدارة. وفي النهاية فنحن نهنيء أنفسنا بابنتنا التي حققت انجازاً كبيراً لوطنها في الخارج ونتمنى أن تحذو كل بناتنا حذوها.

صحيفة الوطن


‫4 تعليقات

  1. هذا شيء طيب وجميل , ولكن في التعريف : هي أب وأم لابنتها الوحيدة !! كيف تكون أبا وأما ؟

    1. شمارات .. شمارات … (ومن الشمار ما قتل ) و (وحب الشمار كتل الكديس)