احمد دندش

حقكم علينا.!


مكالمة هاتفية امس الاول جمعتني بمنتج البرامج بقناة النيل الازرق الفرزدق معتصم، تحدث لي خلالها وبآسى عن تجاهل الصحافة-وتحديداً الفنية- للدور الكبير الذى يلعبه الكثير من الجنود المجهولين خلف الكاميرات، والذين يقع عليهم العبء الاكبر في اخراج البرامج التلفزيونية، والذين لولاهم لما وصلت تلك البرامج الى المشاهدين بالصورة الجميلة التى نراها اليوم.
اصدقكم القول ان حديث الفرزدق لمس في دواخلي وتراً حساساً للغاية، وانتزع مني اعترافاً هاماً تمثل في تقصيرنا-كصحافة فنية-في حق اولئك المبدعين الذين يعانون من التهميش على صفحاتنا، فيما نقوم-ومع الاسف- بمنح كل الاهتمام للمذيعين والمذيعات ومدراء القنوات وغيرهم من الشخصيات (اللامعة)-مع ان هذه الشخصيات نفسها نجاحها مرهون وبنسبة كبيرة باولئك الجنود المجهولين-.
قبيل اشهر، قمت بتسجيل سهرة تلفزيونية لقناة الشروق مع الفنانة نانسي عجاج، تلك السهرة التى كشفت لي وبوضوح عن مدى الجهد الذى يبذله اولئك الجنود المجهولين خلف الكواليس، بداية بالمصورين والمونتيرات وفنيي الصوت ونهاية بالمخرج، ولن اذيعكم سراً ان قلت انهم كانوا احد الاسباب الرئيسية التى ادت الى نجاح تلك السهرة ولولاهم لما خرجت بتلك الصورة الزاهية.
اسماء وكوادر عديدة داخل قنواتنا الفضائية تعانى من التجاهل والتهميش والاهمال بالرغم من ابداعها الغير منقطع وعبقريتها المبدعة التي تتجلى في معظم البرامج التلفزيونية، تلك الاسماء التى سأذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر، وسأبدأ برجل مبدع استثنائي اسمه خضر الفحام ذلك المصور السوداني الوحيد المعترف به من الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا)، اضافة الى (شيخ المصورين) فؤاد موهوب اول مصور سوداني يدرس بألمانيا، ولن انسى بالتأكيد ان اذكر اشراقات المونتير خالد بلة حفيد السينمائي الرقم جاد الله جبارة ذلك الشاب الذى هاجر خارج البلاد بعد ان ضاقت بأبداعه استديوهاتها، كما لن انسى فنيي المونتاج وفي مقدمتهم عزام الحاج صاحب اللمسة الساحرة في برنامج اغاني واغاني واحد كلمات سر نجاح ذلك البرنامج، اضافة الى المبدع خالد حلمي اشهر (جرافيك مان) وانتهاء بـ(جهابزة) فنيي الصوت والذين يتقدمهم طريف ومبارك (بركة)، الى جانب ابوبكر سرور مهندس الاضاءة الذى تستفيد من خدماته اكثر من 4 قنوات سودانية مجتمعة.
الاسماء اعلاه هي مجرد نماذج لقائمة شرف تطول وتطول من المبدعين داخل القنوات الفضائية والذين ومع الاسف تجاهلناهم كثيراً-بدون قصد- ذلك التجاهل الذى اعتذر انا عنه اليوم-بصفة شخصية- وانتظر بالمقابل اعتذار الكثير من كتاب ومحرري الصحافة الفنية لهم، فهم يستحقون الاعتذار عن ذلك الاهمال الذى مارسناه عليهم، فيما ادعو بالمقابل كل الصفحات الفنية لمنحهم المساحات التى يستحقونها فهم الاجدر وهم الاحق بتلك المساحات من بين كل (نجوم) القنوات الفضائية.
شربكة اخيرة:
المبدعون الحقيقيون هم الاقل اثارة لـ(الضجيج).!