اسحق احمد فضل الله

حديث «الصينية»


> صحف أمس.. وكأن النميري في القصر.. ووردي في الإذاعة > وما بين 1970../ مجيء النميري/ وبين 1985../ ذهاب النميري/.. وما بين 1985 .. واليوم.. لم يتدفق الحديث عن نميري كما تدفق أمس. > مما يعني شعوراً بشيء > ولقاءات وكتابات أمس دون حد/ عن النميري/ كلها يرسم البحث الغريب. > بحث الإجابة عن سؤال لا يعرفه صاحبه. > اللقاءات دون أن تشعر كانت تبحث السؤال الذي هو : لماذا فشل النميري. > …. > والسؤال هذا نفسه.. يقوده سؤال. > .. وهو.. لماذا نفشل الآن. .. ونفشل في كل مرة. «2» > نميري والأحزاب والإنقاذ.. كلهم يذهب جهده كله إلى شيء صغير. > طعام على صينيتك.. > ومقعد للولد في المدرسة. > وكلهم يفشل > واللقاءات.. سكرتير النميري منير.. صديق النميري.. بابكر زميل النميري فلان.. اللقاءات كلها «تشعر» بالسؤال «مثل فوران العطسة في الأنف.. دون أن تعطس. .. واللقاءات كلها يذهب إلى .. الأنس اللذيذ.. غطاءً للفشل هذا.. أنس وإمتاع و… > والأنس ينتهي.. وصينية الطعام أمامك مازالت فارغة.. وأوراق السؤال الصحيح.. مازالت فارغة. «3» > وإجهاش العطاس.. في أنف الكتابة.. وكل أحد يكتب وكأنه يفتح فمه ليعطس ثم يفشل.. فوران الكتابة يشعر أنه «لم يبق شيء لم يفعله الناس بحثاً عن الحل.. والطعام ودرج المدرسة».. دون نجاح. > النميري مخلص «أحبوك سيدي الرئيس لأنك رقصت معنا يوم الأحد.. وغنيت العجكو.. واقمت الرهد وكنانة ومنعت توتو كورة.. وحرمت بنت الحان واستباحة الحسان». > .. صادق هو النميري.. ومخلص.. لكن.. لكن.. لكن.. لا طعام فوق الصينية. > ما جاء هو البحث عن «العيش» في بيوت النمل عام 83م. > وخصوم النميري مخلصون.. مخلصون. > وفي تاريخ الأرض لن نجد مثل حكاية ابو شيبة > أبو شيبة../ احد من انقلبوا على النميري واعدم في الدروة../ حين فشل العسكري .. الذي يطلق النار عليه في الدروة.. يصرخ به أبوشيبة في غضب : نشن كويس يا عسكري!! > الضابط.. أمام فرقة الإعدام الإخلاص يجعله يغضب حين يفشل عسكري سوداني في التصويب لإعدامه.. > إخلاص!! > لكن الصحن يظل فارغاً.. فارغاً. > ولا مقعد في المدرسة. > و.. و.. > كل شيء يفشل ليس لأننا لم نعرف الإجابة الصحيحة.. > بل لأننا لم نعرف (السؤال.. السؤال.. السؤال) الصحيح. > والشرك ذاته ينصب الآن. > الآن وفي عالم اليوم.. الذي نتعامل معه غصباً عنا.. لا يكفي أن تكون على حق لتأخذ حقك. > ولا يكفي أن تكون مخلصاً لتنجح. > وما يقتلنا ليس هو هذا.. ولا هذا. > ما يقتلنا الآن هو أننا لا نعرف هذا. > ولا نعرف حتى كيف نصيغ السؤال عن لماذا نفشل. > ولا ماذا نفعل.