مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : وزارة تائهة


٭ من الطرائف أن كاتباً ناشئاً سأل الأديب ( برنارد شو) قائلاً: (أريد أن أكتب شيئاً لم يكن قد كتبه أحد من قبل، فماذا تشير عليّ ؟ فأجابه برناردشو : الأمر في غاية البساطة أكتب رثاءك.
*ولعل وزير الإرشاد والأوقاف – حديث العهد بمنصبه – عمار ميرغني كتب أمس رثاء لوزارته أمام المجلس الوطني عندما تلا بيان الوزارة للعام 2015، وقدم ملامح الأداء للربع الأول من العام الحالي.
٭ كان تقرير الوزارة ضعيفاً للغاية وأُعد بصورة هزيلة وحوى معلومات فطيرة، تفتقر للتنسيق ولا ترقي لمقام الوزارة المهمة، وهذا دليل تأكيد لحالة التخبط التي تعيشها الإرشاد بسبب تركيزها على ملف الحج والعمرة، والذي عجزت فيه بشكل غير منكور.
٭ ورد في التقرير أن كل حصيلة الوزارة في العام المنصرم ، بشأن تدريب الأئمة والدعاة داخل البلاد هو (60) إماماً وداعية فقط، و(26) بالخارج على دفعات، وفي دول مختلفة، ولعل ذلك سبباً وجيهاً لتنامي ظاهرة تفلتات الدعاة، حتى أصبح الأمر قضية رأي عام، مما دفع الوزارة للتلويح بمحاسبة أئمة المساجد المتفلتين.
٭ ان إغفال الوزارة لأهم شق من دورها وهو الإرشاد يتطلب تدخلاً عاجلاً من رئاسة الجمهورية، خاصة في ظل بروز ظواهر التشيع، والإرتماء في أحضان تنظيم (داعش) وغيرها من الظواهر غير المقبولة بالنسبة للمواطن.
٭ ومن المفارقات في التقرير أن نسبة تنفيذ رعاية دور العبادة جاءت نسبته مائة بالمائة، وهو أمر محل شك بكل تأكيد، مقارنة بواقع دور العبادة بالبلاد، والتي لولا ديوان الزكاة لكان حالها يغني عن سؤال القائمين عليها.
٭ إن وزارة الإرشاد والأوقاف تعيش في حالة تيه، وفشل الوزير في كبح جماح تفلتات إدارة الحج والعمرة بقيادة المطيع محمد أحمد، والتي دخلت في صراعات خاصة مع شعبة وكالات السفر والسياحة، كادت أن تعصف بموسم الحج لهذا العام، ونشاط العمرة لولا تدخل النائب الأول للرئيس شخصياً وحسمه لتلك الفوضى.
٭ طبيعي أن تكون الوزارة بكل ذلك الضعف بعد أن أورد الوزير عمار في تقريره معلومات مخجلة خاصة بالمجلس الاستشاري للوزارة، والذي كان نسبة تنفيذة لأنشطته (صفراً)، بينما مجلس الوزير نفذ منشطين فقط من جملة أربعة وعشرين منشطاً بنسبة تنفيذ بلغت 8% فقط.
٭ الامر المؤسف حقاً ويتطلب الحسم الفوري هو عدم تنفيذ وحدة التخطيط الإستراتيجي لأي منشط، فجاء في التقرير (الأنشطة المخططة صفر، المنفذة صفراً، وطبيعي أن تكون نسبة التنفيذ صفراً)، مما يعني غياب المخطط والمفكر.
٭ إن الوزارة التي تقبع في بناية مستأجرة حتى الآن أغفلت في تقريرها الحديث عن أوقاف الخارج، وهو ملف فيه كثير من التعقيدات، كما ورد عرضاً تفاوضهم مع المؤسسات السعودية، وهو ملف سنتحدث عنه لاحقاً.
٭ ومهما يكن من أمر من (يرشد) لنا هذة الوزارة (الضالة)