عبد الباقي الظافر

هل أتاك حديث العربات..


الأسبوع الماضي كان تاجر السيارات المستعملة يتلقى محادثة بأن رئيس الوزراء سيزور متجره.. الخواجة الكهل ظن أن الأمر مجرد مزحة ثقيلة.. بعد وقت غير طويل كان السيد كميرون يفاضل بين عدد من السبارات القديمة لينتقي أطيبها هدية لزوجته.. أكثرهن حظاً كانت سيارة نيسان عمرها أكثر من أثني عشر عاماً..السيارة القديمة ستكون في خدمة زوجة رئيس الوزراء.
نشرت آخرلحظة أن رئيس سابق لاتحاد الطلاب السودانيين صور نفسه وهو يمتطي المواصلات العامة.. الشاب وثق ليده الكريمة وهي تمد الأجرة للكمساري.. قبل أن احتفي بالرئيس السابق وتواضعه يحمل الخبر تفسيراً أن الشاب أراد أن يذكر إخوته في التنظيم عن بؤس حاله خاصة وأن الإخوان قد مكنوه من سيارة لا تليق بمقامه الكريم كقيادي صاحب مبادرات غريبة جداً..
ولكن يبدو أن حالنا من بعضه.. قبل أيام جاءت تسريبات أن الحسن الميرغني معتكف في جنينة جده احتجاجاً على سحب أربع سيارات من أسطول السيارات المخصصة لخدمته..المساعد الأول صحح المعلومة مؤكداً أن السيارات كلها موجودة تحت الخدمة..ثم امتن على ىشعبنا معبراً أن السيارات في خدمتهم منذ العام 1927..ولكن في اليوم التالي نكتشف
أن شقيقه المساعد السابق لم يسلم العربات التي خصصت لخدمته رغم مغادرته المنصب منذ نحو عام…
لماذا هنالك فرق كبير بين قادتنا وقادتهم..هنالك المسؤول يركب المواصلات العامة..وهنا المسؤول تخصص له ولأسرته وأصدقائه الفارهات الجياد..إذا أراد أبناء الكبار مخالفة القانون يختبئون خلف الزجاج المظلل في العربة الحكومية..أغلب الظن أن منهج المحاسبة غائب..مثلاً السيد الحسن أوضح في حواره مع الزميلة السوداني أنه سيرد نفقات العلاج التي تحملها دافع الضرائب..السؤال لماذا دفعت في الأصل إن لم يكن المساعد الأول يستحقها
في تقديري.. إن توطين منهج المحاسبة مهم للغاية ..يبدأ الأمر بالقدرة على محاسبة النفس..كان أمير المومنين عمر بن عبدالعزيز يطفئ السراج حين يفرغ من أعمال الدولة..بعدها تطلق يد المؤسسات في محاسبة من لا يتورع.. الصحافة لها دور كبير في تعرية الممارسات الفاسدة..
بصراحة.. فشل قادتنا في تقديم النموذج القدوة.. بل أحياناً يقدمون نماذج في التعدي على الحق والفضيلة.