مقالات متنوعة

احمد المصطفى ابراهيم : جايكا كملت.. انتو وين؟


في فبراير الماضي وفي حفل بهيج بالساحة الخضراء عرضوا علينا ما قدمته جايكا (هي وكالة التعاون الياباني العالمي JICA japan international corporation agency ) عرض فيه المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية برئاسة اللواء عمر نمر، المنحة اليابانية المتمثلة في آليات نظافة الخرطوم، وهي عبارة عن 86 عربة نظافة مختلفة التصاميم عربات ضاغطة وأخرى حاملة حاويات وآليات تزحيف وحفر وخلافه (كراكات ودوزرات).
بالأمس أو تحديداً السبت كان افتتاح الورشة المركزية لصيانة الآليات وهي المرحلة الثانية من مسلسل جايكا في دعمها لولاية الخرطوم لتصبح عاصمة نظيفة (قرأت مرة أن أوسخ ثلاث عواصم في العالم هي صنعاء ومقديشو والخرطوم. وقلت ديلك بسببن.. نحنا مالنا؟).
عندما يقال ورشة يابانية يعني منتهى الجودة والاتقان. دعوا الورشة ونذهب للحفل الذي غاب عنه الحسن الميرغني وحضره أوشي الياباني بجلابية وعمة زاهيتان وكان لافتاً قبل أن يقدمه عمر نمر كياباني عشق السودان عشقاً يصعب وصفه وقدم للسودان خدمات جليلة عبر جايكا. استهل الحفل بآيات من كتاب الله (لحدي هنا كويسين) قدم د. مصعب برير مدير نظافة الخرطوم، خطابًا مليئا بالتفاؤل والثقة في النفس، وإنهم سيصلون إلى أهدافهم قريباً. وتحدث عن الجديد في نظافة الخرطوم المحطات الوسيطة والمرادم وكلها بأحدث النظم العلمية (كنت قد أثنيت على مصعب ثناءً خاصا في فبراير وأعجبني فيه دخوله لمواضيعه مباشرة دون لف ودوران السياسيين الذين لا يجيدون إلا طق الحنك).
وتحدث اللواء نمر عن البيئة والأحزمة الشجرية ومشاركة المجتمع فيها، وإن الخرطوم ستصبح غابة خضراء وبأشجار مثمرة (بالمناسبة في جنوب الخرطوم نهر أخضر اسمه الصرف الصحي ألا يهزم هذا النهر كل حديث عن البيئة؟).
وتحدثت جايكا بلسان انجليزي مبين وإن كان العمل كفاهم أي قول وجاء دور السفير الياباني الذي يتحدث العربية كما أهلها وتحدث عن العلاقة بين اليابان والسودان (من عندي ما أجمل نهاية الاسمين ب (أن) هل هناك شبه آخر غير هذه ال ان؟).
وتحدث والي الخرطوم عبد الرحيم (في داعي نقول الفريق أول ركن مهندس؟) بعفويته المعهودة وبلغة بسيطة طالبا التعامل مع أمر الصيانة بكل صرامة حتى لا نخسر هذه الآلات في وقت وجيز أي إطالة عمر الآلات هي الهدف الذي نعمل من أجله.
وركز على توعية المواطن وكنت سأقول له لتقم الولاية بدورها وتطلب من المواطن دوره وأعني في ذلك عدم وجود حاويات يرمي فيها المواطن قمامته أو نفاياته ويشهد الله طفت بكيس قمامة كل جنوب الخرطوم ولم أجد مكانا أضعه فيه وحملته معي إلى الجزيرة ووضعته في حاويات سوق المسيد للخضر والفاكهة.
طمأننا الوالي أن الحاويات تصنع في جياد وهي عما قريب ستوزع في الخرطوم. يومها أسال المواطن يا عبده.
وجاء دور هلال وزير البيئة الاتحادي وبشر بتعميم التجربة في كل ولايات السودان وما الخرطوم إلا نموذجاً. شكرا سعادة الوزير إذاً هناك من يعلم أن السودان ليس الخرطوم.
قوموا بدوركم يرحمكم الله وزعوا الحاويات في كل شارع.