الهندي عز الدين

الحوار الوطني .. الموت بالتأجيل !


{ليس من المصلحة تأخير انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني إلى منتصف شهر (يوليو) المقبل، بحجة انتظار انضمام قوى معارضة من الأحزاب والحركات المسلحة، فالعبرة ليست في عدد الأحزاب والحركات ولكن في قيمة مخرجات الحوار الوطني عير جمعيته العمومية .
{الأهم من مشاركة حركة العدل والمساواة أو قطاع الشمال أو حتى حزب الأمة القومي في جمعية الحوار، أن تجد هذه القوى وغيرها من قطاعات المجتمع السوداني قضاياها حية ونابضة في قرارات هذا الحوار الذي تطاول بقاعة الصداقة بالخرطوم .
{الفراغات والمسافات المتباعدة بين برامج الحوار الوطني ترسم حالة من التثاؤب والتثاقل والإحباط، وبالتالي ينفض الناس من حول هذه العملية السياسية التي تعول عليها الدولة كثيراً في تحقيق قدر كبير من التوافق والإجماع الوطني .
{لا مبرر موضوعي للتأجيل، فإذا كانت اللجان جاهزة بتوصياتها، فلتسرع آلية الحوار بالتشاور مع رئاسة الجمهورية للمضي قدماً تجاه الشوط الأخير، وبث البشريات في نفوس السودانيين بدلاً من الاستمرار في وضع (الترقب المفتوح) لحركات وأحزاب لن تأتي قريباً .
{عندما أعلن الرئيس “البشير” في خطاب الوثبة الشهير عن إطلاق الحريات أمام الأحزاب لعقد ندواتها ومؤتمراتها دون حجر على حزب أو جهة، كان المقاطعون للقاء الوثبة هم أول من استفاد من نتائجه، فنظمت قوى تحالف المعارضة عدة ندوات بالخرطوم وأم درمان وبحري في الساحات والميادين العامة، ولم تعترضهم السلطات الأمنية، عملاً بالتوجيهات الرئاسية .
{الآن .. ذات القوى تنتظر مخرجات الحوار الوطني .. تترقب بفارغ الصبر ثمراته وخيراته، لتنعم بها وتستظل بظلها، إن كانت توسيعاً لمساحة الحرية وتطويراً للممارسة الديمقراطية وترسيخاً لحكم القانون، وبالتالي ليس بالضرورة أن يذهب حزب المؤتمر السوداني المعارض أو الحزب الشيوعي السوداني – مثلاً – إلى قاعة الصداقة بالخرطوم للمشاركة في الحوار الوطني، لكنهما سينخرطان في التفاعل مع مخرجات الحوار، إن كانت إيجابية وتوفر لهم فرصاً أفضل للعمل السياسي المفتوح .
{القيمة في مخرجات الحوار، لا في عدد المشاركين فيه .. فهل تعقلون؟.