مقالات متنوعة

حسن فاروق : الفيفا تحمي المريخ


لا حل لكل الفوضي والاستهتاروالتلاعب بمستقبل نادي المريخ الديمقراطي من خلال الجمعية العمومية وانتخاب مجلس شرعي جديد، سوي ان تتقدم المجموعة التي تعلن حرصها يوميا علي صفحات الصحف ووسائل الاعلام المختلفة، مجموعة التحالف المريخي، كأعضاء بالجمعية العمومية لنادي المريخ بشكوي عاجلة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتدخل السياسي المباشر في انتخابات نادي المريخ، ومنع قيامها، في موعدها المحدد، وهي شكوي للاتحاد الدولي لكرة القدم وليس للمحكمة الرياضية الدولية، حتي لايخرج علينا من يقول ان الامر يحتاج الي محامي دولي، ودفع اموال مقابل، الامر ابسط من ذلك بكثير وسهل للغاية، شكوي عادية تقدم للاتحاد الدولي لكرة القدم عن طريق الاتحاد السوداني لكرة القدم وتتم متابعتها والتاكد من استلام (الفيفا) لها.
وسيدخل الاتحاد الدولي فورا بمجرد وصول الشكوي، مثلما حدث في قضية مجلس ادارة نادي الهلال برئاسة الامين البرير، عندما اجتهدت الوزارة الولائية بالخرطوم وقتها مع ادارة الرياضة فيها لحل مجلس ادارة نادي الهلال في العام 2013 بعدم الشرعية، وصدر القرار بالفعل، الا ان البرير فاجأهم بتقديم شكوي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتدخل السياسي المباشر في الشأن الرياضي (الذي تحاربه الفيفا بشراسة، ولاتسمح باقتراب الساسة والسياسيين من الرياضة تحت اي ظرف من الظروف) ولها سلاح مجرب واحد مجرب وناجح وناجع (المنع من ممارسة النشاط الرياضي)، ونجح البرير في انتزاع حق استمرار مجلسه الشرعي غصبا عن التدخل الحكومي ممثلا في الوزارة ودائرة الرياضة بها، وتابعنا كيف خاطب الاتحاد الدولي الاتحاد السوداني محذرا عن طريقه الحكومة من التدخل السياسي في الشأن الرياضي ممثلا في مجلس ادارة نادي الهلال ( ومعلوم ان الاتحاد الدولي لايتعامل مباشرة مع الحكومات لانه لايعترف بوجودها في النشاط الرياضي، ويخاطبها عن طريق اتحاداته الوطنية)، ورضخت الحكومة ممثلة في الوزارة ودائرة الرياضة، ورفعت يدها عن حكاية حل مجلس ادارة الهلال، القرار الذي خرج وعاد الي مكاتب الوزارة يجرجر اذيال الخيبة والهزيمة.
لذا في حال كان التحالف المريخي حريصا بالفعل علي اهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، عليه رمي كل تهديداته بالتصعيد للمفوضية والوزارة وغيرها من الاجسام الحكومية خلف ظهره، ويتجه فورا الي مكاتب الاتحاد السوداني لكرة القدم، بصفتهم اعضاء في الجمعية العمومية لنادي المريخ، لتقديم شكواه للاتحاد الدولي، ومتابعة وصولها للاتحاد الدولي، وعليهم التأكد ان الرد سيأتي باسرع ممايتخيلوا، وسيتابعون كيف سيسرع الدكتور معتصم جعفر صوب الوزارة الاتحادية محذرا من التدخل في الشأن الرياضي كما فعل ايام شكوي البرير، وللتوضيح ايضا الفيفا لايري الوزارة الولائية ولايعيرها التفاتا، وبالتالي خطاب الفيفا للاتحاد ينقله للوزارة الاتحادية.
اذا اراد التحالف المريخي تحقيق مكسب تاريخي يحفظه له التاريخ كما فعل رئيس مجلس ادارة نادي الهلال السابق الامين بترسيخ الديمقراطية داخل النادي، عليه اللجوء اليوم قبل الغد للاتحاد الدولي لايقاف هذه المهزلة التي تتم علي رؤوس الاشهاد ويتم الترويج لها علنا (تعيين لجنة تسيير جديدة)، مع ان اللجنة السابقة ايضا غير شرعية ووجودها الحالي تدخل سياسي.
اي مماطلة من التحالف المريخي، والدخول في تفاصيل من شاكلة التصعيد القانوني للمفوضية والوزير وغيرها من الاجسام الحكومية، اضاعة للوقت لا أكثر، ومشاركة غير مباشرة في الجريمة التي ترتكب في حق النادي الكبير، برهنه لمزاج السياسة والسياسيين، علي التحالف اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة والتي كما ذكرت لن تاخذ وقتا حتي نري الاتحاد الدولي يمشي بيننا رافعا سلاح التجميد.
وحتي يفهم من لايريد ان يفهم خيار الديمقراطية خيار محمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم.. اكسبوا الزمن وبعدها سترون النتيجة .. ستخرس كل الالسن كل الاحبار، ويتحول الهجوم الي صمت رهيب.. انحازوا للديمقراطية واكدوا للجميع ان المريخ ليس لقمة سائغة يلتهما من يريد وقت مايريد، افعلوا وبعدها اعتزلوا العمل الرياضي، مايهم في هذا الظرف ليس الفوز او الخسارة في الانتخابات، ولكن التاكيد علي ارث، وممارسة وقانون، ارادوا مسحة باستيكة قذرة من تاريخ النادي الكبير، سجلوا للتاريخ انكم من فعلها وهزم سلطة التدخل الحكومي. وهزم ودالياس ومزمل ابوالقاسم كبار دعاة التعيين والتدخل السياسي في الشأن الرياضي.