مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : شكراً أسامة ونسي


بداية لا بد أن أقول إنه لا علاقة تجمعني بالأخ أسامة ونسي، لا من بعيد ولا قريب، وإنني لا أميل للكتابة في الشأن الرياضي كثيراً، ليس لأن الرياضة لا تستحق ولكن لأنني لست من المتابعين الجيدين لأحداثها الساخنة والمتلاحقة، ولكن لا أظن أن تلك أسباب تمنعني من أن أقول كلمة أراها كلمة حق في رجل لا أعرفه إلا معرفة العامة له من خلال المناصب التي تقلدها، فالأخ أسامة ونسي قبل بالعمل في لجنة تسيير نادي المريخ في وقت هرب فيه معظم أهل المريخ بمن فيهم الذين يطالبون بعودتهم الآن، تقدم ونسي الصفوف وتحمل المسؤولية بحكم التكليف، فاستلم زمام الأمور بالنادي الكبير وخزانة المريخ تعاني الصدأ أو قلة الفئران كما قالت المرأة الإعرابية لوالي المسلمين قيس بن سعد وهي تشكو فقرها، وأول ما واجه الرجل كان امتحان التسجيلات وبالفريق لاعبون مطلقو السراح فاجتاز الامتحان بكل اقتدار وأبقى على نجوم الفريق، ومن بعده امتحان المعسكر والمشاركات الداخلية والخارجية، وتقدم الفريق في البطولتين وبالأخص في البطولة الأفريقية التي غادرها الهلال بكل استقراره الإداري وصرفه الملياري، فلماذا إذاً كل هذا الهجوم على الرجل ولجنته من الأوفياء الذين تحملوا الكثير من أجل القيام بمسؤولياتهم، وهم الذين كانوا يستحقون الدعم والتشجيع أو على الأقل كلمة شكراً.
ألا يخجل الذين يهاجمون لجنة التسيير الآن دون وجه حق ودون مبررات، حتى وإن كان ذلك تمهيداً لعودة الوالي من جديد، ثم ألم يغادر جمال الديار الحمراء والفريق أحوج ما يكون للاستقرار الإداري وللمال، هل ذنب ونسي أنه قبل التكليف بعد الهروب الجماعي والفردي من المسؤولية ممن يدعون الحب للمريخ، وهل ما يلاقيه الرجل الآن من مطاردات دائنين وديون من صنع غيره.
أرجو ألا يخرج علينا أحد الفلاسفة ليقول لنا إن الفريق غادر البطولة الأفريقية ومن بعدها الكونفدرالية في عهد ونسي، لأن المريخ سبق وأن غادر أكثر من مرة من التمهيدي في عهد جمال وغير جمال.
والله هو شيئ يؤسف له أن يحاول البعض تصوير نادي المريخ بكل تاريخه وبطولاته في صورة المحتاج لفرد ما، وأن يكون مصير النادي بيد شخص واحد أو أشخاص، لأن المريخ وأقولها رغم (هلاليتي)، نادي تاريخ وبطولات وحامل لواء البلاد في المحافل الأفريقية بجولاته وصولاته التي تعرفه أحراش وأدغال القارة السمراء.
إن من حق الأخ أسامة ونسي وكل أعضاء لجنة التسيير أن نقول لهم شكراً على ما قدمتم وما بذلتم في حدود إمكاناتكم وفوقها حتى ظلل الاستقرار سماء النادي الكبير، وحققتم ما فشل في تحقيقه غيركم رغم أن كل شيء كان متوفراً.