رأي ومقالات

تغطية الخلايا الطبيعية بمستحضرات المكياج يعجل بشيخوختها


التقيت زميلة لي من ايام الجامعة ..بعد طول فراق …لم تكن زميلة فقط ..ولكنها لم تكن صديقة مقربة أيضا ..كانت من اؤلئك الناس الذين نعدهم في برزخ العلاقات ..يعجبني حديثها ..ولطف معشرها ..ولكن لم تنمو علاقتنا لتصل مرحلة التقارب …كانت من جميلات الكلية ..وكان أكثر ما يعجبني فيها اتقانها لوضع (المكياج ) الذي كنت ولا زلت لا أفقه فيه شيئا .وقد كنت دائما محتارة في اصرارها لوضع للمكياج رغم جمال تقاطيعها الطبيعية ..لكن الشهادة لله ..كان المكياج يزيدها جمالا وألقا ..ويجعلها محط الأنظار اينما حلت …عندما التقيتها اليوم …لم أتعرف عليها في البداية ..ولكنها هتفت باسمي ما أن دخلت قاعة المؤتمر ..تمعنت في تفاصيلها فأتاني شبح صورة قديمة لها في ذهني ..وقلت لنفسي.. (احقا هي؟ ما بالها امتلأت بالتجاعيد وتغضن الوجه هكذا؟؟ )…وين انتي وكيف حالك وين اراضيك ؟؟.. اتحدث معها وذهني يزداد حيرة في الشيخوخة التي حلت عليها ..تذكرت انني قرأت عن اضرار المكياج بعيدة المدى ..تغطية الخلايا الطبيعية بمستحضرات كيميائية على المدى الطويل يعجل بشيخوختها ..ويسارع بتقدم عمرها ..خاصة اذا لم تتم ازالته يوميا قبل النوم بطريقة جيدة وبمستحضرات خاصة …المشكلة الاكبر ان المكياج بفقدك الثقة بجمالك الطبيعي ..حتى لو كنت ملكة جمال ..تجدين نفسك لا تستطيعين الخروج من غرفتك بدون وضع كميات من البودرة والاحمر والاخضر …الغريبة ان فكرة المكياج منذ القدم ..قيل انه قد وجد في مقابر الفراعنة ..بقايا احمر شفاه وبعضا من المواد التي يعتقد انها بودرة ..يعني القصة (خربانة من كبارها )…وفكرة ان المرأة يجب عليها التزين والتجمل الى درجة التغيير في الملامح ..رسخت حتى صارت هاجسا لبنات هذا الجيل وصلن فيه الى مراحل خطيرة …الشئ الغريب ان الرجل الذي يطالب حواء بالتزين له طوال الوقت ..لا يبذل جهدا في هذا المجال بل ويعده منقصة من رجولته ..وتجد حواء تقبل الرجل على علاته ..بل و (تهواه في كل الظروف) …..امهاتنا وحبوباتنا ..فهموا القصة من بدري ..تجملوا بأشياء طبيعية زادتهم جمالا ..واكسبت بشرتهم لمعانا ومناعة ضد التجاعيد ..حتى العناية بالشعر كانت لهم زيوتهم وخلطاتهم التي تتناسب مع الشعر الافريقي المجعد …..لماذا نبذنا كل هذا وراء ظهورنا ..ولم نرتض غير المواد الصناعية ..والكيمياء حلا لكل مشاكل الجمال؟؟ ..هذا ما لم استطع فهمه حتى الان …سعدية النكدية قالت لي (كلو من ادم دا..يعمل اسقاطات في العقل الباطن للانثى ..ويعيش هو مرتاح على طبيعته بدون اي حذف او اضافة )…صدقت النكدية ..فادم رغم كل المحاولات الانثوية يظل هو يطلب المزيد… استمع الى الطرفة التالية (قالت لرجلها : تاني عشان خاطري ما تدخن حشيش …قال لها : وانت عشان خاطري ما تعملي مكياج ..قالت له: انا بعمل مكياج عشان تشوفني حلوة ..قال لها : وانا بدخن عشان اشوفك حلوة )…عليه واستنادا لكل ما سبق ..وتحت بند (سيب وانا أسيب) …تتخلى حواء عن المكياج المبالغ فيه وادعاء ما ليس لها ..ويتخلى ادم عن التطلب والمقارنة بنساء الفضائيات …ونرفع الاثنين شعار (نهواه في كل الظروف)….

د. ناهد قرناص